صحة نفسية

اليابان تعين وزيرا للوِحدة

الهدف محاربة ظاهرة الانتحار التي تشهد تزايًدا كبيراً بين النساء والشباب

فاقمت جائحة كورونا مشاعر العزلة على مستوى العالم، وفي حين أن الشعور بالعزلة والوحدة قد يتم غض البصر عنه في بلداننا واعتباره نوعًا من الرفاهية، فقد قررت اليابان استحداث هذه الوزارة هذا الشهر، حيث قرر رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، تعيين تيتسوشي ساكاموتو "وزيرا للوحدة."

وأشارت صحيفة جابان تايمز إلى أن وزارة الوحدة أضيفت إلى الحكومة بهدف محاربة ظاهرة الانتحار التي تشهد تزايًدا كبيراً مؤخرا. وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي للإعلان عن الوزارة الجديدة: "أن النساء يعانين من العزلة (أكثر من الرجال) ، وعدد حالات الانتحار في اتجاه متزايد."

إعلان

وبحسب الصحيفة، فقد انتحر 20،919 شخصًا في عام 2020 بزيادة 750 عن العام السابق وتمثل أول زيادة على أساس سنوي منذ 11 عامًا. تُعزى الزيادة إلى حد كبير إلى الارتفاع الملحوظ في حالات الانتحار بين النساء والشباب بشكل خاص- حيث ارتفع عدد النساء اللواتي انتحرن في أكتوبر ٢٠٢٠ بنسبة ٧٠٪ مقارنة بنفس الفترة في ٢٠١٩.

وبحسب الخبراء، فإن عدداً كبيراً من النساء غير المتزوجات يعشن بمفردهن، واختارت العديد منهن ذلك على الزواج الذي لا يزال ينطوي على أدوار تقليدية للجنسين. كما أنهن من المرجح يعملن فيما يسمى بالوظائف غير المستقرة. وتقول بروفيسور ميتشيكو أويدا، أحد كبار الخبراء اليابانيين في مجال الانتحار: "الكثير من النساء هن غير متزوجات، وليس لديهن وظائف دائمة، وعليهن الاهتمام بأنفسهن لوحدهن. وكان عدد فقدان الوظائف بين الموظفين غير الدائمين كبير جدًا جدًا. خلال الأشهر الثمانية الماضية ."

ويعاني سكان اليابان بشكل عام من الوحدة والعزلة، مع شيوع ما يعرف بـ"الوفيات المنفردة" (lonely deaths) في إشارة إلى الأشخاص الذين يموتون داخل منازلهم ويبقون غير مكتشفين لفترات طويلة. وتصنف اليابان تصنف في المراتب الأولى من حيث عدد الأشخاص المسنين الذين يشعرون أنه ليس لديهم من يلجؤون إليه في أوقات الحاجة.

وتشير الدراسات إلى أن الوحدة مرتبطة بارتفاع مخاطر الإصابة بمشكلات صحية مثل أمراض القلب والخرف واضطرابات الأكل. وقد خلص تقرير عام 2018 إلى أن الشعور بالوحدة "له نفس التأثير على الوفيات مثل تدخين 15 سيجارة يوميًا."

وربما يبدو حجم هذه المشكلة بشكل أوسع، من خلال إعلان قام به رجل ياباني بأنه سيقوم تأجير نفسه "لعدم القيام بأي شيء" باستثناء تناول الطعام والشراب مع الشخص الذي استأجره، مقابل 10 آلاف ين أو ما يعادل نحو 100 دولار. ومع أنه لا يفعل أي شيء فقد تم تعيينه 3،000 مرة. ويقول شوجي موريموتو، 37 عامًا، أن معظم من يستأجرونه يشعرون بالوحدة ويريدون ببساطة أن يجدوا شخصاً يستمع إليهم، ومنهم من يريد تناول الغداء معه والتقاط بعض الصور. كما أن هناك طلب كبير على خدمات "تأجير الأصدقاء."

وكانت المملكة المتحدة أول دولة تعين وزيراً للوحدة في عام 2018، بعد أن وجد تقرير عام 2017 أن أكثر من تسعة ملايين شخص في المملكة المتحدة يشعرون بالوحدة. لكن يبدو أن الدور هذه الوزارة صعب، حيث تم تغيير ثلاثة وزراء للوحدة في ثلاث سنوات.