صحة نفسية

أنت بحاجة إلى التخطيط لبعض الأشياء للتطلع إلى المستقبل

مع الوضع الحالي للعالم، من الضروري أن تمنح نفسك دفعة إيجابية وإليك السبب
AV
إعداد Allie Volpe
Figure with a pencil, surrounded by calendars
Illustration by Minet Kim

على الرغم من أنه يبدو من الصعب التخطيط لأي شيء هذا العام، بعد سنة كاملة من المفاجآت، لكن هذا لا يعني أن تتوقف عن منح نفسك أشياء تتطلع إليها، مهما كانت صغيرة. وجدت دراسة أجريت أن امتلاك شيء إيجابي تتطلع إليه يقلل من التوتر ويساعد على تحسين الحالة المزاجية. مع الوضع الحالي للعالم، من الضروري، وليس من منطلق الأنانية أو السخافة، أن تمنح نفسك دفعة إيجابية - وإليك السبب.

التفكير في المستقبل يمكن أن يجعلك تشعر بتحسن في الحاضر

إعلان

بالنظر إلى حالة عدم الاستقرار والحيرة بشأن الوباء، فإن وضع خطط للمستقبل يكاد يكون مستحيلاً. كيف سيبدو العالم في الصيف، هل سيمكنك السفر؟ أي شيء يمكنك التخطيط له بنجاح والتطلع إليه (حتى لو كان صغيرًا مثل الوجبات الجاهزة التي ستطلبها لتناول العشاء الليلة) يمكن أن يجعلك تشعر بالأمل في أنه "يمكن أن يكون هناك شيء إيجابي في المستقبل."

ويشير كريستيان وو، الأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة ويك فورست لـVICE:  "إن البشر يتطلعون إلى المستقبل بشكل كبير. من وضع خطط عطلة نهاية الأسبوع إلى التخطيط لمسار وظيفي مدته خمس سنوات، يتمتع البشر بقدرة فريدة على تحديد الأهداف وتصور كيفية الحصول عليها وكيف سيشعرون عندما يفعلون ذلك."

فكر في الإجازة الأخيرة التي خططت لها. من المحتمل أنك تخيلت نفسك مسترخياً على الشاطئ أو تتجول في شوارع وطرق متعرجة. من المحتمل أيضًا أن أحلام اليقظة هذه قد أعطتك الكثير من الحماس. هذا ما أشارت إليه دراسة أجريت عام 2010 حيث أظهرت أن الأشخاص المنتظر أن يقضوا إجازة مقبلة كانوا أكثر سعادة من هؤلاء الذين لم يخططوا للسفر، مما يشير إلى أن البهجة والمرح المتوقع يغذي ويدعم سعادتهم بالوقت الحاضر.

تظهر الدراسات أن تخيل والتطلع إلى حياتك بأفضل ما يكون بشكل نشط يمكن أن يجعلك أكثر تفاؤلاً. يمكن لهذه الصورة الذهنية أن تجعلك سعيدًا تمامًا مثل التجربة نفسها. وتقول إخصائية العلاج الأسري، كيمبرلي ديجلز  لـ VICE: "نحن نعلم أن توقع شيء إيجابي يساعد في الواقع على الحفاظ على مستويات الدوبامين في دماغك. لذا فإن مجرد الفكرة ذاتها بتوقع شيء جيد يمكن أن تغير كيمياء دماغك عمليًا وتشعرك بالسعادة."

إعلان

التوقع الإيجابي هو محفز قوي

هذا الأمل والتفاؤل الذي تحصل عليه من تخيل حدث مستقبلي مُرضي، بدوره، يجعلك أكثر تحفيزًا للعمل نحو هذا الهدف أو التجربة ويضيف وو: "عندما نكون متفائلين، فعادة هذا يعني أننا نسير على الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف التي نهتم بها. إنه يمنحنا إحساسًا بأن لوجودنا معنى، ويمنحنا إحساسًا بالهدف - والشعور بالغاية، وهذا في حد ذاته، أمر محفز."

وتقول تايشا كالدويل هارفي، عالمة النفس ومؤسسة Black Girl Doctor  لـ VICE أن الأشخاص يتم تحفيزهم بالمكافأة أيضًا: "هناك دلائل غير مبهجة حقًا، لكن إذا علقت جزرة أمام شخص ما، فسوف يتحركون بشكل أسرع قليلاً." من خلال إبقاء تلك الجزرة المجازية أمامك في شكل أنشطة مُرضية، لن يكون من الضروري أن تشعر بأن المرحلة التالية من الوباء صعبة أو لا يمكن تحملها. 

بالطبع، يمكن أن يكون القلق والتوتر من العوامل المحفزة أيضًا. على سبيل المثال، الخوف من الإصابة بفيروس كورونا وانتشاره هو الدافع للبقاء في المنزل والحفاظ على المسافة الاجتماعية. ومع ذلك، فإن معرفة أن هناك حدثًا إيجابيًا في الأفق يجعل الحياة تتحرك إلى الأمام بطريقة أكثر وضوحًا، وأقل إجهادًا وتوترًا، كما يقول وو: "نحن نعلم أن العمل تجاه الأشياء التي أنت متحمس لها، والتي تشعر بالإيجابية تجاهها، والتي لها مغزى بالنسبة لك، هي أكثر إشباعًا وتحفيزًا من الناحية النفسية من الابتعاد عن كل هذه الأشياء."

يمكن أن يساعد التخطيط للمستقبل في مكافحة التوتر في الوقت الحاضر

تقول شيفاون نيوبيرت، أستاذة علم النفس في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، لـVICE: "إن الحيرة وعدم الاستقرار أمر مرهق ومزعج، ولكن التخطيط للمستقبل يمنحك إحساسًا بالسيطرة." في بحثها الحديث، وجدت نيوبرت أن الأشخاص الذين خططوا للمستقبل، وهي عملية تسمى التكيف الاستباقي، كانوا أقل توتراً عندما يتعلق الأمر بالوباء. وقالت: "القدرة على التطلع إلى المستقبل ووضع الخطط المستقبلية يمكن أن يساعد في تقليل التوتر الذي نشعر به جميعًا الآن." يمكن أن يكون هذا بسيطًا مثل تخزين المواد الغذائية الأساسية حتى لا تقلق بشأن الرحلات المزدحمة إلى متجر البقالة.

إعلان

بشكل عام، عندما كان لدى الناس شيئًا إيجابيًا يتطلعوا إليه، فإنهم استردوا عافيتهم بشكل أسرع من أولئك الذين لم يكن لديهم شيء إيجابي يتوقعونه. على الرغم من أننا قد لا نعرف متى سينتهي الوباء، فإن امتلاك تجربة مستقبلية نتطلع إليها، مثل حفل زفاف، يمكن أن يعزز مزاجنا خلال هذا الوقت العصيب.

في الوقت الحالي، كن واقعيا في توقعاتك

التجمع في نفس الغرفة مع العشرات من أقرب أصدقائك قد لا يكون خيارًا في المستقبل المنظور، لذلك من المهم أن تظل دقيقًا في تخطيطك. لن تحتاج إلى تحديد موعد لقضاء إجازة فخمة في الخارج في شهر يونيو، فقط قم بتأجيلها. وتقول كالدويل: "من خلال وضع خطة تستند إلى البيانات - مثل أرقام حالات الإصابة بفيروس كورونا، وإرشادات السفر، وأوامر الإغلاق - تزيد احتمالات حدوث الأشياء بالطريقة التي خططت لها، لأنك وضعت خطة تستند إلى الواقع والحقائق."

وتقول نيوبرت إنه لا يزال بإمكانك التخطيط لتفاصيل معينة لأحداث ما بعد الجائحة مع الانتباه إلى الواقع. على سبيل المثال، يمكنك تخيل الزي الذي سترتديه في المرة الأولى التي تخرج فيها للرقص مع أصدقائك مرة أخرى. من خلال تصوير هذه التفاصيل الملموسة، فإنك تقر بأن هذه الخطة التي تبدو بعيدة المنال سوف تتحقق في الوقت المناسب.

يقول وو، ابدأ بشيء صغير، من خلال منح نفسك شيئًا تتطلع إليه غدًا، مثل تناول ما تحبه من مأكولات ومشاهدة فيلم السهرة مع زميلك في الغرفة. ثم استعد لإعطاء نفسك أشياء تتطلع إليها أسبوعيًا (مكالمة تتبادل فيها أطراف الحديث مع صديق) وشهرية (تجربة وصفة جديدة، أو سماع ألبوم جديد). 

المهم أن لا تقارن المتعة التي تحصل عليها خلال فترة الجائحة بما قبل. لا يمكن إنكار أن التنزه في الشارع لا يمكن أن يرتقي إلى حفلة الكاريوكي التي حضرتموها العام الماضي - وليس من العدل مقارنة الحدثين. الشيء المهم هو الاستمرار في وضع الخطط مع الانتباه إلى ما هو متاح الآن.

وتنهي ديجلز بالقول: "لا يزال هناك أشياء نتطلع إليها. علينا أن نبحث عن تلك الأشياء بطرق مختلفة قليلاً عما اعتدنا عليه."