TOXIC 2
القلب المكسور

شكلي قبيح، وهذا أثَّر على فرصي في الصداقة والحب والعمل، ماذا أفعل؟ نصائح من القلب المكسور

الروح الإنسانية الجميلة الطيبة، المُحبة لنفسها والعالم هي التي تجعلنا حلوين فعلاً

أنا فتاة في بداية العشرينات من عمري، شكلي قبيح، وأشعر أن هذا قد أثَّر على فرصي في جميع نواحي الحياة (مثل الصداقة والحب والعمل)، وبالتالي صحتي النفسية ازدادت سوءاً يوماً بعد يوم، كيف يمكن للقلب المكسور مساعدتي؟
الجمال، جمال الروح، وهذا قد يكون كليشيهاً ولكنه حقيقي تماماً. الروح الإنسانية الجميلة الطيبة، المُحبة لنفسها والعالم هي التي تجعلنا حلوين فعلاً، ومهما تغيرت أذواقنا سنظل دومًا نفضّل الطيبين المُراعين على ذوي الوسامة والمبهرين.

إعلان

دعينا نتفق على أن لا تعريف محددًا للجمال الشكلي، فما نراه نحن جميلاً يراه آخرون عاديًّا وباهتًا، وما نراه عاديًّا وباهتًا يغدو الجمال بعينه عندما يتعلق بأشخاص نحبهم. المظهر الخارجي مهم في عالم مادي، لا نستطيع نفي ذلك، ولكنه ليس عادلاً ولا ينبغي تطبيعه كأمر واقع. البشر كائنات غير كاملة، وكل واحد منا لديه عيوبه. وحتى لو لم تشعري أبدًا أنك جميلة، فهذا ليس دليلاً على أنك كذلك. هذه وجهة نظرك أنت فقط. وليست الحقيقة الكاملة. هل تعلمين أن ما يجعل المرأة غير مرئية هو قناعتها بأنها لا تستحق الأفضل. الشعور بأنك تستحقين هو الذي يعطيك شعوراً بالجمال. يجب أن تتخلي تماماً عن فكرة أنك لست جميلة، لا تضيعي حياتك ولا تلومي شكلك على فرصك بحياة أفضل حب وصداقات وعمل تحبينه.

أعتقد أن هناك مشكلة تمنعك من رؤية جمالك أو التعبير عنه وهو ما يؤثر على صحتك النفسية، وهنا دعيني أفكّر معك: هل يؤثر شعورك بعدم الجمال على صحتك النفسية؟ أم أن حالتك النفسية هي التي تجعلك تشعرين بعدم الجمال؟ هناك فارق بسيط وضخم للغاية بين الموقفين. إذا كان لديك انطباعات سلبية عن نفسك في المطلق، فأعتقد أن المشكلة ليست في شكلك نهائيًّا، بل قد يكون الأمر متعلق بأزمة نفسية أو صدمةٍ مررت بها، وأنصحك بالذهاب لطبيب نفسي لمساعدتك على تجاوزها، وعلى رؤية معنى الجمال الحقيقي وأنه كان كامنًا فيك طوال الوقت.

كيف ممكن أقنع أهل حبيبتي أن نرتبط؟ كنا مرتبطين من قبل لكن بسبب اختلاف الطوائف أبعدتنا عائلاتنا عن بعض، والوضع صار كتير سيء وتعيس. نحن أصغر من أن نتزوج حاليّاً، وأعمارنا ٢٠ سنة ولسا ما خلصنا دراسة.. مستعجلين كتير وخلونا نترك بعض، ودمروني نفسيًا بسبب قرار متخلف، ماذا أفعل؟
اختلاف المذاهب والأديان مشكلة كبيرة في مجتمعنا، وأحد أسباب التفريق القهري لكثيرٍ من المتحابين. لو كنا نعيش في دول مدنية لكان بإمكاننا أن نتزوج دون قلقٍ من معتقدات من نحب، ودون أن تتدخل العائلة والأصدقاء والجيران وطنط وعمو وجدو في معتقداتنا ومعتقدات من نحب، سنتزوج ببساطة لأننا متفاهمين ومتحابين ونستطيع أن نخلق حياةً مشتركة معًا. لكننا للأسف نحن لا نعيش في هذا العالم المثالي.

إعلان

كما هو واضح فقد فرضت عليكما العائلة القطيعة، هذه مأساة محزنة طبعًا، لكن إذا كنتما تريدان الاستمرار في هذه العلاقة، يجب أولاً أن تتأكد أنكما مستمران في العلاقة لأجل الحب، وليس لأجل تحدي العائلة والوضع العام. دعني أحدثك بصراحة، في مثل هذه السن الصغيرة سيبدو لك الحب أكبر وأقدس مما هو في حقيقته بالفعل، المشاعر المتأججة في ختام فترة المراهقة، وقلة خبرتك في العالم ستجعلك تنظر تحت قدميك، وتُلخص قصة حبك في عبارة "إنهم يفرقون بيننا لأننا مختلفي الطائفة" وعندها سيتركز مجهودك على "هزيمتهم" وليس على العلاقة نفسها، وهي فكرة رومانسية مغرية، ولكن لا تستنزف نفسك في الحرب لأجلها.

إذا كنت واثقًا من مشاعرك ومشاعر حبيبتك، خوضا هذه العلاقة، بمعزلٍ عن أهلكما، وبعيدًا عن ضغوط المجتمع، ليعرف كل منكما شخصية الآخر واحتمالات نجاح هذه العلاقة، فإذا كانت تستحق أن تقاتلا لأجلها، عندها تكون المعركة ضرورية. إذا لم تكونا متوافقين فليبحث كل منكما عن سعادته في طريقٍ أخرى. في الوقت الحالي، ركزا على حياتكما الخاصة، الدراسة والعمل وبناء صداقات وتجارب قبل التفكير بالزواج. معركتك الآن أن تتأكد أنك وشريكتك تريدان بعضكما بكل صدقٍ، وأن تؤسسا لمستقبكما، وإذا صمدت علاقتكما خلال كل هذا، ونضجتما معًا لتقررا أنكما ستكملان الطريق، عندها يمكنكما دخول معركة الاختلاف الطائفي، لأنكما حينها ستكونا واثقين أن لديكما ما يستحق القتال لأجله. لكن ليس الآن.

أحب بنت وما قلت لها وأراقبها من بعيد، وأعرف أغلب حساباتها، وخايف أكلمها وتعتقد أني ستوكر. ما الحل؟
إذا كنت تتابع فتاة، وتراقبها باستمرار، وتتعقب حساباتها، لتعرف كل شاردة وواردة عنها، وتخشى أن تظنك "ستوكر" فاطمئن، أنت بالفعل "ستوكر" أو مُتعقّب. التعقب هو أي سلوك يتسم بالإلحاح والمطاردة، ومراقبة وتتبع شخص بعينه بجميع الوسائل، سواء على أرض الواقع أو في العالم الافتراضي، وفي أغلب الدول يُعاقب المتعقب بالغرامة وأوامر التقييد (عدم التعرض)، وانتهاءً بالسجن، لأن فعل التعقب له تأثير نفسي مروع على الضحية، من رعب وهلع وشعور بعدم الأمان والراحة.

إعلان

تقول أنك "تحب البنت" دعنا نتحدث بالمنطق هنا ونقولها بصراحة ووضوح: "لا يوجد شيء اسمه حب بالنسبة لشخص لم تعرفه من قبل" لا يوجد، ليس في هذا العالم ولا في أي عوالم موازية، ومشاعرك نحو هذه الفتاة قد يكون أي شيء بخلاف الحب، ربما الانجذاب الجنسي، أو الإعجاب "بما يظهر لك" من شخصيتها، وربما تمثل لك "صورة جميلة" تحب أن تكون جزءًا منها. هذا ليس حبًّا، الحب أعمق بكثير من هذا الانجذاب العابر، لهذا أنت بحاجة لمعرفتها فعلاً قبل أي شيء.

عليك أ تتوقف عن من هذه المراقبة وتأخذ خطوة التعارف، راسلها على أحد حساباتها الإلكترونية بشكلٍ مباشر "هاي، أنا فلان، ..أحب أن أدعوك لكوب قهوة لنتحدث أكثر لأنني راغب في التعرف عليك، إذا كان هذا يناسبك." ادخل حياتها مُعرّفًا نفسك كرجل معجب بها ويريد معرفتها أكثر، لا داعي للف والدوران.

إذا قبلت دعوتك خير، التقيا وتكلما وحاول أن تعرفها أكثر، إن تصرفت بتحفظ وشك، فتفهم هذا وحاول طمأنتها لأن النساء فقدن الثقة بالكثير من الرجال، وفي حال صدتك أو رفضتك، تراجع فورًا وانس أمرها، وامسحها من جميع وسائل التواصل الاجتماعي، لا تواصل مطاردتها بعد الرفض، لا تواصل تعقبها ومراقبتها، لا يعني لا، فإذا استمريت بهذه التصرفات ستدخل في فئة المتعقبين والمتحرشين أيضًا، وستتصاعد الأمور بشكلٍ شديد السوء قد يعرضك للعقوبة القانونية. الفيصل أولاً وأخيرًا هو التراضي، وألا تفعل شيئًا ضد إرادتها. المسؤولية تبدأ بالمعرفة.

كل الحب والحرية،