FS5QVolWUAEUI9i
جاد غصن أعلن خسارته بفارق 88 صوتا واكد بانه سيقدم طعن بالنتائج.
سياسة

الانتخابات اللبنانية 2022: فوز مرشحين معارضين ومستقلين بعدد من مقاعد البرلمان

تشير نسبة التصويت المنخفضة لشعور باللامبالاة تجاه الانتخابات بالنسبة للكثيرين

شهدت الانتخابات التشريعية اللبنانية التي تأتي وسط انهيار اقتصادي نسبة إقبال منخفضة بلغت في تقديراتها الأولية نحو 41 في المئة. وأعلنت وزارة الداخلية اللبنانية عن نتائج الانتخابات النيابية لـ 12 من أصل 15 منطقة في البلاد، في ظل نية عدة أحزاب تقديم طعون.

وقالت عدد من جمعيات مراقبة الانتخابات اللبنانية إن الانتخابات شهدت "فوضى عارمة" وعدد من "المخالفات والانتهاكات التي طالت مختلف الدوائر، في ظل أجواء الشحن والتحريض الطائفي والمذهبي."

إعلان

وأفرزت النتائج الأولية خسارة حلفاء حزب الله عدداً من المقاعد، ولم يتمكن التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس ميشال عون من الاحتفاظ بأكثرية نيابية مسيحية، بعد خسارته عدداً من المقاعد لصالح خصمه حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع. وتقدم حزب القوات اللبنانية (المدعوم من السعودية) بزعامة سمير جعجع بزيادة 5 مقاعد عن حصيلته في الانتخابات السابقة، وذلك وفقا للنتائج الأولية غير الرسمية.

وأظهرت النتائج فوز مرشحين معارضين ومستقلين بعدد من مقاعد البرلمان، الذي سيضم على الأرجح كتلا متنافسة، لا تحظى أي منها منفردة بأكثرية مطلقة، بعدما كان حزب الله وحلفاؤه يحظون بأكثرية في المجلس المنتهية ولايته. وتظهر الإحصائيات الأولية أنه من غير المحتمل أن يحصل الحزب وحلفاؤه على أكثر من 64 مقعداً من ما مجموعه ١٢٨ مقعداً.

وكان حزب الله وحلفاؤه، من بينهم "التيار الوطني الحر" الماروني بزعامة الرئيس، ميشال عون، وحركة "أمل" الشيعية بزعامة رئيس مجلس النواب، نبيه بري، قد فازوا في الانتخابات الأخيرة في عام 2018 بـ 71 مقعداً.

إعلان

وأظهرت النتائج التي نشرتها وزارة الداخلية خسارة كل من إيلي الفرزلي نائب رئيس البرلمان عن المسيحيين الأرثوذكس في قضاء البقاع الغربي، وخسارة النائب عن الحزب القومي السوري الاجتماعي أسعد حردان المقعد الأرثوذكسي في دائرة الجنوب الثالثة (يشغله منذ عام 1992) و خسارة النائب الدرزي طلال أرسلان في دائرة عاليه بمحافظة جبل لبنان.

وأشارت النتائج الأولية إلى فوز ما لا يقل عن خمسة مستقلين آخرين ممن خاضوا حملاتهم على أساس برنامج الإصلاح والمحاسبة، وهو ما وصف "بأول اختبار حقيقي" لمجموعات معارضة أفرزتها ثورة تشرين 2019. وبعد الحديث عن فوزه بالمقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي، بدلاً من مرشح القوات اللبنانية رازي الحاج، أعلن الصحفي جاد غصن خسارته بفارق 88 صوتًا، ولكنه أكد بأنه سيقدم طعن بالنتائج بسبب المخالفات التي حصلت.

وحصل حزب الله على 13 مقعداً على الأقل وفقا للنتائج الأولية غير الرسمية، وأعلنت حركة أمل -التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري- فوزها بـ17 مقعداً. ووفقا لأرقام برلمانية من حزب الله وحركة أمل المتحالفة معه، فقد تمكن الحزبان من اقتناص كل المقاعد المخصصة للشيعة.

وأشارت النتائج غير الرسمية الصادرة عن التيار الوطني الحر -الذي أسسه الرئيس اللبناني ميشال عون- إلى حصوله على 15 مقعداً حتى الآن، وهو ما يعني أنه قد يخسر صدارة الكتل المسيحية لصالح حزب القوات. والتيار الوطني الحر هو أكبر حزب مسيحي في البرلمان اللبناني منذ العام 2005.

وجرت الانتخابات في غياب حزب المستقبل، أكبر مكون سياسي سني بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أعلن مقاطعة الاستحقاق.

وتشير نسبة التصويت المنخفضة لشعور باللامبالاة تجاه الانتخابات بالنسبة للكثيرين، تمثلت بجزء منها بغمس الحبر في الأصبع الأوسط ومشاركة الصور على وسائل التواصل، كرسالة غضب ورفض "للمؤسسة السياسية الحاكمة منذ عقود." وغمس الأصبع في وعاء من الحبر الأزرق الداكن هو الجزء الأخير من عملية التصويت ويأتي بعد أن يدلي الناخبون بأصواتهم ويوقعون بجوار اسمهم في مركز الاقتراع.

وفي قرار وصف بالعنصري، فرضت وزارة الداخلية اللبنانية حظراً على اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان، بالتزام مخيماتهم وعدم الخروج منها، خلال أيّام الانتخابات.

ويبلغ عدد المرشحين لهذه الانتخابات 719 مرشحًا منضوين تحت 103 لوائح، من ضمنها 56 لائحة باسم مجموعات التغيير والمجتمع المدني في البلاد، في حين يبلغ عدد الناخبين المدعوين للمشاركة في الانتخاب نحو 4 ملايين.

وهذه الانتخابات هي الأولى بعد انهيار اقتصادي صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850 وبعد ثورة شعبية ضد السلطة، وانفجار مروّع في 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت أودى بأكثر من مئتي شخص ودمر أحياء من العاصمة.