يوميات المونديال: مُضيف البطولة يُغادر.. وإنجلترا وكرواتيا إلى نصف النهائي

مشجعة إنجليزية ترفع علم بلادها خلال المباراة التي جمعت إنجلترا بالسويدي - التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

FYI.

This story is over 5 years old.

كأس العالم 2018

يوميات المونديال: مُضيف البطولة يُغادر.. وإنجلترا وكرواتيا إلى نصف النهائي

لم تبلغ روسيا ربع النهائي لإنها فقط صاحبة الأرض، بل لامتلاكها فريقًا يقدم كرة جماعية مميزة مستندًا إلى لياقته البدنية الهائلة، ما فتح الباب مجددًا للحديث عن احتمالية تعاطي لاعبيه للمنشطات

منذ انطلاق النسخة الحالية من كأس العالم، المُقامة في روسيا، أصيب كثير من مدمني التوقعات بالإحباط. وذلك لأن كثيرًا من مباريات البطولة خالفت نتائجها المنطق والتاريخ أيضًا؛ تساقط الكبار واحدًا تلو الآخر وصمدت فرق متوسطة اعتمدت على طرق لعب منظّمة ومتقنة ليعلنوا أن الصغار لم يعودوا صغارًا بعد.

في مباراتي السبت، صدقت توقعات الجماهير. ومرّ اليوم هادئًا دون مفاجآت، انتصر الطرف الأقوى في كل مباراة واكتملت أضلاع المربع الذهبي. فازت إنجلترا على السويد (2-0) وفازت كرواتيا على روسيا (4-3) بركلات الترجيح بعد أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي (2-2). وتقام مباراة نصف النهائي بين كرواتيا وإنجلترا الأربعاء المقبل. في حين تقام المباراة الأخرى، الثلاثاء، بين منتخبي فرنسا وبلجيكا.

إعلان

الحلم بات قريبًا
مخترعو كرة القدم الحديثة.. يطلقُ هذا اللقب على الإنجليز حيثُ شهدت بلادهم في منتصف القرن التاسع عشر المولد الحقيقي للساحرة المستديرة بشكلها الحالي؛ لكنّ هؤلاء المخترعون، ورغم امتلاكهم أقوى دوري في العالم، إلّا أنهم يواجهون معاناة كبيرة لتحقيق نتائج إيجابية في مختلف المحافل القارية والعالمية.

وحين انطلقت النسخة الحالية من كأس العالم كانت الأعين ترقبُ المنتخب الإنجليزي الذي بدا متناسقًا مفعمًا بالحيوية والطاقة، ومتنازلًا عن كثير من أفكاره الكروية البالية ومتسلحًا بأفكار جديدة حاول جاريث ساوثجيت المدير الفني للأسود الثلاثة تطبيقها.

صراع على الكرة بين لاعبي انجلترا والسويد - التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

عبرت إنجلترا مرحلة المجموعات بعد أن احتلت المركز الثاني في المجموعة السابعة. وفي دور الـ16 فازت بركلات الترجيح على المنتخب الكولومبي. واليوم خاضت اختبارًا جديدًا أمام المنتخب السويدي. والسويد ليست من المنتخبات المرشحة للتتويج باللقب لكنّها منذ مباراتها الأولى تُراهن على اللعب الجماعي والدفاعات المنظمة المحكمة التي قادتها إلى عبور مرحلة المجموعات ثم التفوق على سويسرا في دور الـ16.

النسخة الجديدة من المنتخب الإنجليزي تؤمن بالضغط العالي على الخصم. وتؤمن بالركض الدائم دون كرة لخلق الفراغات. ولا تميل إلى التمريرات بطول الملعب والركض خلف الكرة. بدأت المباراة هادئة إيقاعها بطئ. الفريقان يلعبان بتحفظٍ مع أفضلية للمنتخب الإنجليزي. في الدقيقة 19 سدد هاري كين، هداف المونديال، كرة مرت إلى جوار القائم.

وفي الدقيقة 30، جاء الهدف الأول لمخترعي الكرة من ركنية حولها المدافع هاري ماجواير الذي يقدم أداءً مميزًا داخل الشباك. قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة سنحت لرحيم سترلينج فرصة لإضافة الهدف الثاني لكنّ الدفاع منعه من زيارة الشباك.

إعلان

في الشوط الثاني، قدّم جوردان بيكفورد نفسه مرة أخرى للجماهير الإنجليزية باعتباره حارسًا أمينًا لعرينهم، وأنقذ مرماه من رأسية خطيرة في الدقيقة 47.

هجمة إنجليزية تنتهي برأسية - التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

لم يكتفِ المنتخب الإنجليزي بالهدف الأول وتمكن من زيارة الشباك مرة ثانية في الدقيقة 59 عن طريق ديلي آلي برأسية. وكان بإمكان المنتخب الإنجليزي زيادة حصيلتهم لكنهم افتقدوا الدقة في اللمسة الأخيرة كما شابت الفردية أداء بعض اللاعبين وبخاصة رحيم سترلينج.

بعد هذا الهدف، حاولت السويد العودة بقوة لكنها اصطدمت بالحارس بيكفورد الذي أنقذ مرماه من فرصتين خطيرتين في الدقيقتين 62 و72 ليستمر التفوق الإنجليزي حتى صافرة النهاية، وتتأهل كتيبة جاريث ساوثجيت إلى نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخها والأولى منذ مونديال 1990.

وتمكّن المنتخب الإنجليزي من تسجيل 11 هدفًا في المونديال الحالي معادلًا أكبر عدد من الأهداف سجله في نسخة واحدة، وكان ذلك في مونديال 1966 الذي توّج الإنجليز بلقبه. وجاءت ثمانية من أهداف الأسود في المونديال الحالي من ضربات ثابتة؛ 4 ركنيات حولّها اللاعبون في الشباك، و3 ركلات ترجيح، إضافة إلى ضربة حرة واحدة تحولت داخل الشباك أيضًا.

نتيجة المباراة على وجه أحد لاعبي منتخب السويد عقب انتهاء المباراة - التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

نهاية المغامرة الروسية
لم تبلغ روسيا ربع نهائي النسخة الحالية من كأس العالم لإنها فقط صاحبة الأرض لكن لأنها امتلكت منتخبًا يقدم كرة جماعية مميزة مستندًا إلى لياقته البدنية الهائلة التي جعلت البعض يفتح الباب مجددًا للحديث عن احتمالية تعاطي لاعبي المنتخب الروسي للمنشطات.

في دور الـ16 أقصت المنتخب الإسباني القوي بركلات الترجيح، وفي ربع النهائي كان عليها عبور كرواتيا وهو أمر ليس بيسير. فالمنتخب الكرواتي حققت ثلاثة انتصارات في مرحلة المجموعات على كل من: نيجيريا والأرجنتين وأيسلندا. وفي الدور التالي خاض مباراة ماراثونية أمام الدنمارك وفاز بركلات الترجيح.

إعلان

الترشيحات قبل المباراة تصب في صالح منتخب كرواتيا لكنّ روسيا قدمت نفسها منذ الدقيقة الأولى باعتبارها ندًا قويًا. جاءت البداية هادئة من الفريقين. وسط كرواتيا المدجج بالنجوم مثل راكتيتيش ومودريتش وجد صعوبة أمام القوة البدنية الهائلة والتنظيم الجيد للروس.

الدقيقة 31 شهدت قذيفة من المتألق تشيرشيف من خارج منطقة الجزاء جاء منها الهدف الأول. وبينما تحتفل الجماهير الروسية بالهدف جاء الرد سريعًا في الدقيقة 35 بعد عرضية من ماندزوكيتش حولها كراماريتش في الشباك مسجلًا التعادل.

تفوقت كرواتيا مع انطلاق الشوط الثاني. في الدقيقة 60 سدد بيرسيتش تصويبة متقنة من داخل منطقة الجزاء لكنها اصطدمت بالقائم الأيمن. بينما تقترب المباراة من نهايتها، انتفض الروس وحاولوا قتل المباراة بهدف يصعب تعويضه وكاد البديل سمولوف يسجل الثاني في اللحظات الأخيرة لكنّ الحارس سوباسيتش أنقذ مرماه.

انتهى الوقت الأصلي بالتعادل (1-1) وفي الوقت الإضافي زادت سخونة المباراة وإثارتها. في الدقيقة 101 تمكن فيدا من هز شباك روسيا حيث سكنت رأسيته الشباك. ركض اللاعب يحتفل بصخبٍ ظنًا منه أن بلاده باتت الآن في نصف النهائي لكنّ أصحاب الأرض رفضوا الاستسلام.

في الدقيقة 114، تعادلت روسيا برأسية من اللاعب ماريو فيرنانديس ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للمنتخب الكرواتي الذي عبر إلى نصف النهائي، وسط حزن وبكاء من الجماهير الروسية وسعادة لا تخفى من رئيسة كرواتيا كوليندا كيتاروفيتش التي تابعت منتخب بلادها من المدرجات. وتعد هذه المرة الأولى التي تبلغ فيها كرواتيا نصف نهائي المونديال منذ عام 1998 حين احتلت المركز الثالث في البطولة.