11

شاب يؤدّي قفزة خلفية في شاطئ ستيديا، ولاية مستغانم. الجزائر، 2018. جميع الصور: فتحي صحرواي.

صور

مقابلة مع المصور الجزائري فتحي صحراوي عن كيفية الهروب من موجة حر

آمل أن تظهر هذه الصور ندرة الأماكن المخصصة للترفيه في الجزائر خلال أيام الصيف الحارة

ولد المصور الجزائري فتحي صحراوي، ٢٩ عاماً، في حاسي الرمل، وهي مدينة صناعية في الجزء الجنوبي من الجزائر وتنقل في طفولته بين مسقط رأسه ومدينة معسكر حيث تسكن جدته. خلال سنوات دراسته، كان صحراوي متردداً بين اختيار التصوير أو العزف على آلة موسيقية، ولكن التصوير انتصر في النهاية، وبدأ بتعليم نفسه بنفسه في سن الـ١٩.

صحراوي، الذي يقيم في الجزائر العاصمة الآن، يُعتبر أحد المصورين البارزين الذين وثّقوا الاحتجاجات التي قامت بالجزائر في فبراير 2019 التي أدت في النهاية إلى الإطاحة بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. تم عرض صور صحراوي باللونين الأبيض والأسود، في صفحات صحيفة نيويورك تايمز، إلى جانب الصحف الرئيسية الأخرى.

إعلان

في سلسلة صور لمشروع مستمر بعنوان "الهروب من موجة الحر"، يأخذنا صحراوي في رحلة صيف في يوم حار. خلال أيام الصيف الطويلة، تقترب درجة الحرارة من 44 درجة مئوية في الجزائر، ويصبح البحر هو المهرب الوحيد. ولكن بالنسبة بالنسبة لبعض العائلات، قضاء الصيف على الساحل غير ممكن، لبعض الأسباب العائلية والمالية.

نتيجة لقلة أماكن الترفيه مثل حمامات السباحة في مدن غرب الجزائر مثل معسكر وغليزان، يضطر الأطفال للهروب من الطقس الحار بالذهاب إلى بعض الأماكن الخطرة مثل أبراج المياه المهجورة، ويمكنك أن تجدهم يسبحون في قنوات الري الكبيرة أو يقفزون بالقرب من الشواطئ الصخرية الخطرة. الهدف من هذه السلسلة الفوتوغرافية حسب صحرواي هو إظهار محنة هؤلاء الأطفال المستعدين لفعل أي شيء فقط للهروب من موجة حر.

VICE عربية: لماذا اخترت التصوير بالأبيض والأسود؟
فتحي صحراوي:
كان الأمر أشبه بطريقة غريزية لرؤية الأشياء أكثر من أي شيء آخر، من وجهة نظر فنية، ساعدني استخدام الأسود والأبيض على التعامل مع قسوة الضوء السائد في البيئة التي كنت أعمل فيها.

حدثنا عن سلسلة الهروب من موجة حر.
لدي ذكرى من طفولتي عند مروري مع عائلتي بقنوات الري على الطريق من مكان إقامتي في معسكر، ورؤية بعض الشباب يستمتعون بالسباحة ويبدون بغاية السعادة. لم تسمح عائلتي لي في ذلك الوقت بالتوقف واللعب معهم، خوفاً على سلامتي. يمكن أن تكون كلمة "سعيد" مثيرة للجدل للغاية في سياق مشابه لأن السباحة في قنوات الري خطرة، لكنني رأيت بعض الشباب السعداء وتعلمت أن السعادة مجرد شيء نسبي. ربما هذه الذكرى البعيدة، كانت البداية لهذا المشروع الذي تم تصويره بشكل أساسي في الجزء الغربي من الجزائر بين مدينتي معسكر وغليزان والمنطقة الساحلية لوهران أيضًا.

إعلان

عند تصوير قصة مصورة مثل الهروب من موجة الحر، ما أنواع المشاعر أو الحالة المزاجية التي تجد نفسك منجذبًا إليها؟
لا شك أن شبح الخطر كان موجوداً أثناء التصوير في تلك المواقع وهذه حقيقة لا يمكننا ببساطة تجاهلها، وآمل أن تظهر هذه الصور ندرة الأماكن المخصصة للترفيه في الجزائر خلال أيام الصيف الحارة. رغم ذلك، فإن الدافع الرئيسي وراء هذا المشروع هو تسليط الضوء على الطاقة بين هذه المجموعة من الشباب، واستعدادهم للاستمتاع بحياتهم بما هو متاح وبطريقة إبداعية حقيقية.

ما هي التفاصيل التي تركز عليها عند العمل على مشروع فوتوغرافي؟
يعتمد ذلك على المشروع نفسه، ولكني أعتقد أن نهجي مستمر في التطور على مر السنين. على سبيل المثال، لم تكن هناك نية واضحة لبدء مشروع مثل الهروب من موجة الحر، كان السبب الرئيسي الذي دفعني للذهاب إلى هناك هو الشعور بالملل خلال ظهر أحد أيام الصيف، ولكن بمجرد أن تطأ قدمك هناك، يصبح الملل تفصيلاً من الماضي.

هل من الأفضل/ الأسهل تصوير صديق أم غريب؟
أخشى أنه ليس لدي إجابة دقيقة على هذا السؤال المثير للاهتمام، ما هو مؤكد بالنسبة لي هو أنه كلما قمت بتصوير شخص ما، بطريقة أو بأخرى، العملية برمتها تجعل من هذا الشخص صديقًا لي، يظهر ذلك عند مقابلة أشخاص قمت بتصويرهم منذ سنوات، عندما أتجول في شوارع مدينتي، تبادل التحيات معهم هي من أكثر اللحظات جمالاً.

الجميع يحمل كاميرا الآن. كيف غيّر ذلك التصوير الفوتوغرافي؟
أعتقد أن "دمقرطة" التصوير بدأت منذ عقود، وما نشهده الآن هو أكبر من ذلك. الطريقة التي تقصفنا بها الصور بشكل يومي تجعلني أتساءل عن كفاءة هذه الوسيلة ومستقبلها، ولكن إذا أردنا رؤية الأشياء من الجانب المشرق، فكون الجميع يحمل كاميرا، يعني أن هناك المزيد من القصص التي يتم توثيقها.

إعلان

هل شعرت يومًا أنك متصل بصور معينة قبل التقاطها؟
يحاول خيالي أن يجبرني على التقاط بعض الصور قبل أن أضع قدمي في الميدان، لكن ما يحدث خلال العملية يكون دائمًا أكثر روعة ومليء بالمفاجآت، وهذا لا يعني أن الأشياء مرضية طوال الوقت. التصوير الفوتوغرافي هو ممارسة منسقة بالكامل مع توقعات بالصعود والهبوط ولكن الأهم عدم الاستسلام للبقاء في الوسط.

مزيد من الصور من سلسلة "الهروب من موجة حر."