FYI.

This story is over 5 years old.

علاقات

لم أدرك أنّ علاقتي بشريكي كانت مؤذية إلا بعد انتهائها

أنشأت أيرين ويكفيلد مؤسسة لمساعدة الشابات في نيوزلندا على تجنب ما مرّت به

أيرين ويكفيلد

نشرت هذه المقالة في الأصل على vice.com

تدير أيرين ويكفيلد مؤسسة Prepair NZ، وتقدّم من خلالها خدمات توعوية للشابات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 19 حول العلاقات السليمة . وتسرد بنفسها فيما يلي تفاصيل تجربتها الخاصة

ظننت دومًا أن العلاقات المؤذية تتعلق بالإيذاء الجسدي فقط، ولم أعلم طوال فترة علاقتي السابقة أنّ الأذى ينسحب أيضاً على العنف النفسي والعاطفي. وبعيدًا عن العنف الجسدي، لطالما اعتقدت أنّ علاقتي العاطفية سليمة ولا تتضمن أنواعًا أخرى من العنف. اعتدت مثلًا أن أستأذن من صديقي للذهاب إلى حفلة، ولم أتساءل يومًا لماذا عليّ أن أفعل ذلك.

إعلان

لم أخطط يومًا للخروج مع صديقاتي لأنّي رغبت أن أخرج دائمًا بصحبة صديقي

كنت أسعى دائمًا لإرضاء صديقي حتى عندما يتعلق الأمر بهندامي، ولم أخطّط يومًا للخروج مع صديقاتي لأنّي رغبت أن أخرج دائمًا بصحبته. لم أهتمّ لرغباتي الشخصية قطّ بل حرصت على أن أسعده هو بكلّ ما أفعل.

ولكن بعد مرور أربع سنوات على علاقتي به، أيقنت أنه يجب عليّ الانفصال عنه. ثمّ قررت بعد عام من ذلك السفر لعشرة أيام والذهاب إلى جزيرة بمفردي للمرة الأولى في حياتي. وبينما أنا أنتظر موعد الرحلة في المطار، قرأت مقالًا على فيسبوك يتناول العلاقات المؤذية وبوادرها الأولية، كالتحكم، والعزل، وحب التملّك، وتبرير كل تلك السلوكيات بآثار المشروبات الكحولية. أثناء قراءتي لهذه المقالة، استرجعت تفاصيل علاقتي السابقة وأدركت في تلك اللحظة أنني تعرضت للكثير من العنف النفسي والعاطفي على مدى أربع سنوات.

أصابتني الصدمة وشعرت بالغضب والإحراج

أصابتني الصدمة وشعرت بالغضب والإحراج، ولم أفهم سبب غفلتي عن سوء استغلاله لي. ولكن لم أسمح لهذه العلاقة أن تؤثر عليّ سلبًا، وحاولت أن أستغلّ تجربتي واستثمار معرفتي بالأمر لتوعية الكثير من الشابات عن سوء استغلال الشريك لهن خلال العلاقات العاطفية. وأصبحت أبحث عن وسائل لكي أنشر هذه المعلومات لعامّة الناس. إنّه من المؤلم صراحةً أن أعلم بوجود فتيات أخريات يغفلن عن طبيعة العلاقة مع شركائهن، ويجعلن حياتهن وقفًا في سبيل العلاقات العاطفية المؤذية باسم الحب. لو كنت أنا شخصيًّا أكثر وعيًا في بداية علاقتي العاطفية السابقة، لكانت حياتي أفضل الآن.

بعد رحلتي بعامين، كنت في طريقي عائدة من العمل إلى المنزل بعدما مررت بيوم عصيب، إذ أعمل في أحد المصارف في مدينة ولنغتن في نيوزيلندا. وبينما كنت أغلّف الهدايا ليلة عيد الميلاد، قررت أن أبدأ بمشروع أكثر أهمية بالنسبة لي. أخبرت صديقي حينها: "أرغب بزيادة وعي الشابات في أنحاء نيوزيلندا كافة حول موضوع العلاقات المؤذية، وتعزيز الثقة بأنفسهن في علاقاتهن العاطفية". في تلك الليلة، أنشأت صفحة على إنستغرام بعنوان Prepair NZ لنشر المقالات حول هذا الموضوع.

تعلمت في فترة الثلاث سنوات بين علاقتي السابقة وعلاقتي الحالية كيف أشعر بالراحة من دون الحاجة لحبيب. يمكنني أن أجلس لساعة في مقهى وأشرب القهوة من دون التحدث إلى أحد. بخلاف ما كنت عليه سابقًا، أصبحت الآن أقوم بهذه الأمور لإرضاء نفسي. أنا على يقين الآن إذا انفصلت عن شريكي الحالي سأكون بخير، سأحزن بالتأكيد ولكن سأشعر بالاطمئنان فحياتي مليئة بمشاريعي ومغامراتي الخاصة. كما أنني محاطة بالكثير من الأصدقاء الرائعين، أمّا سابقًا فجميع الأصدقاء تخلوا عني بعد انفصالي عن شريكي، لأنهّم ببساطة كانوا أصدقاءه.

لقد تضاعف عدد المتابعين لمدوّنتي منذ تأسيسها قبل عامين تقريبًا. ونستخدم أنا وفريق العمل مواقع التواصل الاجتماعي ومصادر أخرى على الإنترنت بفعاليّة لجذب المتابعين بصورة أكبر، كما أقوم أنا بإلقاء المحاضرات وعقد ورش العمل في جميع أنحاء نيوزلندا.

إذا أردنا مكافحة العنف الأسري في بلادنا، علينا أولًا أن نرصد أدنى مستوياته وأشكاله ونتصدى لها. في الغالب، يركز الإعلام من خلال الصحف والأخبار على العنف الجسدي فقط، من دون تسليط الضوء على العنف النفسي والعاطفي على نحو كاف. لن نستطيع تغيير الواقع من دون الالتفات إلى الاستغلال النفسي والعاطفي والتصدي له في مرحلة مبكرة من العلاقات العاطفية.

العلاقات العاطفية المؤذية هي عثرة في طريق تطور الكثير من النساء في بلدنا. أهدف من خلال هذه المؤسسة أن أساعد النساء لإزالة هذه العوائق من طريقهن ومواصلة حياتهن وتطوير أنفسهن وعدم التضحية بكل ذلك في سبيل علاقة عاطفية عابرة. ومن أهم الجوانب التي أطمح لها هي توعية الشابات حول آثار الاستغلال النفسي والعاطفي، وغرس حب الذات فيهن، وضرورة إعطاء الأولوية لأنفسهن دومًا. نريد أن نمنع العنف الأسري في بلادنا من خلال التوعية على ضرورة حب النساء لأنفسهن في المقام الأول.