موضة

مشاهدات من زيارتي الأولى لمهرجان سول دي إكس بي

"أشعر أن روح سول وجوهره قد تغير وابتعد كل البعد عن هويته الحقيقية"
image00001 (3)

نس، الصورة مقدمة منها.

لقد حل الشتاء في دبي (إذا كان هذا ما يمكن تسميته به أصلًا) وأصبح الطقس جميلًا بما يكفي للتنفس في الخارج دون أن أفقد وعيي. الجانب السلبي الوحيد لذلك هو أن ما يحل عادةً أيضاً في هذا الوقت من العام، وفي هذه المنطقة من العالم تحديدًا، هي حالة إستفاقة جماعية، تظهر في صورة فعاليات لا نهائية، لا يمكن مواكبتها. ففي بداية الأمر ونهايته، هذا هو الوقت الذي نزهر ونستيقظ فيه من سباتنا الصيفي، على عكس الكوكب.

ومن ضمن تلك الفعاليات هو مهرجان SOLE DXB "سول دي إكس بي" الثقافي الذي عاد في حي دبي للتصميم، الإمارات العربية المتحدة، بعد توقفٍ استمر عامين بسبب الجائحة، للاحتفاء بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه. 

إعلان

ولكل من لا يعرف، أُسس "سول" (أي "نعل" بالإنجليزية) للاحتفاء بعالم الأحذية الرياضية وثقافة الشارع بشكل عام، يستضيف فيه العديد من رواد الإبداع والموسيقى والأزياء والفنون البصرية والرياضة المحليين والإقليميين، كما يعرض أحدث التصاميم للعلامات التجارية منها والمستقلة. وفي هذه الدورة، تعاون "سول" مع المصوّر والفنان التشكيلي المغربي حسن حجاج كأول مضيف للمهرجان لتسليط الضوء على تأثير العالم العربي على ثقافة الشارع، والعكس صحيح.

أنها فعالية لطالما أردت حضورها، وأخيرًا شائت لي الأقدار أن أتمكن من زيارته، بل وتجربته من منظور أقدم زواره، ملهم جزماتي الملقب بـMJEEZY، منتج تسجيلات الهيب هوب ودي جي وعازف الدرامز، الذي عبر لي عن مدى حبه لثقافة جمع الأحذية الرياضية واستيائه من تلاشيها، واشتياقه لبداية مشوار "سول."

"أشعر أن روح "سول" وجوهره قد تغير وابتعد كل البعد عن هويته الحقيقية،" يخبرني ملهم أثناء اطلاعي وانبهاري بعظمة المكان والألوان والأضواء وإطلالات الزوار التي كانت تزداد عصرية وإبهار كلما اقتربنا من المسرح.

"كان الهدف الرئيسي من المهرجان أن يكون بمثابة مؤتمر لهواة الأحذية الرياضية، حيث يمكن لأصحاب الأحذية الرياضية عرض تشكيلاتهم وتداولها وشراء أحدث الصيحات. نظرًا لأن ثقافة الأحذية الرياضية وثقافة الهيب هوب متداخلة جوهريًا، ليس من المستغرب وجود تأثيرات لثقافة الهيب هوب في الأحداث، كالجرافيتي والأزياء ونمط الحياة وكرة السلة وما إلى ذلك. ولكن يبدو لي أن التركيز في السنوات الأخيرة أصبح ينصب أكثر على الجانب المتبرجز من الهيب هوب أكثر من الجانب الشوارعي للأحذية الرياضية."

إعلان
IMG-4767 copy.jpg

MJEEZY - الصورة مقدمة منه.


"لا يوجد شك في أنه عنصر أساسي من ثقافة المدينة، وأنه حدث عظيم وممتع، نتطلع إليه جميعنا بحماس طوال العام وكل عام، فهو يعتبر مساحة ثقافية منقطعة النظير لمبدعي المنطقة،" يقول ملهم ويضيف: "ولكن إذا سألتيني ما هو "سول" قبل عشر سنوات، كنت وبكل سهولة جوابتك بأنه مهرجان لمحبي ومجمعي الأحذية الرياضية، أما الآن، فهو مثله مثل أي مهرجان موسيقي، تتمحور فيه العلامات التجارية العالمية بدلًا من المحلية والإقليمية - آمل حقًا أن يعود لسابق عهده."

خلال استراحة من ضوضاء المسرح والجموع في ساحة المطاعم، عبّر لي ملهم بأنه لا يلقي اللوم على "سول" لما حدث من تغيير في المشهد، ولكن الأمر يتعلق بتلاشي ثقافة الأحذية الرياضية ​​في الآونة الأخيرة في العالم ككل، "حيث لم تعد العلامات التجارية الكبرى تطمح لإحداث تأثير بالكلاسيكيات وبدأت تتكاسل وتسعى لتحقيق ربح قصير الأجل بدلاً من تحقيق ربح طويل الأجل،" حسب قوله.

ويشرح قائلاً: "معظم شركات الأحذية الرياضية تقوم الأن بإعادة إنتاج إصدارات كلاسيكية قديمة بدون أي مدخلات إبداعية عدا تغيير الألوان والمواد فقط، ثم بيعها بكمية محدودة بهدف الضجيج لا أكثر ولا أقل، مما أجبر المعجبين الفعليين للأحذية الرياضية ومستثمريها على دفع ثلاثة أو أربعة أضعاف المبلغ للحصول عليها. أشعر بأن ثقافة الأحذية الرياضية تحتضر في الوقت الحاضر، وهذا ما جعلني أنفر من العلامات التجارية الكبرى وأتجه نحو العلامات المستقلة مثل notwoways، لأنني دائمًا أدعم العلامات التي تحاول إحداث فرق فعلي بأسلوب رائع وملائم وبسعر معقول ويسهل الوصول إليه ويهتم بالثقافة بشكل عام."

من ملهم انتقلت للتعرف على بعض الزوار الذين لفتوا انتباهي بستايل ملابسهم، لأسألهم عن ما يعنيه "سول" لهم ومصدر الألهام وراء مظاهرهم.

إعلان

اللقاء الأول كان مع طيب سانتو الملقب بسانتو دي مونكي Santo D Monkey، ٢٨ عامًا، مغني راب عربي وعارض أزياء وصانع محتوى من الجزائر، حاصل على درجتي ماجستير في تجارة الأزياء والتسويق الرقمي. يدمج طيب ما بين التراب والدانس هول وإيقاعات الأفرو في ألحانه، والدارجة الجزائرية واللهجة الإماراتية والعربية الفصحى في كلماته، لخلق نوع موسيقى يظهر التنوع الذي تمثله دولة الإمارات التي نشأ فيها. هذا ما قاله عن قصة القرد الزهري: "ذهبت لشراء مصاصات من البقالة قبل حفلتي في "سول" في عام 2019 لألقي بها على الجمهور كوسيلة للتفاعل معهم، ورأيت القرد الزهري، كانت آخر قطعة، واعتبرته علامة إلهية على رأي مروان بابلو. كان مقابل 15 درهمًا فقط لكنه أصبح جزءًا مني ومن هويتي المسرحية والناس يتعرفون علي من خلاله."

photographer cred @nanwuw.photo copy.jpg

Santo D Monkey. تصوير: @nanwuw

نس، 24 عامًا، فنانة مكياج وصانعة محتوى رقمي وطالبة دراسات عليا في الفنون والثقافات العالمية، من السودان ومقيمة ما بين دبي ونيويورك. أتت لـ"سول" لدعم أصدقائها الذين يعرضون ملابسهم في الأكشاك للبيع، كانت هذه الزيارة الأولى لها. وتقول: "إنه مكان رائع لتجمع المبدعين ومصدر إلهام لبعضهم البعض. كما أنني دائمًا ما أتألق بإطلالات غريبة عن السائد ولا أحب الجمال المتعارف عليه، فيسعدني أني لست الاستثناء هنا."

وعن الستايل المميز الذي اختارته، تقول نيس: "أغنية بيونسيه Alien Superstar هي شعار حياتي وأحب اللمعان ولهذا أحاول محاكاة ذلك في كل مظاهري بطريقةٍ أو بأخرى. هذه القطعة من صنعي، إنها مجموعة من النجوم غير المتطابقة، وأردت أن يكون مكياجي بسيط ومميز في نفس الوقت. قمت بتضفير شعري بنفسي ثم ساعدتني صديقتي في ترتيبه ليبدو وكأنه تاج."

image00003.jpg

نيس، الصورة مقدمة منها.

إميلي كلايتون، 31 عامًا، بريطانية مقيمة في دبي، خبيرة المكياج الرئيسية لعروض الأزياء لدى علامةThe Giving Movement المحلية، تتحدث عن ما يعنيه "سول" بالنسبة لها: "SOLE هي عطلة نهاية الأسبوع المفضلة لدي في العام، لأنه مهرجان أوجد مساحة تشجيعية تسمح للناس بأن يكونوا أنفسهم والتعبير عن أسلوبهم الفردي دون إصدار أحكام مسبقة. يجتمع الجميع للاحتفال بالثقافة والأناقة والطاقة لا مثيل لها."

318454265_710193787329464_2717912788768391031_n.jpg

إميلي كلايتون، الصورة مقدمة منها.

وعن مصدر الإلهام وراء مظهرها قالت: "أسلوبي مستوحى ومتأثر بحركة البانك في السبعينيات. كانت فيفيان ويستوود رمزًا أيقونيًا لهذه الثقافة حيث ابتكرت قمصان مطبوعة غالبًا ما كانت تحمل رسالة نشاط سياسي أو فوضى ومزينة بكثافة بدبابيس الأمان. لذلك اخترت السترة The Giving Movement."