2023

على الرغم من كونها إحدى أسوأ الأعوام في تاريخ البشرية، إلا أن هناك بعض الأشياء الجيدة التي حدثت في 2023

جمعنا لكم بعض الأشياء الإيجابية التي حدثت خلال هذا العام
على الرغم من كونها إحدى أسوأ الأعوام في تاريخ البشرية، إلا أن هناك بعض الأشياء الجيدة التي حدثت في 2023
(Photo by Amru Salahuddien/Anadolu via Getty Images)

لنكن صادقين. كان عام ٢٠٢٣ من أسوأ وأصعب الأعوام التي مررنا بها على الصعيد الشخصي والعالمي. في جميع أنحاء القارات، ترددت أصداء الحرب، مما أدى إلى نزوح الملايين وإعادة رسم خريطة النفوذ العالمي في حركة مثيرة للقلق. لقد أحكم تغير المناخ قبضته أيضًا، وأطلق العنان لكوارث طبيعية تخل بالنظم البيئي وتختبر قدرة الإنسان على التحمل. لقد حبست المخاوف الاقتصادية أنفاس العديد من الناس، مما جعل ارتفاع الأسعار وشبح الركود يزعجهم. لكن رغم العواصف، ظلت شعلة الأمل مشتعلة بشكل خافت.

إعلان

في هذا المقال، جمعنا لكم بعض الأشياء الإيجابية التي حدثت خلال هذا العام.

سقوط وهم الإله الصهيوني عالميًا

قبل أن يخنق الدخان الهواء، كان العالم على وشك نسيان محنة الشعب الفلسطيني في أرضه المقدسة. لقد نجحت إسرائيل في تهميش القضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم. وقد تحطم هذا النسيان مع سقوط القذائف الأولى على غزة. إن وحشية الهجوم، الذي تم بثه على الهواء مباشرة وتحليله على وسائل التواصل الاجتماعي، هي تذكير بالواقع القاسي في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

في عصر المعلومات والشفافية، انهارت روايات إسرائيل المصممة، ولم تعد قادرة على التحكم في سرد وسائل الإعلام. كان رد الفعل فوريًا وعالميًا، مع اندلاع مسيرات داعمة للفلسطينيين في عواصم غربية، وتحول بعض الأصوات اليهودية ضد السياسات في الأراضي المحتلة. ومع ظهور عواقب الهجوم، فقد غيّر المعادلة العالمية بشكل جذري.

ورغم أن العواقب المترتبة على هجوم السابع من أكتوبر لا تزال تتكشف، إلا أن هناك أمرًا واحدًا واضحًا: وهو أنه غير المعادلة العالمية بشكل جذري. أصبحت الرواية الفلسطينية، التي كانت مهمشة في السابق، في مركز الاهتمام الآن. فإسرائيل، بعد أن اخترقت قشرتها الشرعية، تكافح مع عالم يراقب تصرفاتها بشكل متزايد. ويظل الطريق إلى الأمام غير واضح، ولكن هناك أمر واحد مؤكد: وهو أن الوضع الراهن قد تعطل إلى الأبد.

مقاطعة العرب لمنتجات داعمة لإسرائيل 

ردًا على أحداث ٧ أكتوبر في غزة، استهدفت موجة من المقاطعات العربية التي قام بها المستهلكون العلامات التجارية المرتبطة بقوات الدفاع الإسرائيلية. وقد واجهت شركات مثل ستاربكس وماكدونالدز، التي دعمت القوات الإسرائيلية، انخفاضًا حادًا في البورصة بسبب المقاطعة. وكانت قد ذكرت وكالة بلومبيرغ في الشهر الماضي عن انخفاض أسهم شركة ستاربكس بنسبة ١.٦٪. كما رصدت وكالة رويترز سبعة فروع لستاربكس وماكدونالدز وكنتاكي خالية تقريبًا من الزبائن في مدينة الكويت. وأفادت تقارير بأن شركة ستاربكس في مصر سرحت عددًا من العاملين بها أواخر نوفمبر الماضي، بعد تأثرها ماليًا بالمقاطعة.

إعلان

خطوات جذرية في محاربة تغيير المناخ العامة حول العالم

لا أذكر عامًا مضى لم يتم فيه الحديث عن الخطر البيئي الملح الذي يسببه الإنسان للطبيعة، وضرورة التحرك قبل فوات الأوان. ووفقًا لتقارير، كان عام ٢٠٢٣ هو العام الأكثر دفئا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة. على الرغم من هذه المخاطر، فقد أحرزنا أيضًا بعض التقدم على طريق الشفاء البيئي في عام ٢٠٢٣. على سبيل المثال، أعلنت العديد من الدول عن أهدافها المناخية، بما في ذلك الالتزام بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام ٢٠٥٠. كما قامت العديد من الشركات باستثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة والتقنيات الصديقة للبيئة.

 وأظهرت الدراسات أنه على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن هناك زيادة ملحوظة في عدد السيارات الكهربائية وعدد الألواح الشمسية على مستوى العالم، مقارنة بالسنوات السابقة، الأمر الذي سيساهم في تقليل الانبعاثات السامة مع مرور الوقت. كما أن الثقب الموجود في طبقة الأوزون بدأ بالشفاء، مما سيساهم مع مرور الوقت في انخفاض درجة حرارة الأرض. ولعل أعظم إنجاز حققناه هذا العام في المجال البيئي هو إعلان مختبرات لورانس ليفرمور المحلية عن اكتشاف جديد في مجال الطاقة النووية سيمهد الطريق لوصول طاقة نظيفة غير نفاذة لجميع الأعضاء الإنسانية.

إعلان

منظمة الصحة العالمية تعلن انتهاء حالة الطوارئ الصحية العالمية بسبب فيروس كورونا

في عام ٢٠٢٠، ضرب فيروس كورونا العالم أجمع، وأغلق الحدود وتسبب في خسائر فادحة في الأرواح. وبعد أكثر من ثلاث سنوات من انتشار الوباء، أعلنت منظمة الصحة العالمية في مايو انتهاء الأزمة رسميًا. على الرغم من أن الطفرات الجينية في هذا الفيروس لا تزال محتملة كما كانت قبل الوباء، إلا أنه يمكننا أن نطمئن الآن بعد أن أصبح الوضع العالمي مستقرًا. وفي الأشهر التي سبقت الإعلان، بدأت الإصابات بالمرض في الانخفاض بشكل مستمر. لذلك يمكننا أن نطمئن إلى أن العالم لن يغلق ولن نسجن في المستقبل القريب.

اكتشاف اختراع يضاعف حياة القطط

عادة ما تموت القطط في عمر الـ ١٥ عامًا بسبب مشاكل في الكلى تتفاقم مع تقدمها في العمر. ولكن، مؤخرًا، اكتشف طبيب بيطري ياباني حقنة يمكن أن تساعد القطط على محاربة هذه المشاكل وعيش ١٥ عامًا إضافية. هذا خبر رائع لأصحاب القطط الأليفة، الذين سيتمكنون الآن من قضاء وقت أطول مع حيواناتهم الأليفة المفضلة. فبدلًا من العيش لمدة ١٥ عامًا فقط، ستعيش القطط التي تتلقى الحقنة لمدة ٣٠ عامًا. بالطبع، لا يعني هذا أن القطط لن تواجه أي مشاكل صحية بعد سن الـ ٣٠. ولكن، فإن الحقنة ستساعدها على العيش حياة أطول وأكثر صحة.

إعلان

اكتشاف أدوية جديدة لعلاج الزهايمر

في يوليو من هذا العام، حصل عقار "ليكانمب" (Lecanemab) على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). يُعد "ليكانمب" علاجًا بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة، يستهدف لويحات الأميلويد، وهي السمة المميزة لمرض ألزهايمر. هذه الموافقة تعد نقطة تحول هامة في مكافحة المرض، حيث قدمت أداة قيمة لتباطؤ التدهور المعرفي وتحسين نوعية الحياة للمرضى في المراحل المبكرة.

رغم أن "ليكانمب" لا يُعتبر علاجًا شافيًا، إلا أنه يُمثل خطوة مهمة إلى الأمام. من خلال استهداف وتقليل لويحات الأميلويد، أظهر الدواء نتائج واعدة في تأخير تطور المرض، مما يوفر وقتًا ثمينًا للمرضى وأحبائهم.

وبالإضافة إلى ذلك، ظهر منافس واعد آخر وهو عقار "دونانيماب" (Donanemab). أظهرت التجارب السريرية أن هذا الدواء يمكن أن يبطئ التدهور المعرفي بنسبة تصل إلى ٦٠٪ لدى مرضى الزهايمر في المراحل المبكرة. ورغم الحاجة إلى المزيد من الدراسات قبل الحصول على الموافقة الكاملة، إلا أن نتائج "دونانيماب" المبكرة أثارت إثارة كبيرة داخل المجتمع العلمي.

انضمام دول عربية إلى البريكس

إعلان

خلال قمة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) التي عُقدت في جنوب إفريقيا في أغسطس، أعلنت المجموعة - التي تُعد منافسًا جيوسياسيًا لمجموعة الدول السبع - قبول ست دول جديدة، بما في ذلك ثلاث دول من العالم العربي: مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وسيمثل انضمام الدول العربية إلى مجموعة البريكس تحولًا مهمًا في ميزان القوى الاقتصادية العالمية، حيث تمتلك هذه الدول إمكانات كبيرة في إنتاج وتصدير الطاقات النظيفة، مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، والتي من المتوقع أن تنافس الطاقة الأحفورية الوقود في المستقبل.

المغرب والسعودية تفوز باستضافة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٣٠ و٢٠٣٤ 

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه تم اختيار المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٣٠. وكان قد أعلن جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن السعودية ستستضيف كأس العالم ٢٠٣٤، وذلك بعد أن كانت الجهة الوحيدة التي تقدمت بعرض لاستضافة البطولة في الموعد النهائي المحدد.

إعلان

العراق يتخلص من مرض التراخوما 

أصبحت العراق الدولة رقم ١٧ التي تقضي على التراخوما كمشكلة صحية عامة، وذلك وفقًا لبيان من منظمة الصحة العالمية (WHO). التراخوما هو السبب الرئيسي المعدي للعمى في جميع أنحاء العالم. ينتشر هذا المرض من شخص إلى آخر من خلال الأصابع الملوثة أو الذباب الذي لامس إفرازات من عيون شخص مصاب.

ووصف الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، في البيان، فوز العراق على التراخوما بأنه "إنجاز رائع." وقال: "إن القضاء على التراخوما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق صحة العين للجميع، ودليلاً على قوة الالتزام والعمل الجاد."

تم إرجاع المها ذو القرنين الأسطوريين من الانقراض

في سبعينيات القرن الماضي، تم تصنيف المها العربي على أنه منقرض من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وذلك بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل. لكن بفضل الجهود العربية والعالمية الجبارة، تمت إعادة هذه المخلوقات المهيبة إلى الحياة. من خلال برامج التكاثر في المحميات وحدائق الحيوانات، نمت أعداد صغيرة قويةً وصحية. وعززت هيئة البيئة في أبوظبي جهودها للحفاظ على التنوع البيولوجي، من خلال توسيع نطاق برنامج إعادة تأهيل الحيوانات المهددة بالانقراض، الذي شهد إعادة توطين ٦٣٣ من المها الإفريقي (أبوحراب)، و٢٥ غزالًا في تشاد خلال العام الماضي.

 وقد أرتفعت أعدادها حالياً إلى حوالي ١٨ ألف في قطر منذ إطلاق "عملية المها"، بما في ذلك ٣٥٠٠ في محمية المها وحدها. وفي الوقت الحالي، لم تعد هذه الحيوانات ذات اللون الأبيض الناصع مهددة بالانقراض، ولكنها لا زلت معرضة للخطر.