بيئة

مليون نوع نباتي وحيواني مهدد بالانقراض

الوقت لم يفت لإحداث تغيير
تلوث

السعي الحثيث وراء النمو الاقتصادي وأثر تغير المناخ يهددان مليون نوع نباتي وحيواني بالانقراض. هذه هي نتائج تقرير للأمم المتحدة عن أضرار الحضارة الحديثة على الطبيعة.

وخلص التقرير، الذي صدر بعنوان "التقييم العالمي" (جلوبال أسيسمنت)، إلى أن ما يصل إلى مليون من بين نحو ثمانية ملايين نوع من النباتات والحشرات والحيوانات على سطح الأرض مهدد بالانقراض وقد ينقرض الكثير منها في غضون عقود. وأظهر التقرير أن تغير المناخ الناجم عن حرق الفحم والنفط والغاز في إطار صناعة الوقود الأحفوري يفاقم الخسارة وإن تحولاً واسع النطاق في الاقتصاد العالمي والنظام المالي هو وحده القادر على إنقاذ النظم البيئية.

إعلان

وقال جوزيف سيتيلي الذي شارك في الإشراف على الدراسة التي أطلقها المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية أن "شبكة الحياة المتشابكة على الأرض تضيق وتزداد توتراً." وأضاف "هذه الخسارة نتيجة مباشرة للنشاط الإنساني وتمثل تهديداً مباشراً لسلامة البشر في جميع أرجاء العالم."

يوجد على كوكب الأرض حوالي ثمانية مليون نوع من الكائنات الحية. 12.5٪ من هذه الأنواع، أي حوالي مليون نوع من النباتات والحشرات والحيوانات على سطح الأرض، مهدد بالانقراض وقد ينقرض الكثير منها في غضون عقود، حيث أن المعدل العالمي لانقراض الأنواع "يزيد بالفعل عشرات إلى مئات المرات عما كان عليه على مدى 10 ملايين سنة مضت. أيضاً، 32٪ من الغابات التي كانت موجودة قبل الثورة الصناعية اختفت، ما يعني أن أقل من 70٪ منها لا يزال على قيد الحياة. في الغابات الاستوائية دمر الإنسان أكثر من 100 مليون هكتار من الغابات بين عامي 1980 و 2000، وهو ما يماثل دولة بحجم فنزويلا.

المواد المائية أيضاً في خطر، عمليات الصيد الصناعي غزت أكثر من نصف مساحة المحيطات، وأكثر من ثلث عمليات الصيد لا تعتمد على الصيد المستدام - أي صيد الأسماك بمعدلات لا تؤدي إلى انخفاض تعدادها على مدار الزمن. كما مات أكثر من نصف الشعاب المرجانية على كوكب الأرض منذ سبعينيات القرن التاسع عشر، بسبب "تبيض الشعاب المرجانية" التي تفاقمت بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات، والتلوث بمياه الصرف الزراعي، والتلوث الصناعي.

وقال روبرت واتسون، وهو عالم بيئي بريطاني يرأس "المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية: "أن التقرير يبلغنا كذلك بأن الوقت لم يفت لإحداث تغيير لكن فقط إذا بدأنا الآن على كل المستويات من المحلي إلى العالمي".

يأتي هذا التقرير بعد ستة أشهر من تحذير اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) من أن العالم أمامه أقل من 12 عاماً لتجنب المستويات المأساوية للاحتباس الحراري. ومن المقرر أن يعقد قادة العالم قمتين بيئيتين في العام المقبل يؤمل أن تخلصان إلى توصيات تسهم في حماية المناخ والبيئة.