خيانة

لقطة من فيلم "أصحاب ولا أعز" الذي يتناول موضوع الخيانة الزوجية. نتفليكس.

علاقات

لماذا يخون الناس شركائهم العاطفيين؟

الخيانة "أشبه باستجابة جسدية: حيث يتوق جسمك إلى أن يكون مرغوبًا مرة أخرى"
Amée Zoutberg
إعداد Amée Zoutberg
Brussels, BE

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE Belgium.

الخيانات العاطفية تترك أثاراً داخل كل شخص كان طرفاً فيها. وقد يصبح من الصعب العودة لحياتك الطبيعية وأن تدخل في علاقة جديدة أو أن تقع بالحب من جديد. تعرضك للخيانة على يد حبيبك/ حبيبتك السابق/ة قد تصبح وصمة يمكن أن تلتصق بك لبقية حياتك، على الرغم من أن الدراسات تشير إلى أن الخيانة أكثر شيوعاً مما نعتقد.

إعلان

لمعرفة المزيد حول من يقوم بالخيانة ولماذا، تحدثنا إلى بيتر وجاينين ومايكي الذين قاما بخيانة شركائهم (تم تغيير أسمائهم لعدم رغبتهم في الكشف عن هوياتهم). كما تحدثنا أيضًا مع اثنين من خبراء العلاقات في محاولة لفهم ما الذي يجعل الناس يخونون شركائهم العاطفيين وكيف يتعايشون مع تبعات هذا الأمر.

تنظر عالمة النفس وخبيرة العلاقات ومؤلفة كتاب The Reason Behind Feelings؛ جوك بروجنكامب، إلى الخيانة باعتبارها "أشبه باستجابة جسدية: حيث يتوق جسمك إلى أن يكون مرغوبًا مرة أخرى." وتصف الخيانة بأنها استراتيجية يستخدمها الناس دون وعي عندما تمر علاقاتهم العاطفية بأوقات صعبة ومشاكل.

بيتر، 38 عامًا، والذي كان متزوجًا لمدة 22 عامًا وهو الآن مطلق بسبب علاقته الغرامية، يقول إن الشهوة الجنسية له ولزوجته لم تكن متطابقة، مما أدى إلى شعوره بالرفض الجنسي. كان الأمر، على حد تعبيره، "كما لو أن قضيبي ليس موجودًا."يصف بيتر العلاقة الغرامية التي أقامها قائلاً: "إنها مثل عالم جديد تمامًا انفتح لي فجأة، عالم أصبحت فيه جديرًا بالاهتمام. المرأة الأخرى جعلتني أشعر بالإثارة بطريقة لم أجربها من قبل."

يضيف بيتر: "عندما اكتشفت زوجتي علاقتي، خسرت كل شيء. الجميع اعتبروا أنني الجاني، حتى أنني رأيت نفسي هكذا لفترة أيضًا. لم يكن الجانب الخاص بي من القصة مثيراً للاهتمام لأي شخص، وشعرت بأنني منبوذ."

في حين أن المجتمع قد لا ينظر بعين التعاطف إلى هؤلاء المذنبين، فإن مستشاريّ العلاقات الشخصية يتحدثون مع هؤلاء المذنبين – ومع شركائهم – بشكل يومي. فانيسا مويلديرمانس، عالمة نفس وخبيرة في الثقافة الجنسية تقول: "إن الخيانة ليست بالضرورة حالة يكون فيها شخص ضحية والآخر هو الجاني." عادة ما تكون هناك سلسلة من الأحداث التي سارت فيها الأمور بشكل خاطئ.

إعلان

وغالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يقومون بالخيانة بالصدمة من سلوكهم. "في تلك اللحظة، لا يكونوا واعيين بالضرر الذي يلحقونه بشركائهم،" تقول مويلديرمانس: "معظمهم ليس لديهم نية لترك شريكه، وهم يرون الخيانة كحدث منفصل، أو وسيلة لإلهاء أنفسهم عن المشاكل الموجودة في العلاقة."

تقول مايكي، 28 عامًا، وهي تتأمل الأيام الأولى من علاقتها الغرامية: "لقد كنت في حالة حب لدرجة أنني بدوت وكأنني غير مستقرة نفسيًا. عندما أخبرت زوجي أنني سأبقى في منزل صديقة لي، لكنني ذهبت سرًا لرؤية رفيق العمل الذي كنت أخون زوجي معه، شعرت بالسعادة والرعب في آن واحد."

تصف مايكي علاقتها بزميلها المتزوج بأنها "عاطفية ولكنها معقدة للغاية." على الرغم من أنها استمرت أربع سنوات وأنها عرّفته على زوجها، لم يسمح صديقها لأي شخص في دائرة حياته بأن يتعرف عليها. أدى ذلك الضغط الكبير من التكتم هذا إلى نهاية زواج زميلها في العمل. تقول مايكي: "لقد اكتشفوا علاقتنا بعد قراءة رسالة بريد إلكتروني أرسلتها إليه. لقد تم تدمير حياته العائلية بأكملها. لا يمكن إصلاح الضرر الذي سببته."

جاينين، 63 عامًا، متزوجة منذ 30 عامًا، تقول أنها لديها علاقات متعددة أثناء زواجها، ودخلت في ميثاق صمت مع زوجها أثناء خطوبتهما. قال لي خطيبي وزوجي لاحقاً: " افعلي ما تريدين، لكن اتركني خارج ذلك."

تحرص جاينين على التأكيد على أنه لا تنتهي كل الأمور بالدمار لكلا الطرفين في حالات الخيانة. "أخذت زوجي وحبيبي معًا لتخرجي لنيل درجة الدكتوراه. أنا لا أكترث إذا لم يتقبل الناس ذلك. عليهم أن يدركوا أن العلاقة الأحادية ليست هي الخيار الوحيد. أنا لا أحكم على من يخونون."

إعلان

بيتر، وعلى الرغم من انتهاء زواجه، يشعر أن العالم يمكن أن يتعلم شيئًا أو اثنين الذين يقومون بالخيانة. يقول: "غالبًا ما تكون الخيانة نتيجة للخوف والضعف وعدم القدرة على وضع نفسك في المرتبة الأولى. مجتمعنا ليس جاهزًا للحب الحقيقي والحر."

تقول بروجنكامب أن "كل شخص" لديه علاقة غرامية يشعر بالذنب أثناء أو بعد العلاقة لأنه "لم يكن أبدًا في نيته التسبب في أي حزن أو غضب لشريكه. ولكن "عليك أن تواجه الشعور بالذنب وتتحمله، وأن تحدد بالضبط ما الذي تشعر بالذنب تجاهه."

في حال قررت أنك تريد محاولة تصحيح الأمور وإحياء العلاقة الأصلية، فعليك أن تكون مستعدًا لأن الأمور ستكون سيئة. تقول بروجنكامب: "الشيء الهام عندما يتعلق الأمر بمحاولة إصلاح الوضع بعد الخيانة هو أن تفهم حقًا ما الذي سببته أفعالك لشريكك أو شريكتك. عليك أن تسمح لهم بأن يغضبوا منك حقًا. ولكن سيأتي أيضًا وقت يتعين فيه على الشريك الذي تعرض للخيانة أن يتخلى عن غضبه، وإلا فلن يكون هناك إمكانية لعودة العلاقة والثقة."

بغض النظر عن الموقف العام للفرد تجاه قبول أو عدم قبول أن يخون شريكه، هناك سؤال واحد: هل تعترف بذلك، أم أنه من الأفضل للجميع لو تم الاحتفاظ بهذا الأمر في طي الكتمان؟

وفقًا لـ بروجنكامب، يجب أن تحاول اكتشاف ذلك بنفسك. إذا كنت قادرًا على التوقف عن الخيانة والحفاظ على تواصلك بشريكك، فيمكنك اختيار عدم إخبارهم بذلك. "ولكن عندما لا تتمكن من تجاوز وإنهاء العلاقة وتبقى في حالة تأهب للتأكد من عدم اكتشافك، فهذا مجرد إهدار لطاقتك." في النهاية، لن تستطيع إخفاء الأمر وسيتعين عليك إخبار الطرف الآخر بالحقيقة.