Vice May 2021
فرص عمل

كيف تتحضر لمقابلة عمل عن بُعد

تجنب إجابات مثل "أريد أن أكون مديراً، أو أن أكون مكانك"

مقابلات العمل دائماً ما تبعث على التوتر لأسباب تبدأ بالمظهر المناسب وطريقة المصافحة وحتى الوصول للعنوان الصحيح.  تغيّرت هذه المعادلة بعد أزمة فيروس كورونا وتغير طريقة العمل تماماً وأصبح يومنا يبدأ وينتهي باجتماع زووم.

قد يشعر الشخص الذي تتم مقابلته أونلاين بما يمكن وصفه بالنجومية السلبية، إذ تتسلط الأضواء جميعها عليه، بطريقة سينمائية إن صح التعبير. تقوم كاميرا جهازه ببثّ صورته بدون انقطاع، ناقلة كل التعابير لحظيّاً لمن يُقابله. وبالإضافة لمحاولة التركيز في أسئلة المقابلة، فإن على هذا الشخص أن يحاول أيضاً التركيز مع صور الأشخاص عبر شاشته، وفوق كل هذا، عليه أن يتعامل مع مشاهدة نفسه خلال وقت المقابلة بالكامل.  ويمكن بالطبع التخيل بسهولة كيف قد لا يكون هذا السيناريو الاجتماعي المعقد، مريحاً لأي شخص خاصة إن كان خجولاً أو متوتراً بطبيعته أو من أصدقائنا الـ introverts.

إعلان

لمعرفة كيفية التحضر لمقابلة عمل في الوقت الذي يبدو أن العالم بدأ بالعودة إلى طبيعته، قابلت ثلاثة اختصاصيين من منظمة "تعليم لأجل التوظيف" الغير ربحية، (EFE) وهي شبكة موجودة بعدة دول حول العالم. ولها مكاتب بعدة دول عربية هي: الأردن وفلسطين والمغرب وتونس والجزائر ومصر والسعودية واليمن. وهدفها كما يوحي اسمها يختص بالتمكين الاقتصادي، عن طريق توفير تدريب (أكاديمي أو مهنيّ) منتهي بالتوظيف. تعمل كلا من لاريسا وغدير ومحمد بأقسام مختلفة في المنظمة، لاريسا قات، هي المديرة الاقليمية للعلامة التجارية والاتصالات في منظمة التعليم لأجل التوظيف. بينما غدير الخفش، هي الرئيسة التنفيذية للمنظمة في مكتب الأردن، ومحمد إرشيد هو أخصائي تدريب رئيسي في المنظمة كذلك.  في عام اتسم بخسائر كوفيد في قطاع الوظائف استطاعت (EFE) دعم ما مجموعه 114,741 شاب لدخول عالم الأعمال حول العالم، نسبة 61%  منهم نساء.

 ومن خلال لقاء عبر "زووم" وعدد من الرسائل المتبادلة. جمعت بعضاً من نصائحهم لتقديم أفضل ما بالإمكان حالياً خلال مقابلات العمل في هذه الفترة الصعبة. النقاط مختصرة ومحررة.

قبل المقابلة
يؤكد الثلاثة أن غالبية المهام التي عليك أخذها بعين الاعتبار هي تلك المتعلقة بالتحضير للمقابلة قبل حدوثها.

التخطيط والتحضير
خطط يومك بطريقة استراتيجية تسمح لك بأن تكون مستعداً نفسياً قدر الإمكان. أو كما قالت غدير خلال اللقاء "ادخل المقابلة بروح إيجابية مرتفعة، وعامل كل مقابلة عمل وكأنها وظيفة أحلامك."  كذلك فإن جزء هام من التخطيط، هو تحضير المكان الذي ستقوم به بالمقابلة، وهنا عليك أخذ موضوع الخلفية بالاعتبار. و"سيارتك" لا تعتبر مكاناً مناسباً لذلك.

إعلان

العامل التكنولوجي
عليك اختبار الكاميرا والميكروفون والصوت، والتأكد من الـ"سوفتوير" المستخدم وتجربته." ويُفضل هنا استخدام الـ"لاب توب" إن توفر، فهو سيمنحك صورة أوضح وأفضل من الهاتف. وتقول لاريسا، أن ما تبقى من التحضير هو ما ينطبق على المقابلات الأخرى. "عليك أن تهتم بمظهرك بأن يكون رسميّا، كما لو أنك ذاهب للمقابلة. وأن يكون بحوزتك نسخة سواء ورقية أو على الشاشة من السيرة الذاتية الخاصة بك. وتضيف: "نواجه بعض المشاكل عندما ندرّب بعض النساء على المقابلات، كثيرات منهن لا يرغبّن بفتح الكاميرا، ولكنه أمر في غاية الأهمية كونها الوسيلة الوحيدة لإعطاء انطباع عن الشخص بشكل حقيقي خلال مكالمات الإنترنت."

كذلك عليك التأكد من عمل الإنترنت بشكل جيد، وإعطاء رقم هاتفك للشركة، للتواصل معك في حال حدوث مشاكل تقنية. وتأكد من شحن الجهاز الذي ستجري المقابلة من خلالها. ويضيف محمد الذي درّب الكثيرين من الشباب في هذا الشأن أيضًا: "حاول أن تختار أكثر الغرف هدوءا في منزلك، وتأكد من وضع "ميوت" في حال لم تكن تتحدث. هذه الملاحظة ستجنبك الكثير من المواقف المحرجة."

التواصل والبحث
تقول غدير أن منصة "لينكد إن" تعد عنصراً رئيسياً في عملية البحث عن العمل وكذلك التحضير للمقابلة. وهي تنصح الجميع بالبحث عن اسم الشخص الذي ينتظرون مقابلته عليها. وتشجعهم أيضًا على إضافته على المنصة وتضيف: "لينكد إن صممت لهذا الغرض تحديداً، ويمكنك إضافة رسالة صغيرة عند الدعوة، للتعريف عن نفسك. وتؤكد "لقد تعاونا مع لينكد إن في عدد من الدورات التي أجريناها، وهناك فرص كثيرة تحملها هذه المنصّة." كذلك تؤكد غدير على أهمية البحث عن الشركة والاطلاع على أعمالها بشكل عام، والأخبار المتعلقة بها، وموقعها الإلكتروني. وليس فقط بما يخص الوظيفة التي تقدم عليها وإنما بشكل عام. وهو أمر سيمنحك الكثير من النقاط للتحدث عنها في المقابلة في حال طُلب منك ذلك.

إعلان

التدريب..التكرار
أكد محمد إرشيد على أهمية التدريب الفعلي. وهو ينصح من يدربهم من الشباب عادة بإجراء مقابلات كاملة قبل المقابلة المنتظرة. ويقول: "يمكنك الطلب من أحد أصدقائك أو أقاربك، الاتصال بك وتوجيه الأسئلة إليك كما المقابلة. كنّا نقوم بذلك مع الشباب الذين ندربهم، وجميعهم قد تحسنوا بشكل ملحوظ مع تكرار هذه التدريبات." ومن المهم أن تكون مرتاحا وواثقاً اثناء الاستماع للأسئلة والأجوبة خلال المقابلة، وهو أمر من السهل التمّكن منه مع التدريب، على المرآة أو الهاتف أو بشكل شخصي. أو بالطرق الثلاث معاً.

خلال المقابلة

أغلق كل ما هو موجود من برامج أخرى على هاتفك أو جهاز الحاسوب. تأكد من أنك في أكثر الأماكن المتاحة هدوءاً وراحة، كن حاضراً بشكل كامل قبل المقابلة بنحو ربع ساعة. ضع أمامك كوب من المياه. وجهّز جميع التقنيات المطلوبة.  جرّب الكاميرا، وتعوّد على صورتك المبتسمة. ويمكنك بدء المقابلة.

الأسئلة المتوقعة
قد يكون هناك مجموعة من الأسئلة التي يمكنك التحضير لها. ومع أن بعضها قد أصبحت موضة عفا عنها الزمن، إلا أن أسئلة من قبيل (ماذا تهدف لتصبح بعد خمس سنوات، أو ما هي نقاط قوتك وضعفك؟) لا تزال موجودة، ويوجهها الكثير من المدراء في مقابلاتهم. 

وهنا يقول محمد، عليك الإجابة بأريحية، وأن تركز عند الإجابة على حقيقة أنك ترغب بأن تتطور وتتعلم طوال وجودك في الشركة، وأنك ترغب في اتباع التسلسل الوظيفي الموجود. مثلا يمكنك الإجابة على سؤال المستقبل: "أريد أن أكون بالمنصب الذي أستحقه حينها،" وتجنب إجابات مثل "أريد أن أكون مديراً، أو أن أكون مكانك."

وتقول غدير عن السؤال المتعلق بنقاط الضعف، أننا نمتلك جميعًا نقاط قوة ونقاط ضعف. يمكن ذكر بعضها، ولكن يجب ألا تمّس جوهر العمل. كأن تقول "أنا متأخر تقنياً، في مقابلة عمل لوظيفة ديجيتال ماركتينغ." يمكنك أن تجيب ببعض الجُمل الآمنة، مثل: "علي أن آخذ العمل بجدية كبيرة."

إعلان

من أنت؟
وفي الأسئلة التي تتطلب تعريفاً على النفس، يطلب محمد منك أن تقوم بذلك بشكل واضح ومختصر، ولا تتكلم عن حياتك الشخصية في حال لم يتم سؤالك عنها. وتدرب على ما ستقوله أكثر من مرة. وفي شعرت بالتوتر أثناء حديثك، يمكنك دائمًا الإمساك بشيء ما في يدك. ضع أمامك لائحة بأهم انجازاتك في مجال العمل، وحتى التعليم إن كنت مبتدئاً. يمكنك كتابة ما يذكرك بأسماء المشاريع التي أنجزتها وتريد التحدث عنها في حال سألت.

الأسئلة في نهاية المقابلة
في هذا الجزء بالذات سينقذك أي بحث قد أجريته عن الشركة، يمكنك توجيه سؤال عام عن أعمالها. أو عن الوظيفة تحديداً، كساعات العمل على سبيل المثال، أو تسلسل التطور الوظيفي. ومن المهم ألا تسأل فقط بغرض السؤال. كذلك فإنه من الأفضل أن يكون لديك فكرة عن الرقم الذي ستطلبه، في حال سؤلت عن الراتب. وألا يكون هذا الرقم مبالغاً فيه، ولا يكون أقل مما تستحق كذلك.

وآخر نصيحة توجهها غدير، التي تقول إن عليك أن تُفكر بما الذي سيميزك عن غيرك، وهو بالغالب ليس معلوماتك المثالية. "الشغف بالوظيفة، يجب أن تريه بشكل حقيقي، وأن تكون إنساناً قبل كل شيء خلال المقابلة. بالنسبة للشركات، الشخص الذي لديه الشغف والصدق من الممكن تدريبه لأي وظيفة، لأنه يحمل ثقافة العمل المناسبة."

بعد المقابلة
يشجع الخبراء على إرسال إيميل شكر بعد المقابلة. وإيميل follow up بعد أسبوع تقريباً. وتقول لاريسا، "ليس من الضروري أن تبدو لحوحاً، ولكن أن تبدو مهتما فهذا شيء آخر وهو دائمًا ما يحسب لصالحك. حتى لو لم تنل الوظيفة هذه المرة."

تابع البحث
وأخيراً تنصح غدير، من يبحث عن عمل في هذه الفترات بأن يتحلى بالمرونة. فقد تكون الوظيفة الأنسب لك ليس تلك التي درستها، ولا تلك القريبة من المنزل. فعليك أن تكون مرناً وتتحلى بعقلية منفتحة لتطرق أبواباً قد تكون جديدة بالنسبة إليك. وتذكر غدير مثالاً ذلك، حيث قامت المنظمة بتدريب مجموعة من الشابات من خلفيات علمية مختلفة، على تصليح الهواتف الذكية من خلال دورات تدريبية متخصصة: "تفاجئنا بمدى النجاح الذي لاقينه، حيث فضلت النساء في الكثير من المناطق أن تقوم نساء بإصلاح هواتفهن، بسبب قلقهن على الخصوصية. وكان هذا مجالاً جديداً لهؤلاء الشابات وغير متوقع ولكنه حمل نجاحاً كبيراً لهن."

وتؤكد غدير على وجود بعض القطاعات التي لا تزال تطلب الكثير من الوظائف حالياً، ويجب ألا يغض المرء نظره عن تلك التي تطلب خلفية مهنية يُمكن التدرب عليها. فقطاعات كتلك المختصة بالطعام والسياحة الداخلية والقطاع الصحي على سبيل المثال، لا تزال بحاجة لموظفين. 

تحلى بالأمل وأكمل البحث.