كيف تتعامل مع مشاهير فيسبوك من وجهة نظرهم

محمد فؤاد - تصوير عبده ربيع

FYI.

This story is over 5 years old.

مجتمع

كيف تتعامل مع مشاهير فيسبوك من وجهة نظرهم

أودُّ أن يتعامل معي الجمهور كما أنا، إنسان له آراء وعيوب ونقائص، وألا يطالبني بالوفاء بوعود مثالية لم أقطعها ولم أدعيها

لا تخلو حياتنا من مشاهير فيسبوك، يجتذبوننا بصورهم أو قصصهم أو مواهبهم للتفاعل، حتى صاروا تفصيلةً هامة من أيامنا، ورغم ما تعكسه صفحاتهم من بهجة وانطلاق قد نحسدهم عليها، فإن لهؤلاء المشاهير وجهة نظر أخرى في شهرتهم وأعداد متابعيهم الكبيرة، ويرون جانبًا مظلمًا منها كل يوم. التقينا بعدد من مشاهير فيسبوك Facebook Influencers في مختلف المجالات، تميزوا بآراء ومواقف فكرية جريئة، وحدثونا عن الطريقة التي يودون أن يتم التعامل معهم بها من قبل متابعينهم.

إعلان

نهال كمال- تصوير حسام عاطف

توقف عن الشخصنة وناقش الفكرة
"عندما ظهرت أول مرة على السوشيال ميديا كنت مهتمة بمناقشة قضية العنف ضد الأبناء، نظرًا لمعاناتي منها مع عائلتي (تعرضت للضرب والتعذيب من أهلي بسبب خلعي للحجاب) ولكن سرعان ما اكتشفت أن ثقافة العنف تشمل الجميع وليس الأطفال أو المرأة فقط، فقد هاجمني الجمهور دون تركيز على جوهر النقاش، كما أن بعض المتابعين تركوا القضية التي أناقشها وعلقوا على شعري، ومكياجي، وكوني مطربة، وخلقوا سيناريوهات وهمية ليبرروا رفضي لعنف الآباء ضد أطفالهم، وانطلقوا في الحكم عليَّ دون مبرر. أريد من المتابعين أن ينتبهوا الى أن كوني مؤثرة اجتماعية يرجع للأفكار التي أطرحها للنقاش قبل أي شيء، كما أن كوني مشهورة لا يمنحك الحق في الحكم عليَّ، لا تحكم عليَّ، يمكنك مناقشتي كما تريد وسأقبل اختلاف آرائنا، ولكن لا تشخصن القضية، لا تشخصن في المطلق." - نهال كمال، مطربة (20 ألف متابع)

أحمد صبري غباشي- تصوير محمد خالد (يعقوب)

اختلافي لا يعني أنني ضدك
"أسوأ جانب للتعامل مع المتابعين هو الخلط بين المذهب السياسي والعمل الفني، كثيرون يريدون من الفنان الذي يحبونه أن يوافقهم في آرائهم السياسية والدينية وأسلوب حياتهم ولسان حالهم يقول (إما أن تشبهنا تمامًا وإما تكون ضدنا). هذه طريقة تفكير سطحية ومتعبة للغاية. أيضًا الجمهور يريد أن أرد على كل حرف يكتبه في الرسائل والتعليقات، ولو لم أفعل سأكون مغرورًا ومتعاليًا. لهذه الأسباب أنتقي جمهوري بعناية، وأحب أن يتعاملوا معي بشكل منفتح متقبل للآخر حتى لو كان مختلف عنهم، وأن يتقبلوا الرأي المغاير وإن عارضوه." -أحمد صبري غباشي، ممثل ومخرج (42 ألف متابع)

حسناء الدباوي - الصورة مقدمة منها

لدي حياة خاصة على فكرة
"أقدم استشارات ومعلومات نفسية في صفحتي على فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، وبطبيعة الحال تأتيني مئات الرسائل يوميًّا، ورغم اجتهادي للرد على الجميع وتقديم المشورة، فإنني أتعرض للسباب والهجوم كوني تأخرت في إجابة البعض. أحيانًا ينسى المتابعون أن لي حياتي الخاصة ومسؤولياتي، ويتصورون أني متفرغة للرد عليهم لدرجة تجعلني أستحق وقاحتهم لو قصَّرت في هذه المهمة التي أؤديها تطوعًا في المقام الأول. أريد من جمهور السوشيال ميديا أن يحترم حياتنا الشخصية كمؤثرين اجتماعيين، يُقدر أن لنا ما يشغلنا ونهتم به، والأهم ألا يمنح كل من يتابعه أهمية مبالغًا فيها. نحن بشر مثلك بالضبط." - حسناء الدباوي، طبيبة نفسية (15 ألف متابع)

إعلان

محمد فؤاد - تصوير عبده ربيع

لا تطالبني بالمثالية لأنني غير مهتم بها
"من وجهة نظري، معظم مشاهير السوشيال ميديا محدودي الموهبة، ويقدمون محتواهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أساسي، ويستهدفون شريحة المراهقين والأطفال بوصفة ثابتة: كوميديا أو محتوى سمج ومتكرر لكنه يراعي تقاليد المجتمع المحافظ بطبعه، فيهلل له الجميع. أمَّا أنا فأستخدم السوشيال ميديا لعرض محتوى فني أقدمه في حفلات حقيقية، ولهذا فحساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي شخصية بالدرجة الأولى، أعبر فيها عن نفسي ورؤيتي في الحياة، وأفاجأ بمشاركة هذه الآراء مع عبارات من نوعية (شوفوا الفنان المحترم اللي بتحبوه بيقول إيه)، مع كثير من التنمر والهجوم. لا يضايقني إلا لوم أصدقائي لي ومطالبتهم لي بأن أكون حياديًّا لئلا أخسر شعبيتي، لكنني أرفض هذا لأن نفاق الفنان بداية ضياعه. أودُّ أن يتعامل معي الجمهور كما أنا، إنسان له آراء وعيوب ونقائص، وألا يطالبني بالوفاء بوعود مثالية لم أقطعها ولم أدعيها." - محمد فؤاد، عازف بيانو (10 آلاف متابع)

دينا نبيل- الصورة مقدمة منها

لا ترفع الكُلفة من فضلك
"أسوأ ما تعرضت له من قبل متابعيني كان بعد وفاة بابا. فقد أصيب بأزمة صحية خلال سفري، و تدهور جدًّا بعد عودتي ثم توفي. حين كتبت عن حزني لفراقه، اتهمتني إحدى المتابعات بأنه مات بسببي، فباعتباري طبيبة كان يجب أن أتابع حالته ولا أسافر. أيضًا تعرضت لانتهاك خصوصيتي بعد ارتباطي عاطفيًّا وخلعي للحجاب، وطاردني كثير من المتطفلين والواعظين بأسئلتهم وشتائمهم. رأيي أن الوجود الإلكتروني يمحو إنسانية مؤثري السوشيال ميديا في أعين الفولورز، لهذا يتعدى البعض حدوده ويتعامل بقسوة ويتدخل في أدق خصوصياتي، بشكل لا يمكن أن يحدث على أرض الواقع. أريد من الجمهور أن يتعامل معنا كبشر، لنا خصوصيتنا ومشاعرنا وحياتنا، وألا يرفعوا الكُلفة سريعًا مع أشخاص لا يعرفونهم حقًّا." - دينا نبيل، طبيبة وناقدة أدبية ( 27 ألف متابع)

إعلان

شادي عبد الحافظ- الصورة مقدمة منه

المتنمر المُطارد أكبر كابوس
"أقدم منشورات ومقالات علمية على موقع فيسبوك، وقد قابلت نوعين مؤذيين للغاية من الفولورز، الأول هو المتنمر الذي يهزأ من المحتوى دون إبداء أسباب، أو يشتم ويهين صراحة، أو يذكر آيات من القرآن ردًا على مقالاتي العلمية وكأن المقالات العلمية كفر. وتزداد المشكلة سوءًا لو كان هذا المتنمر مطاردًا Stalker أيضًا، مع رصيد ضخم من الحسابات الزائفة التي خصصها للسُباب! أمَّا النوع الآخر فهو من يبالغ في تعظيمك، وبالتالي فأي تصرف لا يتفق ورأيه فيك يُقابل بالهجوم والاتهامات بأنك خدعته وتلاعبت به. أريد من المتابعين أن يتعاملوا معي بطريقة علمية وعقلانية، ويقدموا اعتراضاتهم في صلب القضية المطروحة وبالمنهج العلمي بدلًا من تحميل الأمور فوق طاقتها. كل ما أريده هو التفاعل الذكي." - شادي عبد الحافظ، صيدلي ومحرر علوم (102 ألف متابع)

حسام مصطفى إبراهيم - تصوير محمد الشهاوي

توقف عن سوء الظن
"أبرز مشكلات جمهور السوشيال ميديا أنهم يضعونك في إطار من حديد، وأي تصرف منك خارج عن تصورهم عنكِ يُقابل بالنيل منك فورًا. أتذكر موقفًا طريفًا ومأساويًّا عندما كتبت مقالًا عن لماذا لم أعد أصلي، وكان مقالًا إيمانيًّا تناقله الآلاف إعجابًا بمحتواه، حتى السلفيين، لكن أحد المتابعين استنتج من العنوان لسبب ما أنني أهاجم الإسلام، وشتمني وسبَّ لي الدين لجرأتي على الله. سبَّ الدين الذي يدافع عنه في نفس العبارة بشكل لا يصدق. أريد أن يتعامل معي المتابعون باحترام، تمامًا كما أتعامل باحترام مع أي شخص يعرض أفكاره مهما بلغ الخلاف بيننا. يمكننا دومًا التفاهم دون اللجوء للبذاءة. أترك صفحتي مفتوحة للجميع، لا ألجأ للحظر أو للحذف حتى وإن احتوت التعليقات على شتائم، أحيانًا أردُّ على من يشتمني بتصحيح أخطائه اللغوية، فيجن أكثر ويشتم مرة ثانية، فأصوب ما يكتبه ثانية، وهكذا حتى يزهد في الشجار ويصمت. هذه طريقتي في ردع الوقاحة." حسام مصطفى إبراهيم، كاتب ومدرب صحافة (116 ألف متابع)

محمد الدويك- الصورة مقدمة منه

التسلط المجتمعي يطاردنا على السوشيال ميديا
"كنا نعرف أن مجتمعاتنا تعاني من تردي التعليم والتدين الزائف والازدواجية، لكننا لم نكتشف حجم المصيبة إلا بعد وجود مواقع التواصل الاجتماعي. لقد خلقت شجاعة مصطنعة عند أشخاص يتوارون خلف الشاشات، ولا يتحرجون في سبَّك وإهانتك إذا كتبت شيئًا لا يقبلونه، وهم متحفزون ضدك ويخشون أن تسأل أسئلة كبرى أو تنحي المسلمات جانبًا وتفكر. أقدم كثيرًا من المقالات تعرض رؤية دينية قد تخالف السائد، أو ببساطة أكتب منشورًا شخصيًّا لأُبدي إعجابي بصوت فيروز أو رقص سامية جمال، والإجابة في جميع الأحوال تعليقات عنيفة ومسيئة. أريد أن يتعامل الجمهور معنا بعقلانية، يعترض ويشرح أوجه اعتراضه بدلًا من السباب الطفولي. إذا كانت لديك فكرة فاعرضها بكل سرور، لكن لا تتوقع اقتناعًا برأيك لأنك قادر على البذاءة." -محمد الدويك، كاتب متخصص في الفكر الإسلامي (72 ألف متابع)