علاقات

لماذا لا أستطيع التوقف عن الشعور بالغيرة من صديقة حبيبي؟

تحدثي إلى نفسك قبل التحدث إلى شريكك، اسألي نفسك بعض الأسئلة لتحديد ما الذي يجعلك تشعرين بالقلق وعدم الثقة
Katie Way
إعداد Katie Way
Brooklyn, US
Female couple fight over one specific friendship

VICE Staff | Image from Gett

قد تكون أكثر المعارك تكراراً في العلاقات العاطفية تدور بالعادة حول أشخاص ربما لا يعلمون أنهم السبب بالمشكلة مثل الصديقة المقربة للغاية لحبيبك التي تقسم أنها لا تفكر فيه أبدًا من الناحية العاطفية، زميلة العمل التي ترسل دفقًا متواصلا من الميمات والنكات، الحبيبة السابقة التي تعرف عليها منذ زمن بعيد والتي هي "في الواقع إنسانة رائعة وجميلة حقًا."

الخلاف حول حقيقة أن حبيبك يعيش حياة بعيدة عن نطاقك هو علامة على أنكِ لست ناضجة بما يكفي لإقامة علاقة عاطفية، هذا هو الواقع. ولكن في حالاات معينة قد يكون الأمر يستحق الشك، خاصة عندما لا تكوني متأكدة مما إذا كانت الغيرة هي "مشكلتك أنت" أو إذا كان هناك شيء غير مريح حول طريقة تواصل حبيبك/شريكك مع أصدقائه.

إعلان

الخبر السار هو أن الغيرة هي في الأساس الأب الروحي لجميع مشاكل العلاقات العاطفية، وفقًا لخبيرة العلاقات والمعالجة النفسية راشيل سوسمان. وتقول سوسمان لـ VICE: "الطبيعة البشرية تؤسس على الكفاح من أجل البقاء وحماية أنفسنا وحماية عائلاتنا. نحن نميل إلى الاعتقاد بأن شخصًا ما قد يعرض علاقتنا للخطر وهذا يثير بعض القلق والخوف من فقدان هذا الشخص. نحن نصف هذا الشعور من خلال تسميته "الغيرة" لكنه في الواقع خوف من حدوث شيء ما لعلاقتك قد تتسبب بفقدان الشخص الذي تحبه."

من الطبيعي أن تشعري بالغيرة، ولكن لا يعني أن مشاعر الغيرة يجب أن تستهلك أفكارك أو تُغير تفاعلاتك مع الشخص الذي تواعديه. إذا لم تكوني متأكدة مما إذا كان يجب عليك التحدث إلى شريكك عن أن علاقاته مع الآخرين تجعلك تشعرين بعدم الارتياح - أو إذا سئمت من التطرق إلى الموضوع بطريقة تجعلكما تشعران بالانزعاج، فخذي نفساً عميقاً، واقرأي كيف عليك إجراء محادثة مثمرة.

تحدثي إلى نفسك قبل التحدث إلى شريكك
إذا وجدت نفسك تشعرين بالغيرة بشكل متزايد، أو تشعرين طوال الوقت بالانزعاج وعدم الراحة من الطريقة التي يقضي بها شريكك الوقت مع شخص آخر في حياته، فهذه مشكلة تحتاجين إلى معالجتها - ولكنها ليس بالضرورة مشكلة تحتاج إلى مواجهة شريكك بخصوصها. يقول الخبراء إنك بحاجة إلى إجراء القليل من التأمل في العلاقات السابقة وما إذا كان هذا النوع من الغيرة يمثل نمطًا لك أم لا. بهذه الطريقة، يمكنك معرفة ما إذا كانت مشاعرك أمرًا يجب إبلاغه لشريكك باعتبارها مشكلة تعملين عليها شخصيًا، أو يمكنك التحدث عن الطرق التي قد يحتاج إليها شريكك لتعديل سلوكه تجاه هذه "الصديقة."

إعلان

إذا كنت تلاحظين تجاوزاً في الحدود، فقد حان الوقت للتواصل مع شريكك
تشير كوافاندرا بيري، أخصائية نفسية معتمدة ومتخصصة في العلاقة العاطفية المضطربة، إن هناك علامتين رئيسيتين إذا وجدا فهنا يجب عليك التحدث مع شريكك حول علاقته بصديقة بعينها.

 "إذا لم تتم دعوتك مطلقًا للتسكع معهما، فهذا أمر مقلق للغاية. الشيء الآخر هو مقدار الدعم العاطفي الذي تقدمانه لبعضكما البعض، فإذا وجدت أن شريكك كثيرًا ما يستشير صديقته أو ينفس عن مشاعره معها، بدلًا منك، وخاصة أيضا إذا كان هذا التنفيس يدور حول علاقتكما مع بعضكما البعض، فهذا يستحق إجراء حوار ومحادثة معه (بشكل صريح ولكن بدون توجيه اتهامات).

طريقة تواصل شريكك مع صديقته هو أمر مهم أيضًا. وهنا عليك أن تتساءلي: هل يتصل بهذه الصديقة وهو ثمل؟ هل يظل يتحدث معها لوقت طويل؟ هل يتحدث كثيرًا عن العمل أو الدراسة عن حياته الشخصية؟ هذه حدود يجب أن يكون شريكك على علم بها ولا يجب له تجاوزها - ولكن الأمر متروكًا لك للمطالبة بإجابات معينة، خاصة إذا كانت هذه الصداقة قد سبقت علاقتكما.

إن كنت تشعرين بعدم الأمان أو كانت العلاقة جديدة، فربما تكون المشكلة هي أنت 
وفقًا للخبراء، هناك بعض الدلائل على أن الغيرة مشكلتك أنت. إذا وجدت نفسك تركزين على الحبيبة السابقة لشريكك، خاصةً إذا لم تكن هذه الحبيبة السابقة حاضرة بشكل كبير في حياة شريكك الآن (ربما يرسلان لبعضهما البعض رسائل نصية بين الحين والآخر أو يلتقيان في التجمعات الكبيرة مع الأصدقاء المشتركين)، فربما الأمر هو "غيرة خيالية" بشأن تهديد غير موجود بالفعل.

توصي سوسمان بأن تسألي نفسك بعض الأسئلة لتحديد ما الذي يجعلك تشعرين بالقلق وعدم الثقة في هذا الشخص الآخر: "هل أنت غير مرتاحة لمظهرك، هل أنت غير مرتاحة لما أنت عليه في حياتك المهنية؟ هل هناك شيء لديك لست مرتاحة له؟ لماذا تضعين هذا الشخص الآخر في انتباهك وتركزين عليه وتقارنين علاقتك الحالية الجيدة بشيء انتهى أصلاً؟

إعلان

وأوضحت بيري أن الجدول الزمني للعلاقة يعد أيضًا عاملاً - إذا كانت العلاقة جديدة، فقد تجلبين معك مشاكل من العلاقات السابقة إلى علاقتكما، وتضيف بيري لـ VICE: " إذا كان الأمر يتعلق ببداية العلاقة، فقد يكون ذلك علامة على أن الأمر داخلي ويتعلق بك بشكل شخصي. ولكن إذا حدث ذلك بعد فترة من الوقت بعد المواعدة، وكان لديك وقت للتفكير وربما الحصول على بعض النصائح من الأصدقاء، فعادةً ما تكون المشكلة خارج نطاقك، وتتعلق بالشريك أو الصديقة. إن الأمر ليس واضحا بنسبة 100 في المئة."

التخطيط المسبق للحوار والمحادثة
حتى إذا كنت قد فكرت كثيرًا في الأمر وقررت أن غيرتك لها علاقة بانعدام الأمان والثقة لديك أكثر من سلوك شريكك، فقد يكون من الجيد إخبار شريكك بما تشعرين به - وتُعلميه أنك تحاولين إيجاد مخرج لذلك. وتقول بيري: "إذا كانت العلاقة قوية جدًا ومترابطة عاطفياً، فلا بأس من أن تقولي"حسنا، قد تكون هناك أوقات أطرح فيها المزيد من الأسئلة، وقد تجد ذلك مزعجًا، ولكن لنحاول اجتياز هذا الأمر والتغلب عليه."

 كما أوصت بيري بالتحدث إلى الأصدقاء أو التحدث إلى معالج نفسي حول مشكلات الغيرة المستمرة، خاصة إذا كانت ناجمة عن الخيانة في العلاقات العاطفية السابقة - وبهذه الطريقة، يمكنك إبعاد وتخفيف الضغوط عن شريكك عندما يتعلق الأمر بإدارة عواطفك.

وإذا قررت أنك بحاجة إلى إجراء حوار مع شريكك حول علاقته بصديقة بعينها، فإن التوقيت والنهج هما المفتاح. توصي سوسمان بجدولة الحديث مسبقًا. وتقول: "عندما أحتاج إلى التحدث إلى زوجي بشأن شيء ما، أجدول الحديث عنه مثله مثل جدولة اجتماع عمل: متى سيكون لديك بعض الوقت للتحدث؟ أحتاج إلى حوالي ساعة."

إعلان

اللهجة والأسلوب أمران مهمان أيضًا- فجعل شريكك يشعر بالهجوم (حتى لو كنت تعتقدين أنه يستحق ذلك) ليس هي الطريقة لإجراء محادثة مثمرة. وقالت بيري: "تعاملي مع الأمر بطريقة ليس فيها اتهام، وبعد ذلك يجب أن يكون لديك أمثلة حقيقية ملموسة للسلوك المتجاوز للحدود مع هذه الصديقة. يساعد التحدث عن واقعة محددة شريكك على فهم ما يزعجك (على سبيل المثال تقولي: أنه يؤذي مشاعري عندما تقوم أنت وهذه الصديقة بمشاهدة نهاية مسلسل  Tiger King معًا، على الرغم من أنك وعدتني بمشاهدتها معي)؛ سيساعدك ترتيب وتحديد هذه الأمثلة على دعمك ويمنعك من الانجراف إلى اتهامات غامضة لا تصل بكما إلى أي مكان ولن تحسن من الأمور.

إذا كان شريكك متجاهلا أو عدائيًا، ثقي بحدسك
حتى لو قمت بتأطير الأشياء بشكل مثالي، فلا يزال من الممكن أن ينزعج شريكك أو يتأذى عندما تذكرين اسم الصديقة التي تشعرين بالغيرة منها. قد يشعر شريكك بالإهانة لأنك لا تثقي به، أو يشعر بالحرج لأنه لم يلاحظ مبكرًا ذلك الشيء الذي انحرف عن المسار. ردود الفعل "السلبية" هذه جيدة وتستحق الحديث عنها - كوني مستعدة لحقيقة أن الحديث عن تلك المشكلة لن يكون في اتجاه واحد لكليكما.

من ناحية أخرى، فإن الشتائم والتنابز بالألقاب، هي أمور قاطعة لا يمكن تركها أو التجاوز عنها. قيام شريكك بالهجوم عليك بالقول مثلاً أنك  مجنونة، غيورة، عليك أن تكوني أكثر ثقة ومرونة ونضوجًا، يعتبر إشارة لشيء أكبر. توصي سوسمان بشدة بالانسحاب في أسرع وقت ممكن وإعادة النظر بجدية فيما إذا كان هذا هو الشخص الذي تريدين أن تكوني معه. سواء كان هناك شيء ما بعيدًا عن السياق في العلاقة بين شريكك العاطفي وصديقته أم لا.

 رد الفعل القوي والقاسي يعني أنك ربما كنت محقة في شكوكك، وتضيف سوسمان: "إذا كانت هذه هي الطريقة التي يستجيب بها شريكك لرغبتك في إجراء حوار عميق وحميمي، فأين مستقبل هذه العلاقة؟"

أفضل سيناريو، هو تكوين صداقة جديدة
نأمل، على الرغم من ذلك، أن شريكك لا يريد تحطيم علاقتكما - بمعنى أنه بدلاً من وصفك بـ "التسلط والهوس والذعر " لاستفسارك عن صديقته يجب أن يقر بوجهة نظرك، يجب أن يفسر موقفه ويبرر تصرفاته، ويحاول العمل معك للوصول إلى حل يناسبكما. وتشير بيري: "حتى لو خالفك الرأي، فسوف يستمع إليك ويقر بمعاناتك. أحاول تعليم الناس أن تبرير التصرفات لا يعني الموافقة في الرأي، لكن على الأقل يعني اعترافه بالمشكلة.. "حسنا، هذا أحدث تأثيرًا عليك، وأنا آسف لذلك."

إذا كان شريكك يصر على أنه لا يوجد شيء غير عادي يحدث بينه وبين صديقته وأنه منفتح على تعديل أي سلوك، فهذا رائع. وهناك حل آخر سهل للغاية: التسكع مع كليهما، ومحاولة تطوير علاقة مستقلة مع هذه الصديقة أيضًا. إذا كانت لديهما نوايا حسنة، فسيسعدهم الترحيب بك في حياتهما كشخص يحبه صديقته ويهتم بها.

من الواضح أنك لست بحاجة إلى أن تصبحي صديقة مقربة على الفور، ولكن مشاهدة الطريقة التي يتسكع بها شريكك وصديقته ستساعد في التخفيف من قلقك.