IMG_9765
مسكون

"شمهروش".. محكمة ملك ملوك الجن على الأرض التي تفصل في نزاعات الإنس والجن

هذا الجني المسلم هو ملكُ وقاضي قُضاة الجن وهو أحد مُلوك الجن السبعة وأكبرهم سناً

مسكون: في هذه السلسلة نسترجع قصصنا العربية الموروثة كجزء من استعادة السردية، بعيداً عن صحتها أو مدى إيماننا بالجن أو قوى ما فوق الطبيعة. هذه القصص تظهر كيف تتشابك التقاليد مع الدين مع عالم الموارئيات مع الترفيه.

في الطريق إلى أعلى قمة جبلية في منطقة شمال إفريقيا، قمة جبل "توبقال" يصادف هواة التسلق أول محطة استراحة وهي قرية صغيرة تُدعى "سيدي شمهروش" يتوقّفون فيها عادة لالتقاط بعض الأنفاس قبل مواصلة مسارهم نحو القمة التي يبلغ ارتفاعها حوالي 4،167 مترًا. غير أن البعض ممن يقطعون الطريق مشيًا أو على البغال، يكون الوصول إلى "سيدي شمهروش" غاية وليس محطة للتوقف فحسب. هؤلاء يقصدون مقام أشهر ملوك الجن المسلمين وأحد ملوك الأرض السبعة للفصل في نزاعاتهم ومشاكلهم مع سكان العالم الآخر.

إعلان

تبعد قرية "إمليل" حوالي ستين كيلومترا عن مدينة مراكش في المغرب، و"إمليل" هي آخر قرية تصلها وسائل النقل الحديثة، كما تعتبر نقطة الانطلاق إلى "شمهروش" التي يستغرق الوصول إليها حوالي ساعتين من المشي. بمجرد أن تتراءى لك بضعة منازل متواضعة وقبة بيضاء وأسراب من الغربان "المسكونة" فاعلم أنك وصلت إلى "شمهروش." وبالتوغل داخل هذه القرية الصغيرة التي تقع على سفح جبل "توبقال" ستنتبه لكثرة الشموع البيضاء المنتصبة هنا وهناك، أوقدها من يعتقدون بالقدرات الخارقة للمكان. وبمحاذاة المسجد الصغير في القرية، ستجد تجويفًا في صخرة كبيرة بيضاء ترفرف فوقها أعلام بيضاء وخضراء يُمنع دخول غير المسلمين إليها أو تصويرها من الداخل..

هنا تقع محكمة الجن على الأرض. 

بحسب القصص الشعبية المتداولة، فـ "شمهروش" هو ملكُ وقاضي قُضاة الجن ورئيسهم فوق الأرض وهو أحد مُلوك الجن السبعة وأكبرهم سناً، ويعتبره البعض بمثابة الأب الروحي للجن الأرضيين.  داخل هذه الصخرة يقع بلاط ملك ملوك الجان، الذي كان في أزمنة ساحقة خلوة يلجأ إليها للتعبد فيها وحيدًا، أما عرشه فهو عبارة عن قبر صغير مغطى بثوب أخضر تحيط به جدران وألواح كتبت عليها بعض الأدعية الدينية وآيات قرآنية.

وحسب الموروث المحلي وكتب الجنّ، فإن عدد ملوك الجن الأرضيين هو سبعة ولكلّ يومه الخاص، فيوم الأحد هو للملك عبد الله المذهب، الذي يرتدي تاجا ويمتطي حصانًا من الذهب الخالص ويحكم 360 قبيلة من الجن. الاثنين لـ"مرّة" أو "لالة ميرا" التي تقوم باستقراء مكنون النفس البشرية، الثلاثاء لأبا محرز الأحمر وهو ملك شرس ويمتاز بالخدع العسكرية وطبعه الجدي والعصبي، الأربعاء للملك برقان أبو العجائب الملقب بفارس الإسلام، الجمعة للملك الأبيض وهو نائب شمهروش في القضاء، والسبت لسيدي ميمون ابانوخ أقوى الملوك الارضيين. أما الخميس فهو مخصص للملك "شمهروش" الذي يُقدس اللونين الأبيض والأخضر، كما أنهما اللونين الذين يُفضل ارتدائهما، وكان يضعهما على صدره -كما يقوم القُضاة حالياً في مصر.

إعلان

في كل يوم خميس وهو يوم المحاكمات، يحج عشرات الأشخاص إلى هذا المقام، ممن تلبسهم الجن، ليقدموا له هدايا (سكر، حليب، بخور، عود، حناء..) وقرابين قد تكون عنزة أو عجلا أو دجاجة

في كل يوم خميس وهو يوم المحاكمات، يحج عشرات الأشخاص إلى هذا المقام، ممن تلبسهم الجن، ليقدموا له هدايا (سكر، حليب، بخور، عود، حناء..) وقرابين قد تكون عنزة أو عجلا أو دجاجة، كلّ حسب قضيته. هذا اليوم يعد موعدا مقدسًا للجن المسلمين للمثول أمام ملكهم وقاضي قضاتهم لإنصاف المشتكين والمظلومين منهم. ويُقال إن من علامات حضور "شمهروش" إلى المحكمة، تحدّث الجن الذي يسكن الممسوس وتمرغه في الأرض بمجرد دخوله إلى ذلك المقام، كما ترعد السماء وتبرق إعلانًا عن بداية المحاكمة.

أما عن طقوس التداوي والعلاج من المس والسحر فهي تمتد لثلاثة أيام، وتبدأ بذبح القرابين وإراقة دمائها، وهي العطايا التي يوزعها سلالة "إد بلعيد" بينهم، الأسرة التي توارثت خدمة الوليّ منذ سنوات طويلة، ثم تقام "الحضرة" أو "الزار" وهي طقوس شعبية يلبس فيها الممسوس أحد ألوان ملوك الجن المفضلة وهي الأسود، الأحمر، الأصفر، الأبيض، البنفسجي، الأزرق، والأخضر.

في هذه الجلسة، ينفصل "المسكون" عن واقعه وينتقل إلى العالم اللامرئي من خلال رقصات هستيرية طقوسية على روائح البخور وإيقاعات الدفوف والطبول والمزامير، التي تشتد وتتصاعد إلى أن يغمى عليه وتخور قواه تمامًا. وفي حال لم تنفع هذه الطقوس في تهدئة الجن أو طرده، يبقى الحل هو إقامة المحاكمة، وضرورة الاغتسال من حوض ماء النهر النابع من الصخور بعد آذان العصر.

ويزعم محمد، حفيد الحاج إد بلعيد الذي شيد المقام عند الصخرة سنة 1929، أن ملك الجان يدعى "الشيخ أبا الوليد شمهروش" وهو جني مُسلم، يحكى أنه صحابي مازال حياً بعدما عايش الرسول محمد، منذ ما ينيف عن 14 قرًنا، وله من الأولاد عبد الرحمن والوليد والمجلجل والهمهل وداعوس وماكوس وشبراق وبرمهيون ومرجاع وكندش وكيموش، وله من البنات عائشة ورقية وهيلانة ومفوعة ونورية وسيافة وهمامة وحمامة. ويحكى أن سلطان الجان "شمهروش" تخلى عن العرش وترك الحكم لابنه عبد الرحمن من بعده وهو لا يحضر إلا كبرى المحاكمات بين الملوك.

إعلان

تتضارب الروايات حول أصول طقوس المحاكمة ومراحل التداوي من السحر في ضريح "شمهروش." ويُقال في الموروث الشعبي المحلي إن ملك الجن هو من أمر بتقديم الهدايا وذبح القرابين واغتسال المرضى على مسامع سكان القرى المجاورة عندما ظهر أمامهم قبل قرون مضت. أما إقامة "الحضرة" أو "الليلة" فهي من الطقوس المنتشرة التي يمارسها المرضى في عدد من الزوايا والأضرحة وفي المنازل لطرد الجن والتخلص منهم، بينما يقيمها بعض الممسوسين بشكل احتفالي على شرف الجن الذي يتلبسهم، بين الفترة والأخرى، تلبيةً لرغباتهم وتهدئتهم. وستجد عنده يافطة كبيرة كتب عليها بالعربية والفرنسية للمسلمين فقط فلا يجوز لأي كان سوى المسلم بولوج المقام.

تراجع عدد زوار الضريح بشكل كبير مع تغيّر طريقة تفكير الشباب الذي لم يعد يؤمن بالخرافات والغيبيات

لا زالت المحاكمات تقام اليوم، ولا يزال الكثير يؤمنون بقدرات سلطان المحكمة ويحجون إليه بين الفينة والأخرى بحثا عن الراحة، بل إن منهم من اتخذ إحدى البيوت المجاورة مسكنًا دائمًا له. ولكن أعداد الوافدين على "سيدي شمهروش" تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حسب حسن، مسيّر نزل صغير في قرية إمليل يستقبل فيه زوار المنطقة القادمين من أجل الراحة والاستجمام وسط أحضان الطبيعة.

يضيف حسن في حديثه مع Vice عربية، أن أغلب زوار "إمليل" في السنوات الأخيرة هم مغاربة وأجانب يبيتون ليلتهم الأولى بالقرية قبل التوجه صباح اليوم الموالي نحو القمة، أو قضاء عطلة نهاية الأسبوع للاستمتاع بجمال المنطقة. ويوضح: "الأوضاع تغيرت كثيراً في السنوات العشر الأخيرة، لقد تراجع عدد زوار الضريح بشكل كبير مع تغيّر طريقة تفكير الشباب الذي لم يعد يؤمن بالخرافات والغيبيات. كما أن وسائل إعلام كثيرة سلطت الضوء على المكان وكشفت عن طقوسه وممارساته الغارقة في الشرك والدجل والنصب والاحتيال."

إعلان

وعن أسطورة شمهروش، يشدّد حسن على أنها تعود لقرون مضت وهي جزء من الذاكرة الجماعية لقبائل آيت ميزان، رغم أن أغلب سكان القرى المجاورة مستاؤون من السمعة السيئة التي ربطت المنطقة بالشعوذة والدجل. ويضيف: "لا نستطيع الانتفاض في وجه سلالة بلعيد التي تتمتع بالنفوذ والسلطة منذ مئات السنين، لكننا لا نخجل أيضًا من إخبار جميع الزوار أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد خرافة وأكاذيب."

ورغبة في الغوص أكثر في تفاصيل انعقاد هذه المحاكمات وفصولها، اتصلت بأحد حراس الضريح، لكنه رفض الحديث إليّ عبر الهاتف بعدما قدمت له نفسي كصحافية، متذرعًا بأنهم لم يروا خيرا من الصحافيين الذين جاؤوا من قبل، ونالوا من سمعة المحكمة في كل تقاريرهم وريبورتاجاتهم.  

في المقابل، تمكنت من التحدّث إلى بعض هواة التسلق ممن اضطروا لقضاء ليلتهم بالقرب من القرية، قبل مواصلة الطريق نحو القمة في صباح اليوم الموالي. وأكد لنا بعضهم أن أرواحا شريرة وغريبة تسكن المكان وأن هناك من سمع أصواتًا وصراخًا في الظلام.

يخبرني اسماعيل، الذي شارك قصته باقتضاب على مجموعة لهواة الترحال والتسلق في الفيسبوك، أنه اضطر للمبيت داخل خيمته بعدما أدركه الظلام في طريقه نحو "توبقال." قصد وأًصدقاؤه أرضًا مستوية يوحي مظهرها أن أشخاصًا قبلهم قضوا ليلتهم هناك، ووجدوا فيها سكينًا مرميا في أحد جنباته استعملوه في تقشير الخضار وطهي عشائهم تلك الليلة.

يسترجع اسماعيل الحور معنا ذكرياته التي تعود لسنة 2018، ويقول: "مع حلول الساعة الواحدة صباحًا، أيقظتني أصوات خطوات قوية حولنا، قلت في البداية إن الأمر يتعلّق بكلب أو قط، لأتذكر أننا وصلنا إلى ارتفاع لا يمكن لأي حيوان أن يصله أو يتأقلم معه. لم تمر سوى لحظات قليلة حتى سمعت صوت انهيار الصخر ثم بدأت تنهال علينا الحجارة من كل صوب، وبعدها شعرت أن أحدا يقلّب الأواني ويشحذ السكاكين."

إعلان

أيقظ محدثنا صديقه الذي تجمدّت الدماء في عروقه بعد سماعه تلك الجلبة، وأضاف: "شعرنا بالارتباك والخوف الشديدين، ولم نقوى على القيام بأي حركة إلى أن انقطعت الأصوات الغريبة. في صباح اليوم الموالي، خرجنا لنتفقد ما حدث في الخارج لنجد أن الأواني بقيت على حالها باستثناء ذلك السكين الذي اختفى، علما أننا تركنا سكاكين أخرى مع الأواني كنا قد أحضرناها معنا. لم نفكّر كثيرًا، جمعنا أغراضنا ورحلنا بسرعة."

غير بعيد عن المكان الذي أمضى فيه إسماعيل ليلته، كشف لنا زهير فقير، أنه أمضى ليلة مرعبة برفقة أصدقائه الثلاثة مؤكدًا لنا أنه مكان "مسكون" بالفعل. يخبرني زهير أنه بعد منتصف الليل وبعد أن ناموا جميعًا، استيقظوا على صوت صراخ مزلزل لم يسمعوا مثله من قبل، وخطوات لعدة أشخاص يحومون حولهم. استجمع أحدهم شجاعته وأطل إلى الخارج فوجد أن المكان مقفر "لا طير يطير ولا وحش يسير." ازدادت حدة الأصوات وشعر زهير وأصدقاؤه كأن أحدا يهز الخيام بقوة وسيقتلعها من الأرض: "مرت الدقائق وكأنها ساعات، لكننا بقينا نردد مجموعة من الآيات القرآنية والأذكار إلى أن هدأ الصخب وحلّ الهدوء من جديد."

هناك كذلك الأشخاص المستفيدين من الرواج التجاري لزيارات الأضرحة

حسن رشيق، أستاذ الدراسات الأنثروبولوجية في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء يخبرني في مقابلة هاتفية معه أن تاريخ ظهور سلطان الجن في المنطقة يعود إلى قرون طويلة، فسلالة عائلة "إد بلعيد" على سبيل المثال، يعود تاريخ وجودها بالمنطقة إلى سنوات 1760 على الأقل. وبحسب رشيق حول أصل ظهور ملك الجان في المنطقة، فأن أول شخص رأى سيدي شمهروش كان يسمى موسى بن إدريس، وكان الأول يتردّد على منزله في صفة كلب أسود لمدة سبعة أيام. كان موسى يعتني بالكلب الذي ينام في الإصطبل، لكنه كان يرفض الطعام. ذات يوم قرّر موسى أن يراقب الإصطبل، ورأى في ساعة الفجر أن الكلب يمتطي الحصان ويتجه نحو المكان الذي تنعقد بها المحاكمة الآن، وكان ينتظره أولياء آخرون.

إعلان

ويضيف رشيق، الذي قام بدراسة أنثروبولوجية معمقة للمنطقة في ثمانينات القرن الماضي أصدر على إثرها كتاب "سيدي شمهروش: الطقوسي والسياسي في الأطلس الكبير" حسب نفس الرواية: بعد أن رأى موسى هذا الاجتماع، طلب من الكلب أن يكشف له عن هويته، فغادر شمهروش هيأته الحيوانية وظهر بلباس الملك وتاجه. وخاطب موسى قائلاً "اذهب وادع القبيلة، وسأشير لكم بما يجب أن تفعلوه." أخبر موسى سكان القرى الثلاثة المجاورة، وخاطبهم ملك الجن بالقول "في هذا المنزل يجب أن تقضي الذبيحة ليلتها قبل أن تذبح، كما قادهم إلى قمة جبل وقال "هذا مكاني، أنا هو سيدي شمهروش وموسى وريثي، وقد كنت ضيفه وأحسن استقبالي هو وأولاده، من يعترض عليهم فسأحاسبه أمام الله وسأكشف له عن معجزاتي. والذبائح يجب أن توزع على الأغنياء والفقراء، أما جلودها ورؤوسها والعطايا المالية وغيرها فأنا أهبها لموسى وأولاده."

يؤمن جميع من حاورناهم بوجود الجن بما أنه مذكور في القرآن، إلا أنهم يجمعون على أن "ملك الجن" ما هو إلا أسطورة وخرافة لا يصدقها غير ضعاف النفوس والدجالين، والمحكمة ما هي إلا صخرة فارغة حوّلها من لهم مصلحة في ذلك، لمكان تنتشر فيه مظاهر الجهل والشعوذة والنصب وغيرها من الأفعال والممارسات المنافية للمنطق والتفكير السليم.

من جهته، لم يستغرب علي شعباني، أستاذ باحث في علم الاجتماع بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا الجديدة في المغرب، من استمرار الاعتقاد بخوارق "سيدي شمهروش" ومحكمته، إذ أن المجتمع المغربي لم يتخلص بعد من ثقل الفكر الخرافي المتجذر في بعض الأوساط، خصوصًا وأنه يتم الربط دائما بين وجود الجن وذكره في القرآن، وبالتالي ضرورة الإيمان بجميع الأمور التي تتعلق بهم. ويضيف: "الكثير من الفئات في المجتمع المغربي تسيطر عليه الغيبيات وتغلّب الأساطير على العقل، ويعجز الكثيرون عن إعطاء تفسير علمي لعدد من الظواهر أو الحالات النفسية، لذا فهم يلجؤون للخرافات كونها لا تتطلب استحضار المنطق وتقديم الحجة والدليل العلمي." 

وفيما يخص الطقوس والروايات المحكية حول المحكمة، يوضح الباحث السوسيولوجي أن الطقوس وليدة عملية تكرار، إذ يطوّر الإنسان بعض الممارسات البسيطة ويحولها إلى عادات ثابتة تنتقل من جيل لآخر حتى تترسخ لدى الناس وتصبح بالنسبة لهم من المسلّمات. ويضيف: "هناك كذلك الأشخاص المستفيدين من الرواج التجاري لزيارات الأضرحة، من مصلحتهم أن يعظموا كرامات وخوارق الوليّ وأن ينسبوا إليه عدداً من القصص ويطوروا مجموعة من الطقوس لاستدرار المزيد من الأرباح."

من الناحية العلمية، يوضح فيصل طهاري، أخصائي ومعالج نفسي، أن البنية النفسية للإنسان المريض تكون في العادة مهتزة وفاقدة للأمل، ويضيف: "تراكم المعلومات المبنية على الحكي والأساطير من الأشخاص المحيطين به التي تؤكد فعالية "العلاج" تجعل المريض يقصد المكان بمعنويات عالية وقد يشعر بالفعل بالتحسن والارتياح لمدة قصيرة بعد الزيارة."

وفي الوقت الذي يؤكد فيه العلماء والأخصائيون النفسيون وجود أمراض واضطرابات نفسية لها علاجات دوائية وسلوكية، تكون ناتجة عن خلل في النواقل العصبية أو تعاطي بعض الأدوية أو الممنوعات، كالشيزوفرينيا والاضطرابات الذهانية والهستيريا والهذيان والهوس الاكتئابي والصرع ومتلازمة ما بعد الصدمة وغيرهم، ما زال يصر الكثيرون على تصنيفها في خانة "المس والتلبس بالأرواح الشريرة" واعتبار هذه الأساطير والمعتقدات من المسلمات التي يُرفض فيها الشك أو النقد أو طرح الأسئلة.