زوبرمان: نسخة وجودية من سوبرمان كلاجئ سوري

إنه عُصفور ..إنها طائرة ..إنه زوبرمااااان.

زوبرمان Zupperman هو شخصية افتراضية من خيالي، تحاكي معاناة اللاجئ السوري في لبنان والعالم بشكل عام بطريقة تهكمية، يرفض زوبرمان الاستسلام للشفقة على الذات والصعوبات التي تواجه حياة اللاجئين بشكل يومي. على الرغم من القوى الخارقة لهذا البطل سينتهي به المطاف دائمًا إما بوظائف دون المستوى او يتهم بالإرهاب أو ببساطة ينتهي به الأمر بالوصول إلى الشاطئ الخاطئ في رحلة الهروب إلى أوروبا، بسبب استغلاله من قبل المهربين.

زوبرمان هو nickname أطلقه علي أحد أصدقائي كدعابة (لعب على الكلام بدلاً من super)، هو سوبرمان من نوع خاص ضمن السياق السوري والعربي، بعد تجريده من كل أسلحته التي تساعده على العيش، عليه الآن القيام بالتأقلم بعد خسارة بلده وبيته وانتقاله للعيش في بلد آخر. 

ولكن زوبرمان هو شخص مبدع على الرغم من كل التحديات، سواء كان طباخاً أو بارتندر أو فنان أو مهاجر يبحث عن مكان يستقبله. وفي ظل المتطلبات التعجيزية التي تواجه اللاجئين والسوريين بشكل خاص عند السفر للدول العربية المجاورة أو الدول الغربية، فإن الحصول على فيزا يحتاج لتدخل من قوى خارقة.

أسلحة هذا البطل الخارق تأتي من خلال المزج بين الملابس والأدوات التي تعبر عن قصص حقيقية لاشخاص حقيقيين ومن تجربة شخصية. فهم إما عمال في البناء أو موظفين ديليفري لتوصيل الطعام، أو فنانين يحاولون بشتى الطرق إيجاد طريقهم للتعبير عن أنفسهم بإيجاد حلول تبقيهم على قيد الحياة من خلال القيام بأعمال بعيدة عن مجال دراستهم وخبرتهم. مثلاً لدينا مصمم غرافيك يقوم بتصليح السيارات أو مهندس معلوماتية يعمل كدهان في ورشة، أو لاعب كرة سلة يعمل كشيف في مطعم. 

يحاول زوبرمان بشتى الطرق إيجاد الحلول والسبل فيبدأ بتعلم اللغة الإنجليزية ومحاولة الحصول على شهادة الايلتس أو التوفل (من متطلبات الدراسة في الخارج) وهو كزوبرمان سُوري مضطر دائمًا للقدوم إلى بيروت لتتمة امتحانات اللغات أو القيام بأي إجراء لتتمة معاملات السفر وما يتضمنه ذلك من صعوبات. 

هذه الأضداد تخلق قوى خارقة لـ زوبرمان من خلال محاربته اليومية بأدواته الخاصة للصورة النمطية والأحكام المسبقة عن اللاجئين ككل. في العادة يتم إظهار اللاجئين بصورة نمطية واحدة، وهذا ما حاولت تحديه في هذه السلسلة من الصور، اللاجئ بنظري هو شخص مبدع وملون وقادر على تحدي الظروف وليس alien قادم من الفضاء. زوبرمان في هذه الصور يُصر على ذائقته الخاصة للموضة والأزياء والتفاصيل التي تُعبر عنه.

بدأت بتنفيذ هذه الفكرة عام ٢٠١٨ حيث جمعت حبي للتصوير والموضة. لهذا المشروع قمت بتنسيق بعض الملابس لي بشكل شخصي أو  لبعض الأصدقاء أو شركاء السكن، ومن ثم قمت بتصويرهم في بيوتهم أو في أماكن نعتقد أنها مناسبة في المدينة أو على البحر. 

معظم الصور تم تصويرها في العاصمة اللبنانية بيروت، خلال حياتي هناك، وقبل انتقالي للعيش في هنغاريا. أنا اليوم أحاول التأقلم مع الخطوة القادمة والحياة الجديدة التي بانتظاري في بلد جديد كلياً، وأشعر في هذه اللحظات أنني بحاجة ماسة لمساعدة زوبرمان.

مزيد من صور الزوبرمان/ز.