فيروس كورونا

سألنا بعض الشباب لماذا قرروا تلقي لقاح الكورونا؟

تلقيت اللقاح لأنني أريد العودة للمواعدة Dating، بعد فراغ عاطفي امتد عامًا
mehrad-vosoughi-VmbJZDjU0Qw-unsplash

وأخيرًا، يوشك الكابوس أن ينتهي. بعد أكثر من عام على وصول فيروس كورونا المأسوف على وجوده إلى عالمنا العربي، ربما نحن بصدد السيطرة عليه والارتياح منه، لفترةٍ طويلةٍ على الأقل، والفضل لحزمة اللقاحات التي وصلت إلى حياتنا مؤخرًا.

ارتبط ظهور لقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد ١٩) بكثير من العجائب، مثل نظريات المؤامرة عن الدول الشريرة التي ستزرع فينا شرائح للمراقبة والتتبع -كأن هواتفنا المحمولة لا تفعل هذا وأكثر!- والدعوات الرافضة للقاح لأنه أنتج بسرعة قياسية فلا بد أنه يحمل مصيبة، ثم ولع الرجال بالصور نصف العارية Topless خلال تلقي اللقاح ليستعرضوا عضلاتهم خلال تلقي اللقاح، ليثيروا عاصفة عالمية من الـ"ياختي جماله حلو."

إعلان

اقرأ أيضًا: كل هذه النظريات عن لقاحات فيروس كورونا غير صحيحة 

أحبابنا الرجال لم يتوقفوا عند هذا الحد، فهم في عالمٍ موازٍ من الروقان، يتسائلون عن أمورٍ أشد أهمية من الأعراض الجانبية الخطرة المحتملة للقاح، مثل الجلطات، ويطرحون أسئلة وجودية عظيمة: هل سيؤثر على قدراتنا الجنسية؟ براڤو يا شباب! مبهوراتٌ بكم. 

شيء آخر ربما يقلقنا من تلقي اللقاح، هو صيغة الموافقة المستنيرة التي يجب علينا توقيعها قبل أخذ الجرعات، وتنص تلك الموافقة على معرفتنا بالفرق بين اللقاحات، وموافقتنا على إعفاء الدولة والسلطات والجهات الصحية في البلاد، وموظفيها، ووكلائها، والشركات التابعة لها ومصنعي اللقاح، وموظفيهم، ومورّدي اللقاح، وتابعيهم، ووكلائهم، من أي وجميع المسؤوليات أو المطالبات لأي من الأسباب المعروفة وغير المعروفة والتي قد تنشأ عن، أو تتعلق أو ترتبط بأي شكلٍ من الأشكال، بتلقي اللقاح، إلا في حالة الإخلال الجسيم أو المخالفة الصريحة للقواعد والممارسات الطبية السليمة. يا صلاة الزين! مع من أتشاجر إذن لو نبتت لي زعانف؟

إعلان

اقرأ أيضًا: جمعنا لك كل ما نعرفه عن لقاحات فيروس كورونا 

الإرهاق وارتفاع درجة الحرارة وآلام الجسم من أشهر الأعراض الجانبية للقاح فيروس كورونا، وتتراوح شدتها من شخصٍ لآخر، ومن لقاح لآخر. البعض لم يشعر بأي شيء، وآخرون رقدوا لأيام، وتتتابع الدراسات العلمية يوميًّا عن أية أعراض نادرة ربما تظهر فجأة. في تلك الظروف يبدو تلقي اللقاح أشبه بمغامرة جديدة في فيلم الخيال العلمي العجيب الذي نعيشه منذ عام وأكثر.. مع هذا فضَّل شباب عرب كثيرون أن يكونوا أول من يخوض المغامرة، واختلفت أسبابهم عندما سألناهم لماذا قرروا تلقي لقاح الكورونا؟

عملت اللي علي
"أخذت اللقاح فقط من منطلق أعمل اللي عليّ، ولو حدث شيء بعدها فسأكون بذلت ما في وسعي.. بجانب هذا وجدت تلقي اللقاح مفيدًا على مستوى الراحة النفسية، وأعطاني شعورًا بالطمأنينة." -تميم، ٣٢

الحب
"كنت من أوائل الذين أخذوا اللقاح مباشرة بعد توفره، لم أشعر بأي خوف، أنا من المدافعين عن اللقاحات أياً كانت، وحقيقة أردت أن أجربه على نفسي قبل أن تقوم عائلتي وحبيبتي بالتحديد بأخذه. مرضت قليلاً وتعبت، ولكن لم يكن أي آثار جانبية أخرى، لحسن الحظ، ولكن كله يهون لأجل الحب." -مرتضى، ٢٣

خنقة الكمامات
"اضطررت للسفر في أواخر العام الماضي وأجريت عدة مسحات للتأكد من عدم حملي لفيروس كورونا، وكانت تلك المسحة تجربة مأساوية. أنا مريض جيوب أنفية وتلك المنطقة حساسة جدًّا بالنسبة لي، والمسحة أشبه بمثقاب يحاول العبور إلى مخي. تلقيت اللقاح فقط لأنني لن أتحمل تكرار تلك التجربة إذا اضطررت للسفر قريبًا، وأرجو ألا أضطر لها مرةً أخرى، ونعود للسفر بشكل طبيعي، وتكفينا خنقة الكمامات." -مصطفى، ٢٩

إعلان

المواعدة
"ربما تضحكين عليّ لكنني تلقيت اللقاح لأنني أريد العودة للمواعدة Dating، بعد فراغ عاطفي امتد عامًا لم أخرج فيه تقريبًا إلا للضرورة، وقطعت علاقتي بصديقي السابق لأنني لم أكن راغبة في أي نوع من التواصل جسدي خوفًا من العدوى.. لقد تأقلمت على العمل من المنزل ومقابلة الجميع أونلاين، لكن بمجرد فتح باب التسجيل للقاح سجلت اسمي، لأنني سئمت الهلع من الآخرين وأريد الدخول بعلاقة جديدة." -نرمين، ٢٨

الفقد
"توفيت جدتي في الربيع الماضي متأثرة بفيروس كورونا، كانت أقرب شخص إليَّ في حياتي، ولن تتخيلي أبدًا كيف تعذبت بفقدها، خصوصًا أنها عانت بشدة في أيامها الأخيرة. حين ظهرت اللقاحات لم أتردد، أخذت بطاقاتي أبي وأمي وسجلت لهما ليحصلا على اللقاح، ثم أنا وأخي. لم يعترض أحد ولم يناقش، ولم أكن سأسمح بالنقاشات، لأنني لن أفقد شخصًا آخر أحبه. أتمنى لو كانت اللقاحات موجودة منذ عام لأنقذ جدتي أيضًا." -سارة، ٢٨ 

ضغط أخي
"العام الماضي كان الأسوأ في حياتي، تضرر عملي بسبب الجائحة، وتقلصت مدخراتي، واضطررت للانتقال للعيش في منطقة شعبية لتوفير النفقات. مررت باكتئاب شديد، ولم أكن مهتمًا بلقاحٍ ولا غيره، لكن شقيقي المقيم في الإمارات ضغط عليَّ واقنعني، خصوصًا أنه كان من أوائل المتطوعين لتجربة اللقاح عليهم. في النهاية تلقيت اللقاح لاستريح من ضغطه، وأتمنى أن يكون محقًّا في تفاؤله بأن كل شيء سيكون على ما يرام." -أحمد، ٢٨

تأنيب الضمير
"أنا حيوان اجتماعي بكل معنى الكلمة، أحب الخروج مع أصدقائي والسهر على المقهى، والحفلات، والمناسبات، وكل ما يجعلني وسط الناس.. كان الحظر والإغلاق العام كارثة كئيبة عليِّ، وبمجرد فتح المجال العام مجددًا عدت لحياتي العادية. بصراحة لم أكن حذرًا كفاية، ولم أحترم التباعد الاجتماعي، ولا أدري كيف لم أصب بالعدوى، بينما أصيب بعض أصدقائي شديدي الحرص والالتزام. كنت أشعر بالذنب دائمًا لأنني أمارس حياتي بطبيعية في ظل الوباء، وتلقيت اللقاح فقط لأتخلص من تأنيب الضمير." -مروان، ٢٩

لأطمئن على أهلي
"منذ ظهر فيروس كورونا في حياتنا، والبعض مطمئن لأنه خطر على كبار السن أكثر، وسيصيبنا كشباب كدور برد عابر. هذا أكثر ما سمعت في حياتي حقارة، لأن كبار السن هؤلاء هم عائلتي، وبعضهم يعاني أمراضًا مزمنة. لقد التزمنا البيت قدر الإمكان طوال فترة الجائحة، وحين أتيح اللقاح سجلنا جميعًا لنحظى بمناعة تؤهلنا للعودة لحياتنا. أريد فقط أن أطمئن على أهلي ونعود لاستقبال أقاربنا وزيارتهم بدلاً من الفيديو كولز." -مراد، ٢٨

توتر زوجتي
"أتذكر بشدة كيف كانت الحياة قبل عامٍ واحد، وشعورنا بالهلع وكأننا نستقبل الأبوكاليبس والحظر والإغلاق العام، وتوقف المطارات ومنع السفر. في تلك الفترة كدنا نصاب بالجنون، وندعو أن يوفَّق العلماء في إيجاد لقاح ينقذنا لتعود الحياة إلى طبيعتها قدر المستطاع. لكن، بمجرد أن ظهرت اللقاحات تراجع البعض وظهرت نظريات المؤامرة، وبدؤوا يولولون: نحن لا نثق في تلك اللقاحات. هذا أكثر شيء مستفز سمعته منذ بدأت الجائحة. تابعت كل ما نُشر بخصوص اللقاحات، وقررت أن آخذ الـRisk لأنها بالتأكيد أقل خطرًا من المرض الفعلي، أنا متشوق لعودة حياتي إلى طبيعتها، وأن أسافر من جديد، وأستضيف الأصدقاء والحفلات في منزلي دون أن تتوتر زوجتي." -شهاب، ٣١

-تم تغيير بعض الأسماء بناءً على رغبة أصحابها.