صحة نفسية

كيف أتوقف عن الخوف من أن أكون شخص غير مرغوب أو غير محبوب؟

أحب أن أتعامل مع الناس بشكل لطيف، لكنني لا أعرف إن كنت أخسر نفسي بهذه الطريقة
Vincenzo Ligresti
Milan, IT
people pleaser significato

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE Italy.

Ask VICE هي سلسلة يطلب فيها القراء من VICE حل مشاكلهم، ما بين التعامل مع الحب من طرف واحد إلى التعامل مع رفقاء السكن المزعجين. حاليا نأمل في مساعدة القارئ الذي يكافح من أجل إيجاد توازن بين أن يكون لطيفًا مع أحبائه وبين أن يحترم حدوده الخاصة.

مرحبًا VICE

لطالما اعتبرت نفسي شخصًا داعمًا ومنفتحًا ومن هذا النوع المستعد دائمًا لتقديم يد المساعدة. ربما أواجه مشكلة في قول لا، لكنني لم أعتقد أن هذه السمة حددت حقيقة ماهية شخصيتي ومن أنا في الواقع. مؤخراً قرأت تغريدة حول كيف أن الأشخاص الذين يقولون نعم لأي شخص غالبًا ما يتم اعتبارهم أوغاد عندما يقررون أن يكونوا أقل مجاملة وأقل مراعاة للآخرين. وهو ما جعلني أتساءل: هل أنا شخص يحب إسعاد الناس؟ هل أصبحت شديد التركيز على أن أكون محبوبًا والشعور أنني أنتمي - لكل المشاعر التي تربطني بسنوات المراهقة - لدرجة أنني أخشى من أن أخيب آمال الناس إذا أصبحت أقل مراعاة للأخرين؟ ما هو الخط الفاصل بين أن أكون لطيفا وأن أكون مُرضيًا للناس؟ كيف أتوقف عن الخوف من أن أكون غير مرغوب فيه أو غير محبوب؟

إعلان

شكرًا لكم، إمضاء ر.


مرحبا ر

ما تمر به هذا طبيعي جدًا. فالبشر حيوانات اجتماعية، وبحكم طبيعتهم، يحتاجون إلى الإفادة بالرأي والتحقق من أفعالهم. لكن، كما ذكرت، نحن نتفاعل مع الأخرين بطرق مختلفة جدًا عن بعضنا البعض. وبالفعل فإن الهدف من هذه المناقشة هو: هل نعرف كيف ينظر إلينا الآخرون؟

يقول جيانلوكا فرانسيوسي، وهو معالج نفسي مقيم في ميلانو متخصص في العلاقات: "يحاول الشخص الذي يرضي الناس دائمًا إسعاد الآخرين، في أي موقف وبأي ثمن." ويبدو جليًا أن هذا الأمر واضح لديك، ولكن كما تحدد في رسالتك الخاصة، يصعب أحيانًا التمييز بين أن تُرضي الناس وأن تكون لطيفًا بشكل عام.

يشير فرانسيوسي إلى أن هذا الاختلاف يعتمد على "السياق والتكرار، وقبل كل شيء، الإدراك الذاتي" لهذا السلوك. على سبيل المثال: هل تقول نعم لأي شخص مهما كان الأمر؟ أم أن هناك أشخاصًا أو مواقف ليس لديك مشكلة في أن ترفضها؟

يقوم معظم الأشخاص على الأقل إلى حد ما بتكييف أسلوب اتصالهم مع الشخص الذي يتفاعلون معه بناءً على علاقاتهم معهم والغرض من ذلك التواصل. لنفترض أنك تتواصل مع زميل جديد - فقد تقرر عن قصد أن تكون أكثر استيعابًا ومراعاة للحصول على نوع من المزايا، مثل الحصول على ترقية أو مجرد الرغبة في الحصول على تواصل جيد. يقول فرانسيوسي: "هذا هو شكل من أشكال التكيف الوظيفي."

ولكن بالنسبة لمن يسعون لإرضاء الناس طوال الوقت، فإن عملية التكيف هذه تذهب إلى أبعد من ذلك، مما يؤدي إلى علاقات يتم فيها قمع "رغباتهم واحتياجاتهم وقناعاتهم الشخصية تمامًا" وفي تلك الحالات، "يتفوق المكون الاجتماعي في أن تحظى بالقبول وتلبية توقعات الآخرين على كل شيء."

إعلان

ويضيف فرانسيوسي أنه على المدى الطويل، قد يأتي هذا بنتائج عكسية، لأنه لا يوفر لمن يرضون الناس أي مجال "لإظهار شخصيتهم الحقيقية." ومن المفارقات أن محاولة إرضاء كل من حولك يمكن أن تجعلك تبدو أكثر توترًا لأنك لست حرًا في أن تكون عفويًا وأن تُظهر ذاتك الحقيقية "يمكن للآخرين أيضًا أن ينتهي بهم الأمر بالشعور بعدم اليقين بشأن هويتك الحقيقية ووجهة نظرك الفعلية."

إن ميلُنا نحو أن نحظى بالقبول والرضا من الناس أو ميلُنا نحو السعي بقوة نحو مصلحتنا الذاتية هما طرفين على طيف واسع من الاختلاف مع هذين السمتين الشخصيتين المتعارضتين على حد سواء. يوضح فرانسيوسي أن كل واحد منا "يتقلب في هذا الطيف الواسع" مضيًفا أن "طرفي النقيض هذين يتنازعان، ولكن هناك الكثير من السلوكيات بينهما. عندما ندرك أننا نقترب من أحد هذين الطرفين، فذلك يحدث عندما يكون الأمر يستحق اتخاذ إجراء بعينه."

أنت تتساءل ماذا سيحدث إذا لم تتخذ بعض القرارات الصعبة بسبب الخوف من أن تكون غير محبوب. يقول فرانسيوسي: "على المدى الطويل، يمكن أن يتسبب عدم الرضا عن العلاقة في حدوث التوتر والأزمات والعوارض الجسدية". وإذا كنت في علاقة مختلة، فقد يبدأ شريكك أيضًا في استغلالك.

إذن كيف يمكنك فعلاً التغلب على هذه المخاوف؟ إنها عملية تستغرق وقتًا، لكن الخطوة الأولى هي فهم ما إذا كنت توافق على القيام بشيء ما لشخص ما لأنه أقنعك بأنها فكرة جيدة أو ببساطة لأنك تريده أن يرضى عنك. بعد ذلك، عليك أن تُعلم نفسك أن تكون أكثر حزمًا في تواصلك. إنه أمر صعب، ولكن بمجرد أن توضح موقفك، فمن غير المتحمل أن تتراجع عنه.

تحتاج أيضًا إلى إعادة التفكير في موقفك من هذا الصراع. قد يبدو الأمر مخيفًا، لكن "الصراع مفيد أيضًا، لأنه يمكن أن يمنحك الشعور بأنك شخصًا متكامل وصادق مع مواقفه"، كما يقول فرانسيوسي. هذه أيضًا سمة يحبها الناس ويقدرونها. على المدى الطويل، سيكسبك التواصل الواضح مع احتياجاتك وحدودك احترامًا حقيقيًا طويل الأمد.

يمكن أن تكون المواعدة العاطفية ساحة تدريب رائعة في هذا السياق. نظرًا لأن الأشخاص الجدد يعرفون القليل جدًا عنك، فقد تشعر بثقة أكبر في اتخاذ موقف حازم عندما تحين الفرصة لك بشكل أكبر مقارنة بالتعامل مع شخص مقرب لك. مع مرور الوقت، ستحتاج أيضًا إلى استيعاب فكرة أنك إذا قُلت لا لإنسان عزيز عليك، فهذا لا يعني أنه سيقلل من حبه لك أو سيغير آرائه عنك. إذا كان الأمر كذلك، فذلك يعني أنه هو الذي يعاني من مشكلة - وليس أنت.

في النهاية، وكما يقول فرانسيوسي: "من المستحيل أن تكون محبوبًا من الجميع" مضيفًا أن "هذا لا يعني بشكل تلقائي أنهم لا يحبونك أيضًا. ولكن يمكن أن يكونوا أيضًا غير مبالين تجاهك، وهذا جيد جداً أيضًا."