FYI.

This story is over 5 years old.

حيوانات

"المملكة" أول فندق للحيوانات الأليفة في العراق

الشاب العشريني أحمد طاهر، أنشأ أول فندق مخصص للحيوانات بمدينة البصرة في الطابق السفلي من منزله

أحمد طاهر - تصوير مصطفى سعدون

"هههه فندق للحيوانات؟ أنا بحياتي ما دخلت فندق للبشر، منين أعرف أكو (يوجد) فندق للحيوانات،" يُعلق رجل كبير في السن وهو يجر بعربة فيها إسطوانة غاز، على سؤالي له عن مكان هذا الفندق في حي نظران بمدينة البصرة الغنية بالنفط والتي تقع أقصى جنوب العراق. من النادر أن تجد حيواناً اليفاً داخل المنزل العراقي، فليس هناك الكثير من العوائل التي تهتم بالحيوانات وتُربيها، لكن يبدو في السنوات الأربع الأخيرة تغير الحال وصار هُناك إقبالاً كبيراً على تربية الحيوانات في المنازل نتيجة إفتتاح أعداد كبيرة من مراكز البيع.

إعلان

على سرير بفراش أبيض يتمدد شاب عشريني، يُلاعب القطط ويُدندن لهن الموسيقى، يتفقدهن بين حين وآخر، يقول إنهن "جميلات" ورعايتهن مسؤولية إنسانية. هذا هو أحمد طاهر، 20 عاماً، الذي يقول أن حبه للحيوانات هو السبب الأول لتفكيره بإنشاء فندقاً للحيوانات الأليفة، الفكرة الأولى من نوعها في المحافظة والبلاد. "أنا أُحب الحيوانات وأرغب بالاعتناء بهم، ولما كُنت بكل هذه الرغبة والحُب للحيوانات بالإضافة لدراستي البيطرة، أصبح بعض أقاربي يأتون بحيواناتهم للاقوم بالعناية بها في منزلي، ومن هُناك بدأت الفكرة. قررت قبل أشهر أن أؤسس مشروعاً خاصاً بي،" يقول أحمد لـ VICE عربية.

أحمد طاهر - تصوير مصطفى سعدون

تم تخصيص غرفتان من منزل سكني كفندق للحيوانات، وغرُفة كبيرة صار إسمها "مملكة الحيوانات" وهي صالة إستقبال لجميع الحيوانات. في الغرفتين المخصصتين كفندق، وضعت رفوف على الجدران، وأقفاص صغيرة لكل حيوان. الغرفتان المخصصتان كفندق قُسمتا، غرفة للقطط وأخرى للطيور، بإعتبارهما أكثر الحيوانات التي تزور الفندق.

"أسعى الآن لتطوير مشروعي من غرفتين إلى منزل كامل يستقبل الحيوانات،" يضيف أحمد مشيراً أن الفندق ليس مكان إستراحة أو بقاء للحيوانات فحسب، بل هو مكان للتغذية والفحص الطبي والإعتناء بهن. كل هذا مقابل 5 آلاف دينار عراقي (4 دولار أميركي تقريباً) لليوم الواحد. المكان مُكيف ومُجهز بأثاث يتناسب وحاجة الحيوانات، كما أن هُناك أمكان مخصصة لتغذيتهن.

وعن فريق عمله ومن يُساعده في الفندق، يقول أحمد أنه يُدير الفندق الآن مع شقيقه فقط: "من الصعب أن يكون لدي فريق عمل بهذه السُرعة، أقصد فترة إفتتاح المشروع، وليس هذا السبب الوحيد الذي يقف عائقاً أمام وجود الفريق بل أسباب أخرى، أولها أحتاج لوقت حتى أختار الأشخاص الذين أضمن تعاملهم الإيجابي مع الحيوانات، وثانيها قد يكون العمل بحاجة لأصحاب إختصاص، أما الثالث والأهم، فالفريق يحتاج لموارد مالية قد لا تتوفر الآن."

أحمد طاهر - تصوير مصطفى سعدون

يستقبل الفندق حالياً القطط والطيور، وبعد أسابيع سيبدأ بإستقبال حيوانات أليفة أخرى، وربما تكبر سعة الفندق لاستقبال 30 قطة يومياً. "الأيام المقبلة ومع تزايد درجات الحرارة وبدء سفر العراقيين إلى الخارج للسياحة، سيتدفق الزبائن للفندق لترك حيواناتهم،" يقول أحمد متأملاً: "المعلومات التي أحصل عليها من زملاء لي في هذا المجال (البيطرة وبيع الحيوانات) تُشير إلى وجود ارتفاع في بيع الحيوانات، وهذا يعني أن هُناك إقبال كبير من قبل العراقيين على تربية الحيوانات في منازلهم، بالتالي، سينعكس الأمر على عمل الفندق الذي سيكون أكثر إستقبالاً للحيوانات في الفترات المقبلة. هذا ما لاحظته في الأسابيع الأخيرة، فقد زارني العشرات من سُكان البصرة يستفسرون عن آلية عمل الفندق."

في الواقع، أثناء وجودنا في الفندق وإلتقاط الصور للحيوانات، كان هُناك بعض الأشخاص الذين يسألون عن كيفية عمل الفندق والخدمات التي يُقدمها، تحدثنا مروة فالح (29) عاماً، واحدة من الزوار، التي قالت إنها تُفكر بجلب كلبها المنزلي عندما تذهب للعمل صباحاً، فهي بحسب ما تقول، تخشى عليه من البقاء لوحده طوال اليوم: "من الإيجابي وجود هكذا فندق يُساعد مربي الحيوانات على إبقاء حيواناتهم فيه لحين إنهاء أعمالهم أو العودة من سفرهم أو لأي ظرف آخر."

يبدو أن الاهتمام موجود حقاً، ولكن هل يتوقع أحمد أن يتوسع مشروعه لمحافظات عراقية أخرى غير البصرة؟ "مشروعي بدأ صغير، وكل المشاريع تبدأ بأحلام صغيرة،" يقول أحمد ويضيف: "أتوقع أن يتطور ليكون فندقاً كبيراً لكل الحيوانات، ونعمل على تطويره في السنوات المقبلة ليستقبل حتى الزواحف والحيوانات الكبيرة والكلاب أيضاً. رُبما سيكون هُناك من يهتم بهذه الفكرة ويُنشأ فندقاً في محافظة عراقية أخرى."