FYI.

This story is over 5 years old.

صحة

ما مدى خطورة تجاهل ارتفاع ضغط الدم؟

ارتفاع ضغط الدم هو حالة مرضية لا تظهر أعراضها

توغا/جيتي إيميجس

ظهر هذا المقال في الأصل على TONIC

السيناريو
يبدو أنّ صديقكَ يقومُ بفعلِ كلّ ما هو صائب: يتناول طعاماً صحياً نوعاً ما، يتمرّنُ لخمسةِ أيامٍ في الأسبوع، وينعكس ذلك عليه. إنهُ يتمتع باللياقة البدنية، مُفعمٌ بالنشاط، ولا يحتاجُ لأخذ إجازاتٍ مرضية. لكن في الأسبوع الماضي، فيما كان ينتظرُ الحصولَ على نسخةٍ جديدة لجواز السفر في الصيدلية، احتالَ عليهِ مندوب مبيعات متحمّس واضعاً جهاز قياس ضغط الدم حول ساعده. أشارت القياسات إلى الرقم 80 \130 – وأعلى بقليل من الهدف المثالي المحفور في عقولنا جميعاً وهو 80\120. ما معنى ذلك؟ هل سيكونُ في مأزقٍ إن لم يقم مثلاً بإضافة اليوغا والتأمل إلى تمارين روتينه الأسبوعي؟

الحقائق
للمرة الأولى منذ 14 عاماً، قامت الرابطةُ الأمريكية للقلب والكلية الأمريكية لطب القلب مؤخراً بعمل تعديل على النص الذي يُعرّف ضغط الدم المُرتفع: فعوضاً عن قراءة 140/90 (حيثُ يشير البسط إلى ضغط الدم الانقباضي الذي يعبر عن قوة الضغط الواقع على جدران الشرايين الدموية عند انقباض القلب لضخ الدم إلى باقي الجسم، ويشير المقام إلى ضغط الدم الانبساطي الذي يُعبر عن ضغط الدم في المُدة الواقعة بين ضربات القلب)، أصبحَ ارتفاعُ ضغط الدم يُشخّص عند تسجيل قيمة 130/80. جاءت هذه الأخبار بعد نشرِ دراسةٍ في مجلة نيو إنجلاند للطب في 2015، وقد وجدت الدراسةُ أن الأشخاصِ الذين يسعون لتحقيق ضغط دم أقل من 120/80 بدلاً من 140/90، كانت احتمالية إصابتهم بنوبة قلبية، أو جلطة دماغية، أو وفاة ناجمة عن أمراض قلبية ووعائية أقل بنسبة 25%. لكن المشكلة هنا، أنّ اعتماد هذه القواعد الإرشادية الجديدة والأكثرَ صرامةً سيؤدي لتضاعف نسبة ارتفاع ضغط الدم لثلاثة مرات بين الرجال تحت سنّ 45 عاماً (بما فيهم صديقك الذي أصبح الآن في منطقة الخطر) وضعفين بين النساء تحت سن 45 عاماً – والعديدُ منهم لا يعلمون بذلك. لأنّ ارتفاع ضغط الدم هو حالة مرضية بدون أعراض ظاهرة، نجدُ أنّ نصفَ من يُعاني منه من الراشدين لديهم سيطرة عليه.

أسوأُ الاحتمالات
لو ارتفعَ ضغطُ دمِ صديقك إلى أرقامٍ عالية (أو بدأ بالتعامل مع عواملِ خطورةٍ تُؤثر على جهازه القلبي الوعائي، مثل البدء بالتدخين، زيادة في الوزن، أو إصابته بداء السكري من النوع الثاني) يمكن لشرايينه أن تتضرّر للحد الذي يصبحُ فيه طريقُ تدفقِ الدم للقلب مسدوداً، مما يؤدي لوقوع نوبة قلبية. (صحيحٌ أنّ من النادر حدوثِ ذلك لشخص في العشرينات أو الثلاثينات من عمره، كما تقولُ أخصائية أمراض القلب ماري نورين وولش، رئيسة الكلية الأمريكية لأمراض القلب). وبنفس الطريقة، يمكن أن يؤدي الضرر الكبير الواقع على الأوعية الدموية في الدماغ بسبب ارتفاع ضغط الدم الحاد إلى وقوعِ جلطةٍ دماغية. وإن أصبحتِ الشرايينُ في كليتيه مُتهالكةً لدرجة فقدانِ قدرتها على الفلترة، فيُمكنُ أن ينتهي به الأمرُ بفشلٍ كلويّ وحاجتهِ لغسل الكلى سترافقهُ مدى الحياة.

الأرجح للحدوث
لا شئ، على الأقل في البداية. إذا ما ظلَّ ضغطُ دمِ صديقك عند 130/80 فالأغلبُ أنهُ سيكونُ على خير ما يُرام لسنوات – أو حتى عقودٍ من الزمن. لكن في داخل جسمه، ستبدأُ شرايينُه بصمتٍ ورويّة بالتضيّق والتصلّب، مجبرةً القلب على بذل المزيد من الجهد لضخ الدم. الجهدُ المتزايد سيؤدي بمرور الوقت إلى تضخّم في عضلة القلب مما يزيد من الصعوبة الواقعة على العضو الأهم في جسده للقيام بوظيفته. في نهاية المطاف، إن لم يتم علاج ارتفاع ضغط الدم (حتى وإن كان مرتفعاً بدرجة بسيطة) سينتهي ذلك لا محالة بأزمة قلبية أو جلطة دماغية أو فشل في القلب أو الكلى كما تقول د. وولش. قد يحتفلُ صديقك بعيد ميلاده ال 55 قبل أن يحدث أي من هذا، لكن لا مفرّ من الضرر.

ما يجبُ أن تخبرَ بهِ صديقك
حاول أن تسترخي – ليست كلُّ الأخبارِ سيئة. يصدفُ أنّ ارتفاع ضغط الدم هو من أسهلِ الحالات الطبية في العلاج عن طريق تغييراتٍ في أسلوب الحياة مثل الحمية الغذائية والتمارين الرياضية. عندما يتوجّهُ صديقك للطبيب (يتوجّب عليه ذلك حقاً - تقول د. وولش أن علينا جميعاً أن نتحققَ من ضغطِ الدمِ بشكلٍ سنوي) سيوصيه الطبيبُ أن يُجرّب حميةً غذائيةً تُسمى DASH وهي مُقاربات غذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم تعتمدُ على الحدّ من تناول أملاحِ الصوديوم والدهون المُشبعة والإكثارِ من تناولِ الخضروات والفواكه والحبوبِ الكاملة والأسماك. إن لم يكن ممن يمارسون التمارين الرياضية بانتظام، فإنّ إضافة تمارين اللياقة وحمل الأثقال (كلاهما مُفيدٌ لتقليل ضغط الدم) لروتينه اليومي إلى جانب الحد من شرب الكحول (مشروب واحد فقط يومياً) وخسارة الوزن الزائد. إنقاصُ الوزنِ بمعدل 5 كيلوغرام يُمكن أن يقلل من ضغط الدم واحتمالية إصابتك بنوبةٍ قلبيةٍ أو جلطةٍ دماغية. إن لم تأتي التغييرات في أسلوب الحياة بنتيجة (الغالبُ أنها فعالة لدى من لا يُعانون من أمراض أخرى)، فقد يرتئي الطبيب وصف نوع من الأدوية التي تعمل على منع تضيّق الأوعية الدموية، ومن أمثلة هذه الأدوية مُثبطات إنزيم الأنجيوتنسين.