بالنسبة لمعظمنا، فإن تصور كيف سيبدو العالم مع استمرار أزمة المناخ والاحتباس الحراري قد يكون صعباً وقد يتطلب مواجهة مخاوفنا العميقة التي نحاول بالعادة تجاهلها.ولكن بالنسبة للمصور والفنان الرقمي الفرنسي فابيان بارو، فإن التكهن بمدى تأثير تغير المناخ أمر ضروري لإخراجنا من وجودنا المريح وجعلنا نواجه حقيقة أننا نتجه إلى عالم بائس من صنعنا.من خلال سلسة "أخبار من المستقبل" يقوم بارو باستكشاف المعالم المعمارية الشهيرة حول العالم في أعقاب أزمة المناخ، والتي صممها بمساعدة مهاراته في استخدام الطائرات بدون طيار والفوتوشوب.
إعلان
نيويورك.
ويقول بارو لـ VICE: "ما زلت مقتنعًا بأن الصورة البسيطة يمكن أن يكون لها تأثير أكبر على الناس، وخاصة الأصغر سنًا، لفهم احتمالات عواقب التقاعس عن العمل." يرى بارو أنه يستكشف المستقبل وهو يبحر في عالم جديد غارق في التصحر والفيضانات والدمار.
الكولوسيوم في روما.
وأوضح أن "هذه السلسلة هي عمل شخصي للتنبؤ بعواقب تغير المناخ، إنه ليس عملاً علميًا، ولكنه عمل فني." وكان تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قد حذر في فبراير من أن نافذة تجنب أشد آثار تغير المناخ على وشك الإغلاق، وأنه يتعين علينا أن نتصرف على وجه السرعة لتجنب أكثر عواقبه كارثية.لتصور هذه العواقب الكارثية، قام بارو بتنقيح لقطات الطائرات بدون طيار والصور المخزنة رقميًا لتحويل الخيال إلى أمر واقع، حيث نرى تمثال الحرية غارقاً في البحر، وقوس النصر في قلب المحيط، وبرج إيفل صار مجرد علامة في صحراء قاحلة.
قوس النصر، فرنسا.
سلسلة بارو تتماشى مع الخط الفاصل بين السريالية والديستوبيا، وتتأثر بشدة بالأفلام والفنون التي تستكشف هذه الأنواع.ويضيف بارو: "منذ طفولتي، كنت من أشد المعجبين بموضوع ما بعد نهاية العالم وانهيار الحضارة،" مضيفًا أنه حاول عمداً جعل صوره سينمائية بطريقة ما. على سبيل المثال، تمثل صورة اثنين من الحيتان يسبحان فوق قوس النصر في باريس تكريمًا للفنان الفرنسي رولاند كات، الذي عمل في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي على تخيل مخلوقات بحرية تحوم فوق المدن الغارقة. كما أنه ينسب الفضل إلى أفلام مثل Planet of the Apes و Mad Max و Akira والفيلم الوثائقي National Geographic Aftermath: Population Zero كمؤثرات رئيسية.
إعلان
بعد أن عمل في مجال التصوير الفوتوغرافي والتصميم لأكثر من 30 عامًا، غالبًا ما يستحضر بارو - الذي يعمل مع العلامات التجارية والوكالات كمحسّن للصور - إحساسًا بالبيئة من خلال صوره.على سبيل المثال، تعيد أحدث سلسلة له أيضًا تخيل مناظر طبيعية ساحرة من خلال عدسة حماية البيئة، وتحويل حرائق الغابات في الأمازون لببغاء تطلب المساعدة، أو تحويل بستان من الأشجار الصنوبرية إلى منظر جوي على شكل دب للتأكيد على العلاقة بين الطبيعة والحياة البرية.ويضيف: "أحب أن أقوم بتصوير المناظر الطبيعية والهندسة المعمارية وقد أتيحت لي الفرصة للسفر إلى العديد من البلدان لتصوير بيئات رائعة. لكن على مر السنين، شعرت بشكل متزايد بالآثار المدمرة لأزمة المناخ هذه على التنوع البيولوجي والمناظر الطبيعية والناس. يبدو لي أنه من الصعب الاستمرار في التظاهر بأن لا شيء يتغير."
شيكاغو في عالم ما بعد أزمة المناخ.