هل ترك الوظيفة التي أكرهها هو تصرف غبي في الوضع الحالي؟

بدأت وظيفة جديدة في مجالي في مارس. هذا هو أول منصب أعمل فيه في شهادتي التخصصية، لذا فهي خطوة مهمة بالنسبة لي في حياتي المهنية. بعد أسبوع، تم إغلاق العمل بسبب وباء فيروس كورونا. وأصبحت أعمل من المنزل لأول مرة في حياتي وكان الأمر صعبًا حقًا. في الواقع، أفعل الكثير من الأشياء لأول مرة - الكثير من التخطيط على مستوى أعلى والإشراف على فريق صغير. هذا أيضًا هو أول منصب لي بدوام كامل؛ سبق لي أن عملت بدوام جزئي. لم أحصل على الكثير من الدعم من مديرتي المباشرة لأنها كانت مشغولة جدًا.

أريد أن أترك العمل. من المرجح أن تستمر وظيفتي على هذا النحو وأنا غير سعيدة حقًا. لا أشعر أن هذا هو العمل الذي أريده. لا أريد أن أشعر بالفزع والهلع وعدم الكفاءة طوال الوقت. العديد من الأجزاء الرئيسية لهذا المنصب ليست ما أريد القيام به في النهاية. وهناك تأثير مروع لهذه الوظيفة على صحتي النفسية.

لكنني أعلم أنه سيكون من الغباء ترك وظيفتي، فلدي وظيفة براتب جيد بدوام كامل خلال فترة جائحة عالمية. أعلم أنني إذا استقلت من عملي في أي وقت قريب، فأنا سأكون بمثابة شخص أطلق النار على قدميه. لكني لا أعرف ماذا أفعل. كم من الوقت يجب أن أستمر في الكفاح والمعاناة قبل أن أقرر ترك وظيفتي؟ 

إذا كنت غير سعيدة في عملك الحالي ولكن يمكنك تحملها لبعض الوقت، فسأطلب منك البقاء. أود أن أخبرك أن وظيفتك الأولى في مجالك يمكن غالبًا أن تكون بعيدة قليلاً عما تريدين القيام به في نهاية المطاف، لأن المراحل المبكرة من حياتك المهنية غالبًا ما تبدو مختلفة عن المراحل اللاحقة. التكيف مع التفاصيل الجديدة هو جزء ضروري وليست سببًا للذعر - فترة التكيف صعبة ولكن عادة ما يتحسن الوضع. وأود أن أقول لكم جميعاً أنه من المنطقي أحيانًا الاستمرار في وظيفة دون المستوى المثالي كنقطة انطلاق نحو شيء أفضل.

لكن لا يبدو أن الأمر ليس مجرد نوع من الاستياء وعدم الرضا. فأنت تبدين غير سعيدة حقًا بهذه الوظيفة وهذا له تأثير على صحتك النفسية. لهذا من المحتمل أنك في الوظيفة الخاطئة. يحدث ذلك، ولا بأس من تصحيح المسار عندما نشعر بذلك. لا يتعين عليك - ولا ينبغي - التضحية بسلامة صحتك النفسية من أجل حياتك المهنية.

ولكن هل حاولت التحدث مع مديرتك بشأن هواجسك وهمومك. إذا لم تفعلي ذلك، قومي بذلك أولاً (وقريبًا!)، قبل اتخاذ أي قرارات. أخبريها عن التحديات التي تواجهيها، واطلبي المزيد من الدعم. أعلم، إنها مشغولة - ولكن حتى المديرين المشغولين يمكنهم إيجاد الوقت لمنح موظفينهم المزيد من الدعم عند الحاجة. لكنهم بحاجة إلى معرفة أن هذا الأمر مطلوب منهم، لذلك عليك التحدث معها قبل الاستنتاج بأن ذلك غير ممكن.

إذا تحدثت إليها ولم يتحسن شيء ... حسنًا، لا تزال تلك معلومة مفيدة. في هذه المرحلة، ستعرفين أنك اتخذت خطوات منطقية لمحاولة تحسين الوضع، ويمكنك أن تستنتجي بثقة أكبر أن الوظيفة ليست مناسبة لك. ربما كان الأمر كذلك لو لم نكن في جائحة ولم تكوني تعملين عن بعد. ربما لا. في كلتا الحالتين، لا بأس في استنتاج أن الوظيفة، كما هي، ليست مناسبة لك. (حتى بدون التحدث إلى رئيسك في العمل، إذا كانت الأمور سيئة حقًا، فنحن لسنا ملزمين بمحاولة إنجاح الأمر). 

لا يهدف أي من هذا إلى استبعاد هواجسك وقلقك بشأن ترك وظيفة جيدة الأجر في مجال تنافسي أثناء الجائحة. هذه مخاوف مشروعة. ولكن لأن مهامك السابقة كانت قصيرة الأجل، فمن الأفضل أن تتضمن سيرتك الذاتية فترة أطول للبقاء في وظيفة ما، حتى لا يتساءل أصحاب العمل الآخرون عما إذا كنت ستتركينهم بسرعة أيضًا. لكننا نتحدث هنا عن صحتك النفسية. لا شك أن بناء مستقبل مهني مهم، لكن صحتك النفسية أكثر أهمية.

الكثير من الأشخاص الناجحين توقفوا وأخفقوا في وقت مبكر من حياتهم المهنية. وربما لا تكون هذه فرصتك الأخيرة للعمل في مجالك. لا أريد أن أكون متقائلة كثيراً، لأن سوق العمل سيء في الوقت الحالي وليس هناك ما يضمن أنك ستجدين الوظيفة المثالية. لا شك أن ترك وظيفة يصعب الحصول عليها هي مخاطرة وهناك احتمال، مهما كان بعيدًا، بأن ترك الوظيفة قد يضعك على مسار مهني مختلف. ولكن عندما تفكرين في صحتك مقابل حياتك المهنية، اختاري صحتك.

بالطبع، مدى سرعة القيام بهذه الخطوة وترك العمل، يعتمد على وضعك المالي ومدى شبكة الأمان الاجتماعي التي لديك. إذا كان لديك مدخرات و/ أو عائلة مستعدة لتوفير مكان هادئ مستقر خلال فترة بحثك عن الوظيفة التالية، فستبدو خياراتك مختلفة. لكن تأكدي أن لنا كل الحق بترك الوظيفة التي تسبب لنا التعاسة.

احصل على المزيد من النصائح الجيدة من Alison Green في Ask a Manager أو في كتابها. هل لديك سؤال ملح خاص بك يتعلق بالعمل؟ أرسله باستخدام هذا النموذج.