ثورة بيئية

التغير المناخي يضر بالصحة النفسية

ارتبطت أحداث الطقس المتطرفة، مثل الفيضانات والأعاصير وحرائق الغابات بالاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة والتفكير الانتحاري
صحة نفسية تغير المناخ
Photo by Saikiran Kesari on Unsplash


حان وقت التغيير. في يوم العمل العالمي للمناخ، تنشر VICE Media Group مقالات متخصصة عن أزمة المناخ الحالية.

"الناس لا يستوعبون ذلك حقًا - حتى يقترب منهم جدار اللهب،" هكذا قالت امرأة تعمل في خدمة الإطفاء الريفية في نيو ساوث ويلز، خلال مكافحة حرائق الغابات في أستراليا العام الماضي. أصبحت أحداث الطقس المتطرفة مثل هذه أكثر تواترًا وشدة: من الحرائق في سوريا وكاليفورنيا والفيضانات في السودان وغيرها. على الرغم من أن هذه الكوارث البيئية غالبًا ما يتم الحديث عنها باعتبارها عواقب مستقبلية لتغير المناخ، إلا أن ما يتم في العادة تجاهله هو التأثير الهائل لتغير المناخ على الصحة العامة. وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) تقريرًا يعتمد على بيانات من 101 دولة، يسلط الضوء على هذه المخاطر الصحية المتعلقة بالمناخ - ونقص الاستعدادات في العالم.

إعلان

تشمل هذه الآثار ارتفاع خطر الإصابة بأمراض مثل الإسهال في مرحلة الطفولة بسبب الإمدادات الغذائية التي من المحتمل أن تكون أكثر عرضة لمسببات الأمراض، وموجات الحر التي تخلق ظروف عمل خطيرة، وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض بسبب تلوث الهواء.

يمكن أن تتأثر الصحة النفسية بتغير المناخ أيضًا، وقد تم تحديد الاكتئاب والقلق وقضايا الصحة النفسية الأخرى في التقرير على أنها ظروف حساسة للمناخ. ونشرت كاتي هايز، باحثة تغير المناخ والصحة النفسية مقالاً عن العواقب الحالية والمتوقعة للصحة النفسية لأزمة المناخ في المجلة الدولية لأنظمة الصحة النفسية وأشارت: "لقد ارتبطت أحداث الطقس المتطرفة، مثل الفيضانات والأعاصير وحرائق الغابات بالاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة والتفكير الانتحاري. من المهم ربط مشاكل الصحة النفسية بتغير المناخ، لأن هذه التغيرات لم تعد تحدث مرة واحدة - لم يعد الأمر مجرد فيضان واحد خلال 100 عام كما في السابق."

وتشير هايز إلى أن المظالم الاجتماعية القائمة تتفاقم بسبب تغير المناخ، وأن الفئات الأكثر تهميشًا هم الأكثر عرضة للخطر بشكل خاص، بما في ذلك الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم بسبب تغير المناخ. وإضافت: "صحتنا الجسدية، وصحتنا النفسية، وصحة مجتمعنا كلها مرتبطة ببعضها البعض."

استنتاجات تقرير منظمة الصحة العالمية مدعومة بسلسلة من الأبحاث الحديثة الأخرى. في نوفمبر، أصدرت Lancet Countdown، وهو مشروع مخصص لرصد الصحة وتغير المناخ، تقريرها لعام 2019. وقال نيك واتس، المدير التنفيذي في Lancet Countdown: "يمكننا القول أنه بالنسبة للطفل المولود اليوم، ستتأثر حياته بالتغير المناخي في كل لحظة من حياته."

على الرغم من تزايد القلق والوعي بالمخاطر المتعلقة بالمناخ - مثل الأمراض التي تنقلها المياه الغير نظيفة، أو الأمراض التي تنقلها الحشرات مثل البعوض - إلا أن عددًا قليلاً من البلدان نفذت تغييرات كبيرة في السياسة. ويقول واتس: "الأمر المقلق هو أن الحكومات ببساطة لا تتحرك بالسرعة الكافية." عندما نتحدث عن الأمراض، كما يتبين لنا من خلال تبعات فيروس كورونا، فالجميع في نفس القارب، وهذا ما يؤد عليه واتس: "من المهم أن نؤكد إنه لا يوجد بلد أو شعب محصن. فالعالم شديد الترابط."

ووفق نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية "PNAS" فإن فإن متوسط ​​درجات الحرارة القصوى التي تزيد على 30 درجة مئوية يزيد من احتمال حدوث مشكلات في الصحة العقلية بنسبة أكثر من 1٪، مقارنة بمتوسط درجات حرارة يتراوح بين 10 درجات إلى 15 درجة مئوية. كما تزيد الأشهر التي تزيد فيها نسبة هطول الأمطار عن 25 يومًا من احتمال حدوث مشكلات في الصحة العقلية بنسبة 2٪ مقارنةً بالأشهر الأخرى.

وكانت الدراسة قد أشارت كذلك إلى ثلاثة عوامل أساسية تحدد السلامة النفسية للإنسان، هي الحالة الاجتماعية والحالة الاقتصادية والحالة البدنية، ومن خلال تهديد هذه المحددات الثلاثة، يؤدي التغير المناخي إلى حدوث الاضطرابات النفسية التي بدورها تفاقم الصحة العامة، وتقليل الإنتاجية وجودة الحياة.
كما ترفع درجات الحرارة المرتفعة من المخاطر على الصحة الجسدية، وتضر بالنشاط الاقتصادي، وتحفز الصراع الاجتماعي والهجرة القسرية. وتؤكد التقارير إلى أن الفئات الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية هم أولئك الذين يعانون من حالات نفسية سابقة ووضع اجتماعي واقتصادي غير مستقر.

ClimateUprise_Button.png