نوموفوبيا

فليكر

FYI.

This story is over 5 years old.

مجتمع

أكثر من 12 ساعة على الهاتف؟ تحدثنا الى عدد من الشباب الذين يعانون من النوموفوبيا

أجد صعوبة بحمل موبايل واحد كوني أخاف من نفاذ بطاريته أو وجود خلل به أو انقطاع شبكته

أصابعٌ لا تفارق الهواتف، شواحن لا تنطفئ وبطارّيات يستحيل أن تنفذ وأعينٌ أرهقها طول النظر الى الشاشة على مدار الساعة، نعم إنها فوبيا العصر: النوموفوبيا. صدق أولا تصدق أكثر من 60% بالمئة من سكّان هذا الكوكب باتوا يعانون من النوموفوبيا حسب عدة دراسات يتصدر لائحتها الشباب. ظهر مصطلح النوموفوبيا في 2008 وهو اختصار لـ No- Mobile- Phone Phobia وعرّف بأنه الخوف من فقدان الموبايل أو نفاذ بطاريته أو التواجد في منطقة خارج نطاق الشبكة. وأصبحت هذه الفوبيا الجديدة تشكل خطراً وتهديداً على حياة الشباب الصحية والعلمية والاجتماعية. تحدثنا إلى بعض المراهقين والشباب من السعودية عن علاقتهم "المتينة" بهواتفهم.

إعلان

جنى، 14، طالبة

VICE عربية: كم ساعة تقضين على موبايلك يومياً؟
جنى: 11 ساعة يومياً حين أصحو صباحاً، استخدمه لساعة وحين أعود من مدرستي، اقضي جميع وقتي عليه حتى النوم. ماذا تفعلين بكل تلك الساعات على الموبايل؟ 11 ساعة هي مدة طويلة جداً.
أتصفح جميع مواقع التواصل الاجتماعي يوتيوب وتويتر وانستغرام، وأقوم بالنشر والتعليق على جميع المحتويات وأتواصل مع صديقاتي. في الحقيقة، لا أرى 11 ساعة هي مدة كافية بل لو استطعت لاستخدمته لمدة أطول. لا استطيع تخيل فكرة أن أقضي ساعة واحدة من دون موبايلي، فالحياة بدونه قبيحة جداً لا تصلح للعيش. أتذكر أنني فقدت موبايلي مرة في متنّزه وأصابني الجنون حينها، وقضيت 7 ساعات أبحث عنه حتى وجدته كان يوم مأساوي جداً. هل أثر استخدامك للموبايل على علاقتك الاجتماعية مع أهلك وأصدقائك؟
علاقاتي الاجتماعية تكاد تكون معدومة، فالموبايل يأخذ أغلب وقتي لأن المحتوى لا ينتهي وعليّ رؤية كل المستجدات، فلا أجد وقتا للجلوس مع أهلي. بالنسبة للاصدقاء فنادراً ما نلتقي فنحن نتحدث يومياً عبر الانستغرام والواتس أب حتى وإن اجتمعنا فسنجلس معاً ولكن تركيزنا سيكون على هواتفنا. ألا يزعج ذلك أهلك؟
نعم، في بعض الاحيان يقومون بقطع الشبكة بالمنزل وأصبح بحالة توتر وبكاء حتى تعود.

سارة، 18، طالبة

VICE عربية: كم ساعة تستخدمين موبايلك باليوم؟
سارة: 13 ساعة متفرقة حين أصحو وبعد مدرستي والمدة الأطول قبل النوم. موبايلي يتواجد معي خلال فترة الطعام والدراسة، فلا يمكنني التركيز البتة إن أبعدته أثناء دراستي، فلابد أن أفتحه بين حين وآخر لأرى آخر الإشعارات وأرد على الأصدقاء. وحتى حين أقوم بالاستحمام لا يمكنني مفارقة موبايلي. تحملين موبايلين؟ لماذا تحتاجين الى أكثر من واحد؟
أجد صعوبة بحمل موبايل واحد كوني أخاف من نفاذ بطاريته بأي لحظة أو وجود خلل به أو انقطاع شبكته فلابد من وجود بديل. أنا أمتلك العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وأنا نشطة عليها على مدار الساعة لذلك لا أستطيع الانقطاع عن الموبايل. لا تزالين تستخدمين الموبايل خلال حديثنا، ما هو الشيء المهم الذي يمنعك من رفع عينيك عن الشاشة؟
في موبايلي الأول أستمع للموسيقى بصوت منخفض وفي الموبايل الآخر أقوم بإحصاء عدد الإعجابات والرد على التعليقات حول آخر صورة نشرتها على انستغرام. هل سبق أن خرجت من المنزل لمنطقة معزولة عن الشبكة؟
نعم حدث ذلك سابقا ذهبت في رحلة عائلية وفجأة انعدمت الشبكة، لم أستطع التحمل أكثر من بضع ساعات فجلست مكتئبة وطلبت العودة للمنزل وكانت أسوء رحلاتي. ألا ترين أن أدمانك على موبايلك هو أمر غير طبيعي؟
نعم أشعر بأن حرصي واهتمامي بالموبايل هو أمر غريب، لكنني لا أستطيع التخلص من هذه العادة على الرغم من اني بدأت أعاني مؤخراً من صداع وفقدان تركيز عال بسببه.

إعلان

محمد، 20، طالب جامعي

VICE عربية: ماذا يعني لك موبايلك؟
محمد: موبايلي باختصار هو حياتي، يتواجد به كل ما أملك أصف علاقتي به كإنسان، هو معي طيلة الوقت يحوي كل أسراري وتفاصيل حياتي. لاحظت أنك تستخدم اللابتوب أيضا بالإضافة لموبايلك.
بالطبع فهناك بعض الاشياء يصعب الوصول إليها بالموبايل فلا بد من استخدام الاثنين على مدار الساعة. كم ساعة تستخدم أجهزتك يومياً؟ وكيف توفّق بينها وبين دراستك؟
مجمل اليوم عدا ساعات نومي. أجمل ما في دراستي أنها بالتعليم الإلكتروني وهذا يساعدني على قضاء أطول مدة على الموبايل فيسهل تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي أثناء حضور محاضراتي وغيرها. هل تخرج مع أصدقائك؟ وهل جربّت أن تجتمع بهم بدون هواتفكم؟
لديّ العديد من الاصدقاء وأحب الخروج معهم، فنحن نخرج بوقت منتظم ونقضي أوقاتنا في تبادل المحتوى على الموبايل ومناقشة آخر الاحداث. ولكن لا يمكن أن نترك هواتفنا إطلاقاً، فنحن نستخدم سناب شات طيلة أوقات اللقاء لمشاركتها مع الناس، ودائما ما نحرص أنا وأصدقائي على حمل أكثر من 4 بطاريات متنقلة معنا خوفا من نفاذ بطارية الموبايل. ألا تؤثر ساعات استخدامك للموبايل على حالتك الصحية؟
نعم أعاني من ألم دائم بالرأس قال لي الطبيب أن سببه الجلوس المطول أمام شاشة الموبايل واللابتوب وأعاني من انحناء وألم في ظهري يزعجني كثيرا ونصحني بالابتعاد عن الموبايل وتقليل ساعات استخدامي للموبايل، لكنه أمر شبه مستحيل.

مريم، 15، طالبة

VICE عربية: بأي عمر بدأت استخدام الموبايل وما هو معدل استخدامك اليومي له؟
مريم: بدأت باستخدامه بعمر الـ 11 وأجد أنه متأخر جداً كون إخوتي اليوم بعمر الخامسة يحملون هواتف وأجهزة إلكترونية مماثلة لما أحمله. أستخدم موبايلي 10 ساعات تقريبا على مدار اليوم. ماذا تفعلين لمدة عشر ساعات يومياً؟
لديّ عدة حسابات شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حسابي على انستغرام يحوي عدد كبير من المتابعين أقضي معظم وقتي في تصوير يومياتي لحظة بلحظة ومشاركتها بالإضافة للنشر عبر سناب شات وتويتر. إلى أي مدى أنت متعلقة بمتابعينك عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
إلى حد الهوس فموبايلي لا يفارقني لأي لحظة حتى أثناء دوامي المدرسي أقوم بتخبئته معي خوفا عليه من الضياع. يهمّني جدا أن أكون نشطة كافة الوقت على جميع المنصات للتفاعل مع المتابعين منذ أن أصحو حتى ساعات نومي. كيف هي علاقتك بأهلك؟ وكيف يتعاملون مع علاقتك بموبايلك؟
لابأس بها، لا نتحدث كثيرا بسبب انشغالي الدائم بالموبايل فلا وقت لدينا للحديث. يبدون استيائهم حول إدماني حين أقوم باستخدام موبايلي أثناء الطعام أم الجلوس في الزيارات العائلية أو اثناء الدراسة وحاولوا تقليل استخدامي له من خلال تعطيل الشبكة عن المنزل ولكن لم يستمر ذلك سوى بضع ساعات كونهم بحاجة للإنترنت أيضاً. هل تجدين متعة بالتنزّه بالأماكن البعيدة التي لا تغطيها الشبكة ولا تحملين موبايلك بها؟
أشعر ببعض الراحة من المسؤولية والإلتزام على عاتقي، لكن لا أجد المتعة الكاملة لكوني أفقد القدرة على البث الحي للمتابعين بتفاصيل رحلتي وينتابني القلق حول ما إن راسلني أحد ولم أجبه أو قام أحد بنشر محتوى ولم يصلني، وهل قام بمتابعتي أحد جديد أم ألغى متابعتي؟ إنها فوضى كبرى في رأسي تتعبني وترهق تفكيري بشدّة حتى أعود لموبايلي و روتيني المعتاد.

إعلان

رنا، 24، موظفة

VICE عربية: ما هو روتينك اليومي بالنسبة لاستخدام موبايلك؟
رنا: أخصص ساعة عندما أصحو لتصفح وقراءة الأخبار والتعليق على الإشعارات والرد على الإيميلات وغيرها 3 ساعات متقطّعة في منتصف اليوم لتصفح مواقع التواصل وساعة قبل النوم لمشاهدة بعض الفيديوهات.

هل ترين معدل الساعات لاستخدامك للموبايل مرتفع أم عادي؟
يعتبر عادي جداً مقارنة بغيري، فيوجد الكثير ممن يستخدمونه حتى الآن بمعدل 14 ساعة يومياً وكنت يوما ما منهم ولكني مررت بتجربة غيرت الكثير.

حدثينا عن هذه التجربة؟
كنت أعاني من النوموفوبيا بشكل كبير حيث كان موبايلي لا يفارقني للحظة، فكان أول ما أراه حين أصحو وآخر ما أغلق عيني عليه. يرافقني بكل الأماكن، أتصفح كل شيء وأحدث بياناتي على جميع مواقع التواصل الاجتماعي بكل دقيقة، أخشى أن يكون قد حدث شيء لم أعلمه خلال دقيقة من تركي للموبايل. كان يرعبني تخيّل عدم وجود الانترنت أو أن يلاحظ أحد إني لست نشطة على مواقع التواصل لساعة أو أكثر. وأخذ الموضوع يتطوّر حتى أدى إدماني لإصابتي بضعف نظر شديد وأصبحت أرتدي نظارة طبية، كما قلّ تركيزي ونسياني بشكل كبير وفشلت بمراحل دراسية، ناهيك عن انهيار علاقاتي العاطفية والاجتماعية وأصبت بوحدة قاتلة، حينها بدأت أشعر بهول ما تسببت به النوموفوبيا لديّ.

كيف تخلصت من هذه الفوبيا؟
قررت الدخول بتجربة عزلة كاملة من مواقع التواصل الاجتماعي فألغيت جميع حساباتي وتخلّصت من موبايلي الحديث واستبدلته بموبايل قديم لإجراء المكالمات فقط، كانت التجربة صعبة جداً في البداية، كان كل ما يشغل ذهني هو هل فاتني شيء؟ فحاولت أن أشغل ذهني بتطوير علاقاتي مع الأصدقاء، أصبحت أجتمع بهم كثيراً لاسيما علاقاتي مع عائلتي التي كانت شبه مقطوعة. وعدت لمزاولة هواياتي المحببة حتى اعتدت على الحياة الطبيعية الحقيقية وحين تأكدت من التخلص من إدماني عدت لموبايلي وبدأت استخدمه بشكل قليل ومنظم.

هل لديك أية نصيحة للشباب الذين يعانون من النوموفوبيا؟
عش حياتك الطبيعية فهي أجمل بكثير من شاشة موبايل. ولا تجعل الموبايل يحكمك بل كن أنت من تتحكم به.