صحة

خبراء يُدينون حمية كيتو الغذائية

تناول أقل من 20 جرامًا من الكربوهيدرات يومًيا، غير صحي وغير قابل للاستمرار
Hannah Smothers
إعداد Hannah Smothers
Brooklyn, US
The keto diet advises eating high amounts of fat, and almost no carbs
Lauri Patterson via Getty

للعام الثالث على التوالي، صنفت دراسة جديدة حمية كيتو الغذائي كـ واحد من أسوأ الحميات الغذائية التي يمكن اتباعها. تم استقاء هذا التصنيف من المجلات الطبية والبيانات الحكومية، بالإضافة إلى إسهامات من لجنة من خبراء الصحة والتغذية. منذ عام 2018، تم وضع نظام كيتو في أسفل القائمة أو أعلى بقليل ضمن تصنيفات الحميات الغذائية. ومع ذلك يستمر الناس في اتباع هذه الحمية الغذائية، التي تعتمد على تناول نسب عالية من الدهون والبروتين ونسب قليلة جداً من النشويات والكربوهيدرات.

إعلان

الفكرة الأساسية من حمية الكيتو (اختصارًا للنظام الغذائي الكيتوني أو الحمية الكيتونية ketogenic) هي أن الجسم لا يتناول أي مصدر للكربوهيدرات مما يخفض نسب هرمون الأنسولين في الدم، وهذا يجعل الجسم يبحث عن مصدر آخر للطاقة فيبدأ بتكسير الدهون والأحماض الأمينية داخل الكبد لينتج نوع جديد من الطاقة وهي الأجسام الكيتونية (Ketone Bodies)، ويحدث ذلك بعد أن يدخل الجسم بمرحلة تُسمى بالحالة الكتوانية، أو الكيتوزية، أو الكيتوسيس (Ketoses) وبهذا فإن المصدر الرئيسي للطاقة يُصبح الدهون بدلاً من الكربوهيدرات.

لتحقيق الكيتوزية، تنصح حمية كيتو الغذائية بالحصول على معظم السعرات الحرارية من الدهون وتناول كميات معتدلة من البروتين وتناول كميات أقل من الكربوهيدرات يوميًا - أقل من الموجودة في تفاحة. وأظهرت الدراسات أن هذا النوع من النظام الغذائي مفيد للأطفال المصابين بالصرع والأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، ولكن في حالة الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة، فإن هذه الحمية ليست صحية.

على الرغم من أن الأطباء والعلماء يؤكدون على ضرر هذه الحمية، إلا أنها لا تزال منتشرة جدًا، ويقول الخبراء إن السبب في ذلك هو أن الداعمين لهذه الحمية يركزون على الفوائد القصيرة الأجل لفقدان الوزن بسرعة، دون الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة على المدى الطويل.

وفي محاولة لفهم شعبية حمية كيتو الغذائية، تشير ويتني لينسمير، المتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية لـ صحيفة New York Times بأن رواج هذه الحمية الغذائية مرتبطة بوجود حالة من الخوف من الكربوهيدرات تسمى بفوبيا الكربوهيدرات. وقد حذر خبراء آخرون من الآثار الطويلة المدى (مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية) التي قد تجلبها حمية كيتو الغذائية للجسم. الدراسات الأخيرة أظهرت أن بعض الأشخاص قد يعانون من آثار جانبية، مثل تشنج العضلات وتغير في نمط حركة الأمعاء وفقدان الطاقة. 

وأوضحت أخصائية التغذية عائشة اليحيائي في إدارة التغذية المجتمعية بشركة صحة بأبوظبي بأن اتباع نظام غذائي عالي الدهون غير صحي نهائياً للجسم. وأضافت: "أن سبب فقدان الوزن السريع عند بدء الحمية الكيتونية هو فقدان السوائل، مما يؤدي إلى الجفاف واختلال توازن المعادن والأملاح التي تعتمد عليها العضلات، وبالتالي تحصل التشنجات والصداع بسبب نقص كمية النشويات، إضافة إلى ظهور بعض الآثار الجانبية السلبية طويلة الأجل كمشاكل في الكلى."

يمكن أن تبدو حمية كيتو الغذائية ممتعة وأكثر سهولة مقارنة بالخيارات الأخرى الأكثر صرامة، حيث يمكنك تناول الجبن وشرائح اللحم وحتى الهامبورجر. لكن تناول أقل من 20 جرامًا من الكربوهيدرات يومًيا، غير صحي وغير قابل للاستمرار، ويشير ديفيد كاتز، المدير المؤسس لمركز البحوث الوقائية بجامعة يالي، لشبكة CNN أن متوسط ​​المعدل الموصى به للشخص، يتراوح بين 225-325 جرامًا من الكربوهيدرات يوميًا.

ولا ينصح الخبراء في اتباع هذه الحمية على المدى الطويل. نظرًا لأن كمية الدهون المشبعة فيها عالية، إلى جانب احتوائها كميات محدودة فقط من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، فهي ليست جيدة للصحة.