اقتصاد

"نحنا فعليّاً مش بدولة، نحنا بكارتيل إحتكار على مساحة وطن

ضبط أطنان من الأدوية مخبأة في لبنان
E9qD-taWYA0rMXl

وزير الصحة اللبناني حمد حسن خلال عملية ضبط أدوية مخبأة في مستودعات. تويتر

"نحنا فعليّاً مش بدولة، نحنا بكارتيل إحتكار على مساحة وطن." هكذا عبرت باتريسا في تغريدة عن الوضع في لبنان مع كشف المزيد من المحتكرين للوقود والأدوية.

وكان وزير الصحة اللبناني حمد حسن قد أعلن هذا الأسبوع عن ضبط أطنان من الأدوية مخبأة في مستودعات وسط وجنوب البلاد، في وقت تعاني فيه بيروت من نقص حاد في الأدوية. وقال حسن، إن الأدوية المضبوطة تستخدم لعلاج أمراض مختلفة من بينها الأمراض المزمنة ومضادات حيوية وكميات كبيرة من عبوات حليب الأطفال.

إعلان

وأضاف: "من بين الأدوية المخبأة آلاف المراهم المخصصة لمداواة الحروق في وقت افتقد مصابو كارثة بلدة التليل في عكار وجود ما يهدئ أوجاعهم." وفي 15 أغسطس، انفجر خزان مخبأ يحوي آلاف اللترات من البنزين في بلدة التليل بقضاء عكار (غرب) ما أدى إلى مصرع أكثر من 30 شخصًا وإصابة نحو 80 آخرين. وقال وزير الصحة إنه أمر بـ" فتح تحقيقات لتحديد المسؤوليات، وسيكون هناك مجرى قضائي ومالي وإداري."

والأسبوع الماضي، تمكن الجيش اللبناني من مصادرة ملايين اللترات من الوقود المخبأ (بنزين ومازوت) خلال مداهمات نفذها في مناطق عدة ضد تجار يقومون بإخفاء المحروقات بغية احتكارها وبيعها لاحقاً بأسعار مرتفعة.

ويعيش اللبنانيين تحت وطأة أزمة اقتصادية ومعيشية قاسية، وتسبب النقص الحاد في إمدادات الوقود، بإجبار العديد من محطات الوقود والمستشفيات والمخابز، وخدمات أساسية أخرى، على تقليص خدماتها أو إغلاق أبوابها.

كما يعاني اللبنانيون من نقص كبير بالأدوية، وأغلقت حوالي ٦٠٠ صيدلية أبوابها منذ بداية الأزمة في 2020 بسبب عدم توفر الدولار اللازم للاستيراد. ويضطر الآلاف لزيارة أكثر من صيدلية بحثًا عن دواء معين، فيما ينشر مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي يومياً أسماء أدوية يحتاجون إليها. كما يعتمد البعض على أصدقائهم وأفراد عائلاتهم في الخارج لتأمين أدويتهم.

إعلان

وهناك نقص كبير في أدوية السرطان وهو ما يهدد حياة كثير من المرضى، وقال هاني نصار، مدير جمعية باربرا نصار لدعم مرضى السرطان في لبنان إن ثلاثة من مرضى السرطان الذين تدعمهم الجمعية توفوا بعد أن عجزوا عن الحصول على الدواء لمدة شهر ونصف، وأشار أن العدد مرشح للزيادة في ظل أزمة نقص الأدوية، بحسب تصريحاته لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

وفي الشهر الماضي، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن أكثر من 71 في المئة من سكان لبنان قد لا يحصلون على المياه هذا الصيف مع تعرض الخدمات الحيوية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء والرعاية الصحية، لضغوط هائلة.

وقالت اليونيسيف في تقريرها أن "المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمراكز الصحية أصبحت محرومة من المياه الصالحة للشرب بسبب نقص الكهرباء، مما يعرض الأرواح للخطر. "إذا أُجبر أربعة ملايين شخص على اللجوء إلى مصادر غير آمنة ومكلفة للحصول على المياه، فذلك سوف يعرض الصحة والنظافة العامة للخطر، وقد يشهد لبنان زيادة في الأمراض المنقولة عبر المياه، بالإضافة إلى زيادة في عدد حالات "كوفيد-19".

وكان حزب الله اللبناني قد أعلن إن ناقلة محملة بالوقود أرسلت من إيران في محاولة لتخفيف نقص الوقود الحاد، كما أشارت الرئاسة اللبنانية في وقت لاحق إلى أن الولايات المتحدة ستساعد لبنان بالحصول على الكهرباء من خلال تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولا إلى شمال لبنان. ولكن ذلك يتطلب إصلاح خطوط نقل الكهرباء وصيانة أنابيب الغاز - المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين الأموال اللازمة لذلك.

وتنتهك صادرات النفط الإيرانية الحظر الأمريكي المفروض على إيران، وتخاطر الناقلات التي تحمل نفطًا إيرانيًا باحتمال إيقافها ومصادرتها من قبل القوات الأمريكية.