FYI.

This story is over 5 years old.

صحة نفسية

أخاف من نفخ البالونات وانفجارها في وجهي

شباب عرب يتحدثون عن الفوبيا التي يعانون منها
فوبيا

لا شكّ أن لكل واحد منا فوبيا معينة، والفوبيا أو الرهاب هو الخوف المفرط والمتواصل من شيء ما، وعلى الرغم من أن "المريض" غالباً ما يكون مدركاً تماماً للخوف الذي يصيبه وأنه أحياناً غير منطقي ولكنه لا يستطيع التخلص منه بسهولة وعادة ما يضطر للخصوع لعلاج نفسي. وتصل أنواع الفوبيا إلى أكثر من 250، منها ما لا يمكن إخفاؤه أو السيطرة عليه. تختلف أنواع الفوبيا التي قد يصاب بها الشخص، فمنها ما هو شائع كالخوف من المرتفعات، الأماكن الضيقة أو المهرجين، ومنها ما هو غريب نوعاً ما كالخوف من الثقوب، الفراشات وحتى اللحية كما اكتشفنا خلال حديثنا مع عدد من الشباب العرب عن الفوبيا التي يعانون منها.

إعلان

فوبيا الأقزام/ سراء، 29، صحفية، المغرب

سراء - الصورة مقدمة منها.

VICE عربية: ماذا عن الفوبيا التي تعانين منها؟
سراء: أعاني من فوبيا المرتفعات والأقزام. الكثير من الناس يخافون من المرتفعات، لكن خوفي من قصار القامة أو كما نسميهم الأقزام هو غريب جداً للبعض. وإذا صدف ورأيتهم، أحس برجفة وقشعريرة تسري بجسمي وأن الدم يتجمّد بعروقي، كما أحس بأن ركبي غير قادرة على حملي.أعلم أنه أمر جنوني وهو مؤذٍ لهم، لكنه خارج عن سيطرتي فعلاً.

هل تعرفين سرّ خوفك منهم؟
نعم، عندما كنت طفلة أخذني والدي لمشاهدة عرض في السيرك، أتذكر أنهم كانوا يتنكرون بأزياء غريبة ويقومون بحركات مخيفة، شعرت بالذعر وانهرت بالبكاء، ومنذ ذلك الحين يتملكني شعور غريب كلما رأيتهم.

رهاب النخاريب/ خالد، 23، موظف حكومي، العراق

خالد - الصورة مقدمة منه.

ما هي الفوبيا التي تعاني منها؟
تريبوفوبيا أو رهاب النخاريب أو الثقوب، وتعني الضيق والانزعاج عند رؤية ثقوب صغيرة ومتقاربة. بطبعي، لا شيء يُشعرني بالاشمئزاز مهما كان مقرفاً أو مزعجاً، لكن الثقوب وحدها تثير لديّ الشعور بالغثيان والتوتر الزائد، وبتنميل في جسمي. أذكر أنه عند بحثي عن هذه الفوبيا، وجدت على الانترنت صورة لشجرة مليئة بالثقوب أشعرتني بالتقيؤ، فقدت شهيتي وامتنعت عن الأكل ليوم كامل.

كيف اكتشفت ذلك؟
قبل سنتين، كنت جالسا في الحديقة، ولما رفعت يدي من على الأرض وجدت آثار حصى صغيرة على كفيّ، فشعرت بالغثيان. بعد مدة، صادفت موقفاً مشابهاً وتكرّر معي نفس الشعور، حينها علمت أن هناك أمراً غريباً. كنت أعتقد في البداية أن حالتي شاذة، لكنني عندما تحدثت عن الموضوع في فيسبوك وشاركت صورة لهذه الشجرة، انقسمت الآراء بين مستهزئ من هذه الفوبيا أي أنها غير حقيقية ولا وجود لها، وبين من يلومني على نشر الصورة وطلب مني البعض حذفها على الفور، كما هاجمتني سيدة واتهمتني بأنني السبب وراء شعورها بالغثيان والدوار. في الحقيقة طمأنني هذا الأمر قليلاً، لأنني وجدت حالات أخرى تشبهني ولست الوحيد الذي يهاب النخاريب.

إعلان

وكيف تتعامل مع الأمر في حياتك اليومية؟
نادراً ما أصادف ثقوباً متقاربة في حياتي اليومية، لذا فأنا لا أرى أي ضرورة لزيارة الطبيب، لكنني أتجنب على أي حال رؤية أي صورة من شأنها أن تزعجني أو تذكرني بالفوبيا، كما لا أتحدث في الأمر نهائياً حتى لا يسخر مني أحد.

فوبيا اللحية/ سعاد، 23، طالبة حقوق، الجزائر

تعانين من فوبيا اللحى، كيف ذلك؟
نعم أرتعب من اللحى الكثة مهما كان لونها، أسودا، أشقراً أو برتقالياً. لا أعرف سبب هذا الخوف، لكنه يلازمني منذ سنين طويلة.

ماذا تشعرين إن رأيت لحية كثيفة؟
أشعر بالضيق والتقزز، وإن ركزّت فيها كثيرا أرتجف، وتتسارع دقات قلبي وأرغب في التقيؤ. حاولت أن أواجه خوفي، وأشاهد صور رجال بلحي كثيفة وطويلة، لكنني لم أنجح، كنت في كل مرة أطيل النظر إليهم أختنق وأشعر بالدوار وكأنه سيُغمى عليّ.

وكيف تتصرفين إن التقيت بشخص لديه لحية؟
من حسن حظي أن أغلب الرجال في أسرتي هم حليقو الذقن أو لهم لحية خفيفة، واللحية الخفيفة لا تزعجني أبداً. أما إن التقيت شخصا بلحية كثيفة، فلا أنظر إليه وأشيح بنظري بعيدا عن وجهه، كما أحاول إنهاء الحديث معه بسرعة وأنصرف فوراً. وإن سألني عن سر توتري وارتباكي فأخترع له "كذبة بيضاء" أقول له مثلاً إنني عشت موقفاً مأساوياً في طفولتي مع ملتحٍ، ولا أكترث إن صدقني أو لا -في الحقيقة لا أذكر سبب هذه الفوبيا وإن كانت مرتبطة بطفولتي أم لا. لقد حدث في أحد المرات أن كنت مع أصدقائي في حرم الجامعة نتبادل أطراف الحديث، ثم التحق بنا طالب ملتحي وبمجرد ما رأيته ارتبكت وغادرت المكان، صحيح أنه غضب مني حينها، لكن أصدقائي شرحوا له الوضع وتمكنوا من مراضاته.

فوبيا الزجاج والطين/ حمزة، 27، صحفي، المغرب

حمزة - الصورة مقدمة منها.

تقول إنك عانيت من أكثر من فوبيا واحدة في مرحلة سابقة من حياتك، كيف ذلك؟
لقد نشأت في جو مضطرب نفسياً لأن والداي كانا يعانيان الكثير من العقد، وهو ما جعلني أتخبط في لائحة طويلة من الفوبيا، بعضها كان مألوفا كالخوف من الكلاب والحشرات والظلام، فيما كان البعض الآخر غريباً، كالخوف من الزجاج والطين والآلات الكبيرة وغيرهم.

إعلان

حدثنا أكثر عن الزجاج والطين؟
كنت أخاف بشكل مرضي من أي مكان يوجد فيه الزجاج وأيضاً من الأواني الطينية، أرتعب من أمور خيالية لا يراها غيري، أشعر بالخوف والارتجاف، تتسارع دقات قلبي ويجفّ فمي، ولا أخفيك سراً أنني كنت أتبول في فراشي حتى سن الـ15، حتى آمنت لفترة أنني مصاب بالتوحد.

هل تمكنت من التغلب على كل هذا؟
تخلصت من بعضها عن طريق الخيال، نعم فقد كنت أنسج قصصا خيالية مع الحشرات على سبيل المثال، ومع مرور الوقت، تحولت هذه القصص إلى هزل، وصرت أستخف بها، فيما اختفى البعض الآخر بفضل تطور شخصيتي وعبر قراءة كتب التنمية البشرية التي ساعدتني على التخلص من هذه المخاوف بطريقة ما.

فوبيا البالونات والدرج وعقارب الساعة/ نور، 25، إعلامية، البحرين

ما هي أنواع الفوبيا التي تعانين منها؟
أخاف من نفخ البالونات وانفجارها في وجهي، فقد سبق أن حدث هذا معي في فترة المراهقة، انفجرت في وجهي إحداها واحمرّت منطقة الشفتين والأنف. لذا صرت أتجنب أي مكان به بالونات كثيرة، وإن اقترب مني شخص يحمل بالونا ومعه دبوس أُصاب بالهلع الشديد.

وماذا عن عقارب الساعة والدرج؟
يرعبني صوت عقارب الساعة. صوتها تجعلني اضطرب كثيراً وتسبب لي الصداع، أتخيّل وقوع مكروه ما وسماع أصوات غريبة. لا أعرف السبب، أعلم أن هناك رُهابُ الضوضاء أو فونو فوبيا والذي يعني الخوف من أصوات محددة. في الحقيقة، أتمنى لو أستطيع تكسير كل الساعات في منزلنا أو أكتم صوتها للأبد. أما الدرج، فأشعر بالوسواس الشديد عند النزول أو الصعود، ينتابني الخوف من أن أقع وأسقط على فمي أو ركبتي، لذلك فأنا أركز كثيرا مع كل خطوة أخطوها.

هل جرّبت أن تتحدّي خوفك هذا؟
نعم، سبق لي أن شاركت في تحدّي "نفخ البالون" لكنني لم أستطع المواصلة فانسحبت منه، وهذا ينطبق على دقات عقارب الساعة.

فوبيا الفراشات/ أماني، 21، طالبة بكلية الصيدلة، مصر

على الرغم من أن الفراشات تُعتبر كائنات لطيفة ومحبوبة، إلا أن لديك فوبيا منها؟
أنا أحب الفراشات كثيراً وأعشق ألوانها، بشرط ألا تقترب مني، خصوصاً تلك الفراشات البنية الصغيرة وهي فربيا حقيقية تسمى lepidoterophobia. لقد اكتشفت الأمر قبل فترة قصيرة فقط، وقفت إحداهن على يدي، فـ"اتفزعت منها ومن حجمها ولونها البني اللي بكرهو خالص" ومنذ ذلك الحين، صرت لا أطيق رؤيتهم أو لمسهم، وأبتعد عنهم كلما اقتربوا، فرؤيتها تخيفني، كما أنني قد أنهار من البكاء إذا اقتربت مني.