حياة

لماذا أشعر بالخوف من الدفاع عن نفسي؟

عندما تستمد قيمتك من قبول الآخرين، فإن مواجهتهم تشكل تهديدًا لهذا القبول
AV
إعداد Allie Volpe
Woman in overalls and a cut-off t-shirt looking down
Collage by VICE Staff | Photos via Getty and Caputo

زميلك في الغرفة يترك الأطباق باستمرار في الحوض. زميلك في العمل يرتكب الأخطاء طوال الوقت. شريكك بإطلاق يطلق مزحة مزعجة. إنه جانب لا مفر منه في الحياة كإنسان: من وقت لآخر، سوف يزعجك الآخرون.

لا يجد بعض الأشخاص أي صعوبة في نقل شكاواهم إلى الأطراف المزعجة. يتعاملون مع مخاوفهم وهواجسهم بهدوء وبدون إصدار أحكام، ويتمكنون بطريقة ما من عدم البكاء، ويكونون قادرين على إجراء محادثة مثمرة لتحسين العلاقة.

بالنسبة للآخرين، يمكن أن يكون الاقتراب من المواجهة محفزًا للقلق والتوتر. ومع ذلك، فإن تجنب المواجهة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الشعور بالاذى لدرجة قد تضر بعلاقتك، سواء كان ذلك من خلال التعليقات الجانبية السخيفة، أو حدوث صدام كبير في وقت لاحق، أو مجرد إبعاد الطرف الآخر.

إعلان

إذا كنت تميل إلى كبت مشاعرك لأنك غير مرتاح للمواجهة، فإليك الأسباب.

أنت تتخذ قرارات بناءً على تجاربك السابقة (السلبية)
لا يوجد سبب للخوف من المواجهة، ولكن قد تكون تجاربك السابقة قد جعلتك تتوقع عواقب سلبية غير متوقعة عند مواجهة شخص ما. هذا الخوف يأتي من دافع سابق لتجنب الخطر، كما تقول ديبرا كيسن، المعالجة والمديرة التنفيذية  لـVICE: "إنه خوف من أنني إذا واجهت طرفًا آخر، فقد يهاجمونني وقد أتعرض للأذى." في الواقع، أسوأ ما يمكن أن يحدث عندما تواجه شخصًا ما هو أنه سيصاب بالغضب أو بخيبة أمل، أو ستكون محادثة محرجة. إنها ليست مسألة  حياة أو موت.

وتشير المعالجة نيكولا بيير سميث لـVICE: "فكر في الطرق التي صاغ بها الكبار في حياتك المواجهة أثناء نشأتك. على سبيل المثال، إذا كنت كثيرًا ما تسترق السمع إلى مشاجرات والديك، فربما تكون قد تعلمت أن "الخلافات أو الصراعات تؤدي إلى النبذ والرفض أو نوعًا من الأذى في العلاقات. بمرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى تجنب النزاعات في الصداقات والشراكات الرومانسية ومع زملاء العمل."

تؤثر الدروس المستخلصة من التجارب السابقة على اتخاذ القرارات طوال الحياة، وفقًا للدراسة. إذا قوبلت بموقف دفاعي أو هجومي عند التعبير عن شكوى أثناء نشأتك، فليس من الغريب الاعتقاد بأنك قد تثير استجابة مماثلة مع زميلك في السكن الآن، على سبيل المثال. وتشير المعالجة إلين إس كوهين:  "ربما تكون قد قوبلت خلال فترة نشأتك بأسلوب هجومي وعدائي جدًا عندما قمت بطرح هواجسك أو اهتماماتك، مما جعلك تخشى مشاركتها." 

أنت تعطي أهمية للراحة قصيرة الأمد على التقدم على المدى البعيد.
في بعض الأحيان، لا يكون خوض غمار المحادثات التي يحتمل أن تكون غير مريحة في مصلحتك. تجنب المواجهة، عندما يتجنب الشخص مواجهة المشاعر أو المواقف الصعبة، لا يجعل المشكلة تختفي. الأشخاص الذين يتفادون الصدام والمواجهة عادة ما يعطون الأولوية للراحة قصيرة المدى والتي تتمثل في عدم الاضطرار إلى إجراء محادثة غير مريحة حتى لو كانت ستخفف عنهم. وتشير كيسن: "على المدى القصير، قد تشعر بعدم الراحة عند المواجهة، لكن على المدى الطويل، ستبقى عالقًا في موقف كان يمكنك تغييره."

إعلان

لهذا فكر في الفوائد طويلة المدى في التحدث عما تريده. بدلاً من التذمر بشكل صامت، واجه المشكلة وجهاً لوجه، وضع حدودًا. قد يكون من الصعب التحدث في الوقت الحاضر، لكنك ستوفر على نفسك الكثير من التوتر والإحباط في المستقبل.

أنت شخص تميل إلى إرضاء الناس
غالبًا ما يقوم الأشخاص الذين يميلون إلى إرضاء الناس بوضع مشاعرهم جانبًا من أجل كسب استحسان أو مودة الآخرين. وتقول إيمي مورين، المعالجة ورئيسة التحرير في موقع Verywell Mind" "البعض يشعر بالقلق من أن إخبار والدتهم بأنها تجاوزت حدودها سيزعجها، أو يخشون أن إخبار أصدقائهم بأن مزاحهم سيء مما سيؤدي إلى إنهاء الصداقة.  غالبًا ما يكون هناك خوف حقيقي من أن يغضب شخص ما أو ينهي العلاقة. من الصعب معالجة المخاوف عندما تشعر بالفزع من أن الشخص الآخر قد ينزعج."

غالبًا ما يكون انخفاض الثقة بالنفس هو السبب الجذري لهذا السلوك - فالناس الذين يميلون إلى إرضاء الناس "ينظرون إلى قيمتهم ومكانتهم كشرط لقبول الآخرين لهم،" كما تشير سميث. عندما تستمد قيمتك من قبول الآخرين، فإن مواجهتهم تشكل تهديدًا لهذا القبول. 

يخاف الأشخاص الذين يميلون إلى إرضاء الناس من ما يعتبرونه نبذًا ورفضًا، ويمكن أن يمنعهم ذلك من الدخول في محادثات صعبة في المستقبل، ويدخلون في حلقة لا نهاية لها بناءً على افتراضات خاطئة عن خيبة الأمل والنبذ المحتملين. 

ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يميلون إلى إرضاء الناس عادة يبالغون في تقدير مدى غضب الشخص الآخر، كما تقول كوهين: "قد ينزعج بعض الناس، لكن خيالك قد يبالغ في مدى انزعاجهم."  في معظم الحالات، يمكنك التعبير عن مخاوفك دون إثارة غضب الشخص الآخر. الحل يكمن في استخدام "قاعدة أنا" التي تصف بها مشاعرك وتتجنب إلقاء اللوم على أحد.

إعلان

لقد بالغت في تحليل الموقف
في حين أنه من المهم التعامل مع أي نقاش بذهن صافٍ (على عكس تأجيج العواطف وشحن المشاعر)، يميل بعض الأشخاص الذين يكرهون المواجهة إلى التفكير كثيرًا في هواجسهم ويقنعون أنفسهم بأنهم بالغوا في رد فعلهم. قد تقول لنفسك أن النكتة التي اعتبرتها هجومًا شخصيًا كانت في الواقع مزحة بعد التفكير فيها قليلاً، ولن تستحق أن تضيع طاقتك لإثارة الأمر مرة أخرى - ولم تعد مهتمًا حقًا بها بعد الآن.

هذا التحليل ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، ويمكن أن يكون مؤشرًا لمعرفة متى تختار معاركك. وتضيف كوهين: "أعتقد أنه من الضروري التفكير في الأمور قبل طرح أي شيء." هناك أشخاص لن تحدث معهم محادثة متحضرة ولبقة أبدًا، كما تؤكد كوهين: "قد يكون الشخص مسيئًا وغير مستعد لسماع رأيك." بمعرفة هذا الأمر، قد لا تدخل في مواجهة معهم ببساطة لأنك رسمت وخططت للمحادثة ولا تتوقع نهاية إيجابية.

عندما تتخيل كيف سينتهي الخلاف، فإنك تفترض الأسوأ
لا يجب أن تكون المواجهة قتالية. التواصل الصادق ضروري لأي علاقة، والصراعات الطفيفة هي عمليات التعديل والإصلاح التي تحافظ على العلاقات بسلاسة. من خلال افتراض أن المحادثة ستسير بشكل سيء، فإنك بذلك تضر نفسك ومن تحب.

إذا وجدت نفسك مذعورًا من التطرق إلى موضوعات كبيرة، فابدأ على نطاق صغير. بمجرد أن ترى أن كل من حولك لا يكرهك أو يعتقد أنك تلح كثيرًا في طلباتك، يمكنك أن تشق طريقك نحو مواجهات أكثر صعوبة في حال ظهورها.

وتنهي مورين: "ذكّر نفسك أنه من خلال معالجة سلوك أو مشكلة، فإنك تُظهر للشخص الآخر أنك تهتم بما يكفي لجعل الأمور أفضل، وتثق بهم بما يكفي لمعالجته، حتى لو شعروا بالغضب."