ماذا يعني أن تكون بديناً؟ نشطاء بدناء يشرحون

الرسوم لـ براندون سيلي. جميع الصور مهداة من النشطاء أنفسهم

FYI.

This story is over 5 years old.

صحة

ماذا يعني أن تكون بديناً؟ نشطاء بدناء يشرحون

كيف تصبح حليفاً للناشطين في تيّار مناهضة التمييز بحقّ البدناء

بات تيّار الثقة بالجسد والنظر إليه بإيجابية الصرعة الأحدث في مجال التسويق المسؤول اجتماعيّاً. إن كنت تريد لعلامتك التجارية أن تجذب مواقع الأخبار، فكلّ ما عليك فعله هو أن تستبدل عارضاتك النحيلات، بأشخاصٍ "حقيقيين". ولكن وراء كل جلسة تصوير أو إعلان ينظر للجسد بإيجابية من Arie، وDove، و ModCloth، هناك جيشٌ من نشطاء دعم البدناء: رجالٌ ونساء يعملون منذ عقود لتخليص أنفسهم والآخرين أمثالهم من وصمة العار الاجتماعية التي تصاحب العيش في جسدٍ بدين.

إعلان

تحدثنا إلى بعض النجوم الصاعدين في حركة النظر للسّمنة بإيجابية عن دواعي انزعاجهم من صناعة الأزياء، والكراهية التي يتلقونها من الغرباء على الانترنت، وطرق مناصرة القضية ودعمها من دون الهيمنة على النقاش.

جيسيكا هينكل : مالكة براود ماري ( ماري الفخورة ) وهو موقع أزياءٍ للمقاسات الكبيرة، وهي أيضاً مدوّنة ومنسقة أزياء ومصوّرة في فات فاشون ( أزياء البدناء )

VICE: ما الذي ألهمك لتقتحمي عالم أزياء المقاسات الكبيرة؟

جيسيكا هينكل: لطالما أردت أن أعمل في الأزياء لكنّي لم أسْع لتحقيق ذلك في السابق، لأنني شعرت أنه لن يكون مرحّباً بي. كنت أملأ الكتب برسوماتٍ للملابس، ثمّ أتخلص منها. عندما كنت في العشرين من العمر، تعثّرت بمجلة معجبين فيها صورٌ عاريةٌ لبيث ديتو من فرقة "ذا غوسيب". كانت المرة الأولى التي شعرت فيها بأنّ خوفي المدفون من السّمنة قد استفزّ، وبدأت بالتخلّي عن كل الهراء الذي يخبرنا به المجتمع عن قيمتنا التي تحدّدها أجسامنا.

كشخصٍ معروفٍ للعامة بدرجة كبيرة، ما هي التصرفات التي يضايقك بها الغرباء؟ وكيف تتعاملين مع ذلك؟

لقد تلقّيت رسائل كثيرة تخبرني بأنّي مـقرفة و/أو أنّ عليّ أن أقتل نفسي. يقولون إنني أمجد البدانة في حين أنّي أمجّد حبّ الذات. لا أفهم لماذا يهدّد هذا الأمر الناس بهذا القدر. كانت هذه الأمور تؤثر بي بحدّةٍ نوعاً ما، لكنّي اليوم أشعر بالحزن لأن هناك أشخاصٌ مشحونون بالغضب والكراهية لدرجة أنهم يشعرون بحاجةٍ لتحطيم شخصٍ غريبٍ بهذه الطريقة.

أتلقّى نظراتٍ وتعليقات في العالم الحقيقي لمجرد ارتدائي بعضاً من الأزياء التي أصممها. يظنّ الناس أنّ عليك الاختباء إذا ما كنت من حجمي، وأنّ عليك الشعور بالخجل لأنك موجودة وعليه فإنه لا يسمح لك بأن تكوني أنيقة وسعيدة. كما وأنّ الكثير من الرجال يراسلونني لأنهم يفترضون بأن أيّ امرأة بدينة على الانترنت ستكون سعيدة إن أولوها بعض الاهتمام. ذلك هو أكثر ما يؤثر فيّ، في هذه المرحلة. يثير غضبي أنّ مجرّد وجودي يعامل كدعوةٍ للرسائل الجنسية الصريحة.

إعلان

كنت قد كتبت عن العلاقة بين خسارة الوزن المقصودة والفوبيا من السمنة . هل يمكنك الحديث قليلاً عن الهالة المقنّعة لمعاداة السمنة في المساحات الخاصّة بالصحّة وخسارة الوزن؟

من الطبيعي أن يكون لكلّ شخصٍ الحقّ في الحكم الذاتيّ على أنفسهم، وأنا لا أطلق الأحكام على الناس بسبب الخيارات التي يتخذونها بما يخص أجسادهم. جزءٌ من هذه المسألة أن صناعة خسارة الوزن تجني الكثير من المال من معاداة السمنة. طوال حياتنا يقال لنا إنّ من أسوأ الأمور أن تكون سميناً، وأنّ ذلك غير صحيٍّ البتة. استخدم القلق بشأن الصحة لتبرير معاداة السمنة لمرات لا تـعدّ، إذ يخفي الناس فوبيا السمنة على شكل قلق على صحتنا.

إن أراد الناس ممارسة التمارين الرياضيّة، وأكل السلطة فقط، فليفعلوا. افعل ما يجعلك سعيداً. تقع المشكلة عندما ينشر الناس صور "قبل وبعد"، والتي بجوهرها تـناصر أنّ الحجم الأصغر أفضل. إن كان هذا شعورك فلا بأس، لكن لا تقول بأنك تنظر للجسد بإيجابية. لكي تكون كذلك عليك أن تـقرّ بأنّ الناس يستحقون حقاً الاحترام والحق في اتخاذ القرار في أجسادهم بدون أن تطلق عليهم الأحكام. ليس الأشخاص البدينين مجرّد صور "قبل". يجب أن نتوقف عن جعل الأحاديث عن النظر للجسد بإيجابية تتمحور عن الصحة بشكل عام.

أريل وودسون وكايسي سلاك : مقدمتا برنامج باد فات برودس " بثّ مظالم البدناء"، برنامج إذاعي يتناول وجهة نظر الفتاة البدينة حول كل ما هو مهم

VICE: ما الذي يعنيه لـكما النظر للجسد بإيجابية؟ وكيف تمارسانه في حياتكما اليومية؟

أريل وودسون: لا تعني تلك العبارة أي شيء لي. لقد انتزعت قيمتها منها لدرجة لم يعد لها أي وزن. لكن إن كنت سأجيب على السؤال بشكلٍ مباشر، فإنّ تيار الإيجابية تجاه الجسد في أفضل حالاته، يعني نظرة متعددة الجوانب إلى أجسادنا. يهدف هذا التيار إلى أن تعطي أولوية للأجساد الأكثر اضطهاداً في مجتمعنا، وتتأكد أن هناك مساواةٌ بين الناس. ويعني التحرّر من كلّ انعكاسات العالم الحقيقي السلبية تجاه العيش في جسدٍ لا يعجب الناس.

إعلان

كايسي سلاك: في الحقيقة، أنا أرى أن عملنا يـعنى بالتحرّر أكثر من النظر للجسد بإيجابية. ليس أنني لا أنظر للجسد بإيجابية في كل أشكاله، لكن تحليلي أنه عندما يتمّ تحرير الأجساد الأكثر تهميشاً، سيكون الجميع قادرين على تحقيق علاقةٍ أكثر حريّة مع أجسادهم. بالنسبة لي، النظر للجسد بإيجابية يعني أن تكون قادراً على الشعور بالرضى عن الهبة الرائعة والغريبة التي يمثلها جسدك. أحياناً، يتم اضطهادك بسبب الشكل، الحجم، أو المظهر العام لجسدك. وأحياناً، يكون جسدك بحدّ ذاته مصدراً للألم. كل هذه الأمور حقيقية، لكن ما زال من المدهش أن تكون وسيلة الارتباط الملموس لك بهذا العالم هي الجسد.

قمتما مؤخراً بتقديم برنامج يدعى " بثّ مظالم البدناء " حيث هاجمتما شركاتٍ تنال الكثير من الدعاية الإيجابية لأنها تـشجع نسخة بيضاء من البدناء!

كايسي: من الشائع حقاً هذه الأيام أن تناصر الشركات تيّار النظر إلى الجسد بإيجابية، فيما أكبر مقاس من الملابس التي يصنعونها هو 20. أعتقد أنّ ذلك مضحك، لأنه بعيدٌ تماماً عن مناصرة القضية. بالنسبة لي شخصياً، فقد ألغيت ماركة لين براينت من فترة بعيدة لأنهم يروّجون لفكرة أنّ كلّ الأجساد حسنة، لكنّي كنت كلّما أزور متجرهم، أجد من يحاول بيعي غرضاً بشريطٍ لإخفاء البطن. يا جماعة، إما أن يكون جسدي جيداً ولا بأس به أو أنّي أحتاج مشدّاً إضافياً في بنطالي حتى لا يلاحظه الناس ربما. إنه شيءٌ مزعج حقاً.

وودسون: قامت شركة Aerie بتحويل موضوع النظر للجسد بإيجابية إلى أرباح، حرفياً. يتحدثون عن أنهم لا يدخلون تعديلات الفوتوشوب على عارضاتهم، لكنهم لا يزالون يستخدمون عارضات يتوافقن تماماً مع معايير الجمال التقليدية. أكبر عارضاتهم حجماً هي بمقاس 12، وبيضاء. وذلك لا يتحدى أيّاً من الأفكار النمطية. على الجانب العملي من الأمر، لا زلت لا أستطيع التسوق من أميريكان إيغل! لا تلائمني أيّ من ملابسهم. لا أقول بأنّ على كل ماركة أن تقوم بخدمة كل نوع من الأجساد، لكن علينا أن نتحدث عما يجعل من النظر للجسد بإيجابية مفيداً في التسويق بما يتجاوز موضوع جمع المال.

إعلان

أخبرينا عن بعض التّعدّيات المرتبطة بالجسد، والتي واجهتها من قبل أشخاصٍ في حياتك؟

ذهبت إلى قسم الطوارئ قبل أسبوعين لأمر ما. ليس الأمر مهّما، فأنا بصحة ممتازة. ليس لديّ أي من الأشياء التي يحبون أن يقرنوا البدناء بها، لا ضغط دمٍ عالٍ، ولا سكرّي. ومع ذلك، لم يتم علاجي لأن الطبيب لم يستطع التوقف عن العزف على وتر وزني. كنت هناك لأن قدماي تورّمتا في 24 ساعة، الأمر الذي لم يحدث لي من قبل. لكن كل ما استطاع إخباري به هو أن أذهب للبيت وأخسر الوزن! هل تفهمين!

سأخرج عن الموضوع هنا قليلاً، وأفترض أنّ لكونكما سيدتان واثقتين بنسيهما وتنظران للسمنة بإيجابية على الانترنت، فقد تتلقّيان القليل من الكراهية . اذكري لي بعض الأمور الأكثر شيوعاً التي تـقال لكما، وكيف تتعاملان مع ذلك؟

كايسي: لديّ عددٌ غير معقول من الأشخاص المحظورين على تويتر. إن دخل أحدهم على التغريدات المذكور فيها اسمي، أستخدم برنامجاً يدعى بلوك تشين (سلسلة الحظر) والذي يسمح لك بحظر جميع من يتابع ذلك الشخص. لا أبالي وحسب، أعتقد أنه لا يحقّ للناس التعدّي على مساحتي وأنه لا يحقّ لأيّ أحد أن يتفاعل معي. قلت شيئاً مؤخراً على تويتر عن أنّ الصحّة الجيّدة ليست التزاماً أخلاقيّاً. بعضهم طلب منّي أن أقتل نفسي: "عاهرة بدينة، ستكونين أفضل برصاصة في رأسكّ". وهناك الكثير من الناس الذين يخبرونني بأنني بشعة ولا يريد أي أحدٍ أن يكون معي، وهو أمرٌ غير صحيح البتة لدرجة أنه يصعب أخذه على محمل الجد.

اذكري لي بعض الأمور التي يمكن للأشخاص الذين يودّون دعم حركة النظر للسمنة بإيجابية فعلها ليـحدثوا تغييراً على سلوكياتهم وأفكارهم النمطية المتأصلة .

أودّ لو أنّ الناس يلاحظون الأماكن حولهم وكيف أنها تستثني أصحاب الأجسام البدينة. إن ذهبت إلى مطعمٍ وكان للكراسي أيدٍ للارتكاز، فكّر كيف سيكون الأمر إن كانت أردافـك أعرض من أن تتّسع لها.

إعلان

وودسون: استمعوا للأشخاص البدناء. البدناء هم الأعلم بتجربة البدانة. إن كان لديك أصدقاءٌ يمارسون تقبّل السمنة أو النظر للجسد بإيجابية، قلّد سلوكهم. حتى وإن كنت لا تمارسه في حياتك اليومية، على الأقل افعل ذلك عندما تكون حولهم.

كات بوليفودا مالكة كاتز كلوزت ( خزانة كات ) وهو دكان ملابس مستعملة للمقاسات الكبيرة، ويقدم استشارات للمتصالحين مع أجسادهم .

VICE : كيف تمارسين النظر للجسد بإيجابية في حياتك اليومية؟ كات بوليفودا: أسعى جاهدةً للقضاء على الأحاديث السلبية تجاه الذات واستبدالها بتأكيدات إيجابية. أعيش بدون خجلٍ قدر المستطاع، بخاصة فيما يتعلق بحجمي. كما وأنّي أذكّر نفسي بكم أنا جذابة كلما مررت أمام مرآة.

لقد أصدرتِ مؤخراً سلسلة قرارات المقاومة التي تـفنّد فرضية أن خسارة الوزن يجب أن تكون هدفاً للجميع . أيمكنك الحديث بعض الشيء عن السبب وراء السلسلة وما تعنيه بالنسبة لك؟

في ثقافتنا، هناك افتراض نموذجيّ سائد، أنّك إذا ما كنت بدينةً أو لديك انحناءات وذات قياسٍ كبير فعليك أن تحاولي بجهدٍ لتخسري الوزن الزائد. على نحوٍ منتظم للغاية، تجد أنّ مهنيّين وأصحاب أعمال مميزين وخبراء في مجالهم لا يـؤخذون على محمل الجدّ بسبب أوزانهم. ولا ينال البعض ترقياتٍ بسبب الأفكار النمطية عن أحجامهم. وأسمع قصصاً مؤلمةً لا تنتهي من أشخاص لم يشعر أهلهم بالفخر بهم مثلما شعروا بهم عندما فقدوا الوزن، لا في حفلات تخرجهم، ولا حصولهم على وظائف، ولا صناعتهم لأعمال فنية ولا أيٍّ من الإنجازات الأخرى. بطريقة ما، تغلّب فقدان الوزن على كل هذه الأمور؟ إنّ هذا مـفجعٌ ومثيرٌ للحنق في ذات الوقت.

لقد استخدمت كلمة " بدينة " لوصف نفسك، كما وتذكرين في مدوّنة حديثة أن الكثيرين في مجتمع النظر للجسد بإيجابية قد يجدون ذلك راديكالياً . هل لك أن تشرحي لماذا؟

إعلان

تيار النظر للجسد بإيجابية ولد من رحم حركة التحرر من السمنة. وعلى الرغم من أنني أقدّر بعض مناحي التيار، لأنّه يسمح للمزيد من الناس من مختلف الأحجام، بحبّ أجسادهم، إلّا أنني متصلةٌ أكثر بحريّة السًمنة.

"بدينة" هو المصطلح المفضّل لديّ. في ذلك جزء من استعادة للكلمة من معناها السلبيّ، وأحبّ ذلك. أعتقد أنه من الأسهل أن أقاوم بجدّ المفاهيم الخاطئة عن البدناء عندما أكون مرتاحةً باستخدام الكلمة. على سبيل المثال، عندما يصر الناس على أني "لست بدينة"، لكنّي كذلك، وأنّي "جميلة"، أستطيع أن أذكّرهم أنني كلاهما "بدينةٌ وجميلة". بالطبع فإنّ كلمة "بدينة" محمّلةٌ بالكثير من الدلالات، وبإمكان أيّ شخصٍ أن يقّرر الكلمات التي يريد استعمالها لوصف نفسه أو ما يعبّر عنه.

إن كان بإمكانك تغيير شيءٍ واحد في الطريقة التي يرى بها المجتمع البدناء، ماذا سيكون؟

ليست أجسادنا شيئاً يجب إصلاحه، بل ثقافتنا هي التي بحاجة ماسة للإصلاح. اليوم نحن نستحق الاحترام والوصول والتمثيل. هذه ليست أموراً نكتسبها كمكافأة فقط عند تغيير أجسادنا.

كيلفن ديفيس : مؤسس موقع نوتورياسلي دابر ، مدونة أزياء للرجال تنظر للجسد بإيجابية، والمشرف على حساب effyourbeautystandards@ على انستغرام، وكاتب سينشر له قريباً .

VICE: لم بدأت التدوين؟

كيلفن ديفيس: بدأت مدوّنة "نوتورياسلي دابر" بعد تجربةٍ سيئةٍ في متجر إكسبرس. ذهبت لكيّ أشتري سترةً ولكن للأسف لم يكن لديهم مقاسي. طلبت مقاساً أكبر، لكنّ السيدة أجابت بأن السترات لا تحمل قياساتٍ أكبر. كانت تلك المرة الأولى التي أختبر فيها كرجل، ألا أجد قطعة ثياب على مقاسي. شعرت بحاجةٍ للحديث عن الأمر، لكن المفهوم المجتمعيّ السائد عن الرجولة يفترض بك ألا تتحدث عن مشاكل جسدية، أو أي شيء عاطفي أو أي شيء ذو علاقة بما تشعر به.

إعلان

بالمرور على حسابك الشخصيّ على انستغرام، بدا لنا أنّ غالبية التفاعل من معجبيك إيجابيّ . لكنك أيضاً تشرف على صفحة انستغرام effyourbeautystandards@ التي ترأسها تيس هوليداي، أتوقّع أنك ترى حصّةً لا بأس بها من السلبية هناك . كيف تنجح في التعامل مع ذلك؟

أحياناً تخبرني النساء بأن أتوقف عن التذمّر لأنّهن يواجهن ما هو أصعب بكثير. أسمع الكثير من: "توقف عن الشكوى وكـن رجلاً". لكن يـفترض بأن يكون تيار النظر للجسد للجميع. اختارتني تيس هوليداي لأقوم على الحساب لأنها أرادته أن يكون للجميع. وليس للنساء وحسب. ليس للناس البيض وحسب. للجميع. كـلّ شكل، كل عمرـ كل عرق، وكل جنس.

هل مررت قبلاً بأيّ تعدّيات في العالم الحقيقي بشأن جسدك من قبل الأصدقاء أو العائلة؟

كنت في حفلةٍ حول بركة السباحة وسألني أحدهم عن سبب وجود كل العلامات البيضاء على جلدي. ربّما اعتقد أنني أعاني من مرضٍ أو شيء من هذا القبيل، كان قلقاً عليّ. كان يقول: يا رجل، ما كل هذه العلامات البيضاء على جانب معدتك، هل تسبب لك الحكة؟ كان ردّي: لا! إنها لا تسبب الحكة! ليست طفحاً جلدياً، إنها علامات تمدّد الجلد. أذكر أنه تعجّب وقال: ما هذا الكلام! هل أنت جدّي؟

أليسي داليساندرو : مصممة لجميع المقاسات، كاتبة، ناشطة، ومالكة ريدي تو ستير ( مستعدّ للتحديق ) وهي ماركة مجوهرات وأزياء للمقاسات الكبيرة .

VICE : أخبريني عن ريدي تو ستير . من أين جئت بالاسم؟

أليسي داليساندرو: أطلقت الماركة بعد تعييري بسبب وزني في الشارع. كنت أمشي مرتدية فستاناً قصيراً، وصرخ أحدهم من شباك سيارة: "مرحباً أيتها الفتاة البدينة! توقفي عن محاولة الظهور نحيفة!" عندما تكونين مفعمةً بالثقة لكنك لا تناسبين مقاييس الجمال، سيقوم الناس بالتحديق فيك. لقد أخذت موقفاً لأن الأشخاص أمثالي يتوقع منهم أن يكرهوا أنفسهم، يفترض بنا أن نختبئ. لذلك سمّيت الماركة ريدي تو ستير (مستعدّ للتحديق). أخذْت لحظة العار وحوّلتها لاحتفالٍ بالأشياء التي كان الأشخاص في تلك السيارة يجلبون لي العار بسببها.

منذ بضع سنوات، ظهرت في الأخبار بسبب صورٍ لك في فستانٍ على شكل كعكةٍ حمراء . كتبت مدوّنة عن الكراهية التي تلقّيتها، والتي جاء كثيرٌ منها من نساءٍ اعترضن على شكل الفستان على جسمك . لماذا كانت قصة ذلكّ الفستان كانت مثيرةً للجدل؟

الأزياء بالنسبة لي عتاد حرب. لطالما تم التّنمّر عليّ بسبب ما ألبس، لكن وكما تقول ريانا: "تستطيع أن تهزمني، لكنها لا تستطيع أبداً أن تتفوّق على ملابسي". هذا هو شعاري. صنعت هذا الفستان لأني أردت له أن يوجد. في الحقيقة، ارتديته لبضع سنواتٍ بعد فستان ريانا في حفل جوائز الغرامي. عندما عرضته، أزعج الناس لأنه كان من الواضح أن الفستان لا يسعى لجعلي أبدو أنحف بأي طريقة كانت. فكرة أن الأزياء المخصصة للمقاسات الكبيرة تعتبر مقبولةً فقط إذا ما كانت تسعى بجدّ لتجعلك تبدو أنحف أصبحت نقطة نزاعٍ بين الناس.

أنت منفتحة نوعاً ما بخصوص التّصيّد والتّنمّر من قبل الناس، على الانترنت ووجهاً لوجه . هل تتبعين أيّ تكتيكات لحماية نفسك حتى لا تفقدي صوابك؟

الأسبوع الماضي تماماً، هاجمني أحدهم قائلاً: "انظروا لهذه الحوت تقف معتقدةً أنها أنثى بشرية". لقد جرحني ذلك فعلاً. عندما ينظر ذلك الشخص إليّ، إنه لا يرى شخصاً، بل حوتاً. كيف لي أن أجرؤ على الوقوف بوضعيةٍ لا يتخذها إلا من يعتبرونه بشرياً؟ عندما يقول أحدهم أمراً ينزع عني البشرية بهذه الطريقة، أتحدّث إلى صديقٍ عن الأمر، أحذف الكلام، وأحياناً أتركه حتى يرى الناس كيف يتم التعامل معي. أعتقد أنه من المهم أن نعطي بعضاً من المساحة لهذا التعليقات لأنه إن لم تكن هذه المساحة متاحة لك، فليس لديك أي وسيلةٍ لتعرف كيف يعاملنا الناس.

أعلم بوجود جدالٍ في مجتمع تيار النظر للجسد بإيجابية عن استعمال كلمة " بدينة " لوصف النفس . كيف تستعملين الكلمة؟

أعتقد حقاً أنّ الكلمات تتمتع بالقوّة التي نعطيها نحن لها. عندما أقول بأنّ جسمي بدين، أتخلص من القوة التي فرضت عليّ عندما استعمل الناس هذه الكلمة لإهانتي. إنها حرفياً مجرّد وصفٍ لحجم جسمي، "بدينة" لا تعني بشعة ولا تعني بلا قيمة. عندما نستعيد الكلمة ونقول: "نعم أنا بدينة ولا بأس بذلك"، فإننا نسلب تلك القوة السلبيّة من الكلمة، نوعاً ما. أعتقد أنه من المؤذي كثيراً أن يقول الناس أنهم لا يريدون أن تتم مناداتهم بالبدانة أو ذوي المقاسات الكبيرة. هناك في الأصل وصمة عارٍ تصاحب هذا الكلمات، لذلك فإن إنكارك ذلك والقول بأن ما تريد هو أن يتم النظر إليك على أنك جميل، عندها فإنك تعزّز فكرة أن البدانة لا يمكن أن تكون جميلة، وهذه مشكلة كبيرة.